رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحبب ما شئت.. لكن!

الشرع يقول لك أحبب ما شئت لكن إذا أحببت فلا تنحرف إلى الحرام.. لا يقول لك: لا تكره ولكن إذا كرهت فلا تظلم ولا تسخر ولا تشمت ولا تتنمر.. الشرع لا يقول لك: لا تأخذ حقك ولكن لا تظلم ولا تسرف.. نحن سنعيش مرة واحدة على هذه الأرض.. إذا أخطأت فاعتذر.. وإذا أحببت فعبر عن حبك ولا تكن معقداً.. والأهم لا تكره ولا تحقد ولا تحسد.. ولا تندم على حب أو معروف قدمته لأحدهم ولم يكن يستحقه..


كن دائماً معتزاً بنقاء قلبك وإياك أن تلوم طهارتك.. الرحمة أجمل كثيراً من الحب بل هي أكبر من الحب؛ فالحب أحد أبواب الرحمة.. والحب الحقيقي لا يموت، وهو الحل الأمثل لمشاكل الإنسان على الأرض.. يمكننا عمل الكثير بالحق لكن بالحب أكثر..

كم تمنيت أن نعيش الحب دوماً لا أن نحتفل به يوماً واحداً في العام.. فالحب يعني الكثير والكثير.. الحب الحقيقي أن تشعل أناملك كي تضيء لهم الطريق، وتحرق أيامك كي تبث فيهم الدفء، وتمنحهم عينك دون تردد حتى تنير لهم الظلام.. الحب الحقيقي أن تساعدهم على الوقوف عند التعثر، وتدخل السرور إلى قلوبهم عند الحزن، وتمنحهم الأمل عند اليأس..

فقل للشامتين بنا افيقوا

هو أن تحتفظ لهم بمساحة جميلة من الأحلام في داخلك ومساحة شاسعة من الرحمة والمودة، وأن تتحلى بقدرة هائلة على الغفران والتسامح إذا ما أساءوا إليك دون أن تنتظر منهم جزاء ولا شكوراً.. هو أن تدفع عنهم كلمات السوء في غيابهم، وتحرص على بقائهم صفحة بيضاء في أعين الآخرين وتحفظهم مهما غابوا عنك.. هو أن تترجم إحساسهم إلى من يهمه أمرهم وتحمل أحلامهم إلى من لا يكتمل حلمه إلا بهم، وتدعو لهم بالسعادة ..أن تمتص حزنهم وتصغي إلى همومهم، وتحمل عنهم ما لا يستطيعون حمله من متاعب الدنيا وهمومها..

أن تقدم لهم دعوة مستبشرة إلى الحياة حين يفقدون شهية الحياة .. وتقدم لهم دعوة إلى الحلم حين يفقدون المعنى الجميل للحلم.. أن تتجرد من أنانيتك من أجلهم، وألا تفرض عليهم مشاعرك وأحلامك.. وألا تصطاد قلوبهم في الماء العكر.

الحب فرصة ليصبح الإنسان أفضل وأجمل وأرقى ؛ فهو ليس مجرد عاطفة ووجدان كما نسميه وإنما طاقة وإنتاج.. هو أعظم مدرسة يتعلم فيها كل عاشق لغة لا تشبهها لغة أخرى.. الحب سر لا يعرفه إلا المحبون.. الحب لا تعريف له.. فتعالوا يحب بعضنا بعضاً.. فما أجمل حياتنا إذا سادها الحب والرحمة والمغفرة والتسامح..

وكيف تكون أحوال البشرية إذا ما تحقق لها ذلك الأمل.. هل يختفي ما نراه من صراعات وحروب وأمراض وأوبئة وكوارث ومجاعات وجرائم وقلق على المستقبل؟!

جبر الخواطر!

الأخلاق الحسنة طريقنا لعودة الزمن الجميل.. العطاء بلا مقابل مفتاح السعادة.. يحدونا أمل كبير أن يعود لأخلاقنا رونقها الأصيل كما يتطلع الرئيس السيسي.. حينها يتوقف العنف وإثارة الجدل في قضايا خلافية وربما هامشية أو سوفسطائية لا تجني الشعوب من ورائها شيئاً إلا التعاسة والتخلف والعداوة والتمزق والضعف والهوان.. ومثل تلك الأحوال وإن كانت ترضي أعداءنا لكنها لا ترضي الله سبحانه وتعالى.

مصر اليوم على طريق الإصلاح في كل مجالات الحياة، ونتطلع لمزيد من جنى ثمرات هذا الإصلاح وذلك الجهد الهائل وأن تنعم به أجيالنا القادمة وأن يغمرنا رضا وتفاؤل وأمل في مستقبل أكثر أمناً ورخاءً ورحمة.. مستقبل تسوده الأخلاق الفاضلة التي خسرت الإنسانية كثيراً من روحها الآدمية حين فرطت فيها واستسلمت لغواية المطامع والشهوات وحب السيطرة والهيمنة والنزاعات التي تجرد الإنسان من إنسانيته وتجعله يعيش التعاسة والحرمان من الطمأنينة والرضا وراحة الضمير والبال.. الأخلاق روح الدين وعماد الحضارة وجوهر الإنسانية ولهذا قال نبي الإنسانية وسيد الخلق: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق". 
Advertisements
الجريدة الرسمية