رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تأمين الردع برسائل عسكرية كلمة السر فيها "مناورة حسم 2020"

ارتباطًا بالتطورات الميدانية التي جرت في المشهد الليبي خلال الأيام الماضية من ناحية الحديث عن شروع الجانب التركي وتحديدًا سلاح القوات البحرية بإجراء مناورات وصفتها وسائل الإعلام بالضخمة تحت مسمى "نافتيكس".

 

ستجري قبالة السواحل الليبية في 3 مناطق مختلفة، سيحمل كل منها اسما خاصا، وهي "بربروس" و"ترجوت رئيس" و" تشاكا باي". ويأتي هذا الإعلان بعد أيام معدودة من زيارة قائد القوات البحرية التركية، ووزير الدفاع التركي إلى طرابلس.

 

لتأتي مناورة "حسم 2020"، والتي قامت بها قواتنا المسلحة بشكل احترافي شارك فيه كافة الأسلحة وعكس الفيلم الذي نشره المتحدث العسكري عددا من الرسائل التي جاءت في مقدمة الفيلم، والتي ارتبطت ارتباطا وثيقا بما جاء من مضامين في خطاب الرئيس السيسي في المنطقة الغربية منذ أسابيع.

 

اقرأ أيضا: 

فخ ليبيا والعقيدة القتالية


 

والتي عكست عددا من الملاحظات المرتبطة بالسياق الذي يمكن في إطاره تحليل المشهد ووضع تقدير سليم لقرار لن يكون بحال من الأحوال تكلفته Zero فستكون هناك تكلفة يضعها جيدا صانع القرار في الاعتبار.


وهو ما يحاول تحجيمها عبر مسارات التدرج في التصعيد التي لجأ إليها خلال الفترة الماضية، ويمكن إيجاز هذه الملاحظات من خلال التالي:


- تأتي المناورات العسكرية التي أجرتها قواتنا المسلحة بشكل احترافي شارك فيها كافة الأسلحة في إطار منظومة متكاملة للحرب، لتأمين حال الردع وقواعد الاشتباك التي رسمها الرئيس السيسي خلال خطابه بالمنطقة الغربية العسكرية.


- عكست تكتيكات المناورة في تنفيذ الأعمال القتالية تطورًا جديدا مرتبطا بإيصال رسالة بقدرة الجيش المصري على التكيف مع الأنماط المغايرة لطبيعة الحروب التقليدية على غرار "الحرب غير النظامية" القائمة على مواجهة الميليشيات والعناصر غير النظامية، وهو ما كان واضحا في المناورات بوضع عناصر الميليشيات ضمن الأهداف التي شملتها التكتيكات العسكرية لمنظومة الحرب خلال المناورة.

 

ومن ثم، تأتي هذه الرسالة بالردع العسكري من جانب القاهرة والتي تسبق رسالة أنقرة بمناوراتها المزمعة خلال الأيام القادمة على ضوء الخطوط الجديدة التي رسمها خطاب الرئيس السيسي في المنطقة الغربية خلال الأسابيع الماضية، والتي يمكن إجمال أبرز ملامحها في النقاط التالية:

 

اقرأ أيضا:

داعش وفرص استعادة الزخم في الساحة الليبية

 

- جاء خطاب الرئيس السيسي ليعيد تشكيل قواعد اللعبة والاشتباك على الأرض ووضع خطوط جديدة للاشتباك (سرت - الجفرة) لضمان حضور القاهرة ضمن تفاهمات تجريها الفواعل الإقليمية والدولية في الأزمة (روسيا - تركيا) والدخول الإيراني على الخط في إطار ما تم الإعلان عنه من لقاءات تم إلغاؤها في اللحظات الأخيرة.


- يأتي مشهد الاستعراض العسكري الذي حضره الرئيس السيسي، وهو أشبه بما يسمى في الأعراف العسكرية بـ"تفتيش حرب" ليبعث برسالة ردع واضحة تعكس الجاهزية العسكرية المصرية بالتدخل على نحو سيحدث خللا في ميزان القوة لدى الخصم الذي لن يكون بحال من الأحوال في ميزان المكافأة في تعويض خسائره في حال اندلع الاشتباك المباشر.


- عكست مضامين خطاب الرئيس السيسي تنويع مسارات المناورة بالأوراق كافة السياسية والعسكرية وساعد في ذلك إعلان القاهرة للتسوية السياسية للأزمة الذي تم الإعلان عنه قبل هذا الخطاب بأيام ليوفر مساحة الحركة التي توازن ما بين الخيار العسكري والسياسي.


أخيرا وليس آخرا، قد يكون قرار الحرب والتدخل العسكري المباشر ليس الأفضل في تقدير صانع القرار ومؤسسات الدولة من نواح عدة، إلا أنه في حال قادت تطورات المشهد على نحو تجاوزت معه أنقرة الخطوط الحمراء التي وضعتها الدولة المصرية فإنه من الواجب علينا جميعا الاصطفاف خلف قرار الدولة المصرية ودعمه في هذه اللحظة الفارقة في تاريخنا جميعا.

 

حمى الله مصر وجيشها ووقاهم شر ما يحاك ضدهم وجعل كيد أعدائهم في نحورهم.

 

Advertisements
الجريدة الرسمية