رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

طائرة بدون طيار لتوصيل الطلبات «دليفري»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تتجه بعض الشركات العملاقة للاعتماد على طائرات بدون طيار لنقل البضائع إلى الزبائن، هل يمكن تطبيق ذلك؟، أم أن الأمر لا يعدو كونه حملة علاقات عامة؟ وحتى بهذا المشروع فإن المشكلة الرئيسية للتجارة الإليكترونية لن تُحل.

سجلت شركة التجارة الإليكترونية أمازون سبقًا بالإعلان عن نيتها استخدام الطائرات من دون طيار لتوصيل البضائع إلى الزبائن في المستقبل. 

من جانبه، أجرى البريد الألماني تجربة لنقل طرد بريدي بواسطة هذا النوع من الطائرات، في كلتا الشركتين لا وجود حتى الآن لأي خطط ملموسة لإدخال الطائرات من دون طيار في الخدمة الفعلية.

ولكن ما الجدوى الاقتصادية من هذه العملية؟ يقول هربرت كوتسب - عالم الاقتصاد والخبير في الشئون اللوجستية من جامعة بريمن -: "الأمر مثير على أي حال، فإدخال الطائرات من دون طيار في خدمة التوصيل قد يخفف من الزحام في شوارع المدن الكبرى، التي تكتظ بسيارات توصيل الطلبيات". 

مفيدة للأماكن البعيدة

ربما تشكل الطائرة من دون طيار بديلًا محتملًا لسيارات توصيل البضائع والطلبيات للمناطق النائية كالموجودة في أستراليا أو الدول الإسكندينافية. فاستخدام السيارات لتوصيل طلبيَّة واحدة لهذه المناطق يعتبر من الناحية الاقتصادية مكلفا جدًّا. 

يعود الخبير كوتسب ويعقب على هذه النقطة قائلًا: "هذا الاستخدام للطائرات من دون طيار لن يحل مشكلة الازدحام، بل سينقل المشكلة من الأرض إلى الجو؛ إذ إننا سنحتاج لقواعد ناظمة لحركة المرور في الجو عند ذاك. أما من ناحية التقنية فيمكن استخدام نظام الملاحة الجوية GPS للتحكم في الطائرة وتوجيهها. 

ولأسباب تتعلق بالأمن يجب ألا تحلق الطائرة على ارتفاعات عالية، ويجب أن تبقى على مرأى الملاح الأرضي. من ناحية أخرى، لا بد من التمييز بين الاستخدام الشخصي والاستخدام التجاري لهذا النوع من الطائرات، فحسب المدير العام لشركة "أمازون" جيف بيزوس، لم تصدر إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية حتى اللحظة إذنًا بالسماح بإدخال هذه الطائرة بالخدمة ولم تقم الشركة بتجريب الطائرة حتى الآن.

العقبة الكبرى: العنصر البشري

لا تشكل كل من الجدوى الاقتصادية، الرياح، المطر، والقوانين العقبة الكبرى في وجه هذا المشروع، بل الإنسان، حسبما يذهب إليه كوتسب. يضيف الخبير اللوجستي قائلًا: "إذا لم يكن طالب البضاعة في البيت، كيف سيتم تسليم البضاعة؟".

ويعتقد خبير الاقتصاد واللوجستيات أنه يمكن استخدام هذا النوع من الطائرات في أماكن محددة، كالشركات الكبيرة، التي تمتد مساحتها على عدة كيلو مترات مربعة، بواسطتها يمكن إرسال بعض الطرود والبضائع داخل الشركة نفسها. 

وفيما يخص النقل البريدي في المدن، فينظر الخبير إلى هذه الطريقة بعين الشك. نقل البضائع بواسطة الطائرات الحوامة قد يكلف الكثير من المال، عندئذ يمكن استخدام الطائرات من دون طيار. "السؤال الذي يطرح نفسه"، يقول كوتسيب: "هل الطائرة من دون طيار أسرع أم نقل الطلبية عبر نفق تحت الأرض؟"، فنقل الطلبيات وتسليمها بواسطة قطارات تحت الأرض سيناريو لتخيف الازدحام في شوارع المدن.

ربما يساعد التفكير في إدخال الطائرات من دون طيار بالخدمة في إحياء "النقل البريدي بالأنابيب". الجدير بالذكر أن هذا النوع من النقل البريدي ساد منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى نهايته. وكان يعتمد على نقل البريد في كبسولات عبر خطوط من شبكة أنابيب أُقيمت خصيصًا لهذا الغرض.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

Advertisements
الجريدة الرسمية