رئيس التحرير
عصام كامل

«شوف الزهور واتعلم.. بين الحابيب تتكلم».. عادل شلتوت ورحلة عشق الورد

فيتو
«إذا أهداه حبيب لحبيب .. يكون معناه وصاله قريب».. من كلمات الشاعر الراحل بيرم التونسي، وألحان الشيخ زكريا أحمد، غنت السيدة أم كلثوم رائعتها «لغة الزهور.. الورد جميل»، لتتحول الأغنية إلى واحدة من «أيقونات الغناء» ومظهر أساسي من مظاهر الحب.


وحينما تحل الذكرى السنوية للاحتفالات بعيد الحب، تكتسي الأرض بألوان الورود الزاهية، وتصبح الزهرة والوردة الحمراء، هي الوسيلة المفضلة لكي يعبر العاشق عن حبه، وتُفصح المُحبة عما تخبئه بداخلها من مشاعر دون أن تنطق بكلمة واحدة.


 خلف الورود التي تملأ الأرجاء في هذا اليوم حكاية طويلة، حكاية عادل شلتوت الخبير الزراعي، وأحد منتجي الزهور التابعين لوزارة الزراعة في محيط مقرها بحي الدقي في محافظة الجيزة، فـ«عادل» منذ أن كان في السادسة من عمره تعلق بالورود  وأحبها خاصة زراعة الياسمين.

نشأ عادل في عائلة تهتم بزراعة الخضروات والزهور بأشكالها المتنوعة، «أنا ورثت المهنة أبا عن جد نحن عائلة لها باع في المشاتل زهور القطف، لكن حلمي إني يكون لي مكان خاص بي أمارس به عملي الذي أفضله وقد كان، وبدأت أزرع وانتج الزهور المختلفة وعندي محل ورد للبيع، أما عائلتي فكانت تزرع الورود في حوالي 10 أفدنة في منطقة أرض اللواء».


نشأ «عادل» وسط عائلة تهتم بزراعة الزهور المتنوعة، فضلا عن الخضروات، لكن قلب الطفل الصغير تعلق أكثر بالزهور وخاصة ما تُعرف بـ«الزهور القطف»، وحلم أن يكون له مكان مخصص له لزراعة الزهور وبالفعل وبعد مرور سنوات أصبح واحد من أهم منتجي الزهور في منطقته.


تربى عادل، على حب الورد وعشقه كافة صنوفه وأنواعه، وجد سلواه بين عشرات الأنواع من الورود المحيطة به، «أصبح لدينا محل لبيع الورد ناحية بيت جدي، تربيت في هذا المحل وعلمني خالي كل فنيات الورد، الورد مش أي حد يزرعه ويبيعه، الشغلانة رقيقة وبتتعامل مع ناس عندها فكر وثقافة ووعي فقررت ابني حياتي من خلاله، وتعلمت فنون زراعة وبيع الورد من خلالها، لأنني تربيت في بيئة منتجة ومسوقة»، وأصبح كل احتفال بعيد الحب ينتعش سوق عادل شلتوت.


منذ أن كان في العقد الأول من عمره وحتى هذه اللحظة، يزرع «عادل» الورود والزهور ويبيعها أيضا، لم يعمل في أي مجال آخر على مدار حياته، «أنا اعتبر الورد أجمل شيء ربنا خلقه هو أشبه بغذاء الروح وقررت أن أتكفل بأسرتي من خلال بيع الورد إلى جانب زراعته، وحصلت على رخصة بيع الورد ثم أخذت قطعة أرض في منطقة الصف وانتهت في عام 2012، وكان كل حلمي من وقتها حتى عام 2020 إني أحصل على مكان استغله في زراعة الورد وأحس إني تعبت ولقيت»، وبالفعل أعطته وزارة الزراعة صوب زراعية قريبة من مقر وزارة الزراعة، وبدأ في الزراعة منذ العام الماضي وحتى اليوم.


داخل الصوبات التي منحته له وزارة الزراعة العام الماضي، هناك الكثير من الأشكال والألوان من الورود تلك التي يبدأ عادل شلتوت في الاعتناء بها منذ فجر كل يوم فقد اعتاد ذلك منذ أن كان يعمل مع والده، «زرعت في وقت قياسي جدًا كميات كبيرة من الورد منذ نهاية شهر نوفمبر الماضي وحتى اليوم، قايم نايم للورد كنت أتحدى الورد من أجل موسم عيد الحب وأكون متواجد به مثلما كنت في الماضي بدلا من استيراده من الخارج الوردة بتسعة جنيه».


أصبح المنتور والكلا والورد البلدي و الستاتيس عدد من الورود المختلفة يتم زراعته في هذه الصوبة بدلا من استيراده من دولة كينيا كما كان يفعل عادل شلتوت من قبل يمر الورد بالعديد من المراحل لكي يخرج في الشكل النهائي الذي نجده في أيدي العاشقين في يوم عيد الحب، منذ أن يكون بداخل الشتلة الصغيرة، حتى يصبح زهرة قطفية أو جمالية، «لدينا مجموعة عمل تقوم بعمل أمهات وهي صوبة يتم استخراج الشتلات منها من خلال هرمنتها ووضعها فيما يسمى بالصواني بعد تعقيمها، أو عمل شتلات منفصلة ، وبذلك نحقق الاكتفاء الذاتي بشركة معنية بذاتها من أجل التسويق له في الكشك الخاص بي بعد ذلك، وكل نوع بين التسعة أنواع لديه طريقة مختلفة في الزراعة».


الجريدة الرسمية