رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

آبي.. المفتري علينا (3)

المقال الذي كتبه لودجر شادومسكي، رئيس الخدمة المقدمة باللغة الأمهرية في دويتشه فيله، أوضح أن من بين المشكلات الملحة التي تواجهها إثيوبيا؛ فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، على سبيل المثال، في دولة يبلغ تعدادها 100 مليون شخص، ويعاني نظامها الصحي مشكلات مالية كبيرة. وتابع أن هناك أيضا مشكلة مشروع المصالحة الذي أطلقه تعيين آبي كأصغر رئيس وزراء إصلاحي في 2018، إلا أنه مهدد بالانهيار.


بعد كل هذا، فإن الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في أغسطس قد أُرجئت إلى أجل غير مسمى بسبب تفشي فيروس كورونا، كما تم تمديد تفويض الحكومة المقرر أن ينتهي في أكتوبر حتى نهاية الجائحة، على الرغم من المخاوف الدستورية.

آبي.. المفتري علينا (2)

قبل الإعلان عن تأجيل الانتخابات، كانت إثيوبيا تواجه بالفعل عنفًا متزايدًا بين الأقليات، وكانت أكثر من 12 مجموعة عرقية صغيرة تدعو إلى مزيد من الحكم الذاتي الإقليمي، خصوصا قوميات الأوروما وتيجاري والأمهريين.

وتساءل لودجر شادومسكي أنه من كان يظن أنه بعد عامين من تولي أبي، حامل الأمل والفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2019، السلطة، فإن المليشيات التي تزين حواجز الطرق ستكون جزءا من الحياة اليومية في إثيوبيا؟

وتابع أن آبي الذي يحتفي به الغرب، لم يعد محبوبا في وطنه الأم، فعلى سبيل المثال ، انتقل حليفه السابق جوار محمد، وهو قطب إعلامي وأحد النافذين على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى معسكر المعارضة.

في ثقافة اعتادت على عدم الثقة بالسلطات، تنمو نظريات المؤامرة مثل الأعشاب الضارة، وأحد أكثر هذه النظريات شيوعا هو أن آبي أحمد يستخدم جائحة فيروس كورونا لتوطيد سلطته بعد الموعد النهائي الدستوري.

وتسبب تأجيل الانتخابات في احتقان يهدد الدولة التي تضم 80 مجموعة عرقية مختلفة بالانقسام، كما أن ثقافة الجدال بين الإثيوبيين، والتي كانوا يتفاخرون بها، تنهار، حيث يهاجم كبار السياسيين بعضهم البعض على وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة خبيثة غير مسبوقة.

آبي.. المفتري علينا (1)
وكانت منظمة العفو الدولية قد حذرت من أن السلطات الإثيوبية كثفت "حملة القمع على الآراء السياسية المعارضة قبل الانتخابات العامة، وخاصة على أعضاء وأنصار جبهة تحرير أورومو".

ولا يمل رئيس الوزراء الإثيوبي من ترديد ادعاءاته، ومنها الادعاء بأن هناك 70 مليون إثيوبي من دون كهرباء، وهذا محض كذب؛ فبيان مفوضية حوض النيل العام الماضي يقول إن 100% من سكان المدن في إثيوبيا يتمتعون بالكهرباء إلى جانب 60% من سكان الريف.

والحقيقة هي أن: "إثيوبيا تعرض كهرباء السد للبيع لمصر والسودان وجنوب السودان ولن توصلها للإثيوبيين.. فهي دولة وفرة مائية تريد أن تمنع المياه عن دولة شح مائي صحراوية، وترفض ضمان أي قدر من مياه النيل الأزرق لمصر والسودان، ثم تدعي أنها لن تضر مصر والسودان".

لكني على ثقة تامة بأن الخلاف المحتدم سينتهي لصالح مصر والمصريين.. دروس التاريخ تقول هذا.
Advertisements
الجريدة الرسمية