رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الداخلية يعلن استشهاد 43 شرطيا خلال فض اعتصامات أنصار المعزول..اللواء إبراهيم: أصدرت تعليمات بعدم حمل أسلحة أثناء فض "رابعة والنهضة"..وعثرنا بحوزة المعتصمين على أسلحة آلية وذخائر حية

اللواء محمد إبراهيم
اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية

قال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية إن الوزارة قامت بوضع الخطة لفض اعتصام رابعة العدوية والنهضة من عناصر مدربة وقوات كافية ومدرعات وأسلحة وذخائر.


جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الوزير بمقر وزارة الداخلية، لتوضيح ملابسات فض اعتصام شبيحة الرئيس المعزول، بالنهضة ورابعة العدوية.

وقال الوزير إنه إنفاذًا للتكليف الصادر من الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، قامت الوزارة بوضع الخطة وإعداد الاحتياجات اللازمة للتنفيذ من عناصر بشرية مدربة، ومركبات مناسبة وقوات متخصصة في التعامل مع تلك المواقف.

وأكد أنه عقد عدة لقاءات لدقة تنفيذ الخطة بأقل حجم من الخسائر حفاظًا على أرواح الكافة، وكانت التعليمات واضحة بعدم استخدام أي أسلحة في عمليات الفض، وأن يقتصر فقط على استخدام قنابل الغاز بعد توجيه عدة إنذارات عبر مكبرات الصوت لمناشدة الجميع بالانصراف عبر الممرات التي تم تحديدها.

وقال: "إنه في إطار حرصنا على سلامة المواطنين، تحملنا الكثير من الإسقاطات التي اتهمنا فيها تارة بالتخاذل، وتارة بارتعاش القرار، ولم نكن نقصد من إطالة المدة إلا أن نتيح الفرصة كاملة للحلول السياسية، حتى نتجنب إراقة نقطة دمٍ واحدة من أبناء الوطن".

واستكمل: "جميعنا مصريون واختلافنا السياسي لا يجب أن يكون أبدًا مبررًا للصدام الذي تُزهق فيه أرواح من أبناء هذا الشعب الذي نعتز بكل طوائفه ونعمل على خدمة كل أبنائه بلا كللٍ أو ملل، ونضحي من أجل أمنه واستقراره بأعز ما نملك، ونجود بأنفسنا كي ينعم أبناؤه بالأمان والسكينة".

مؤكدا: "إنه حينما استشعرنا التعنت الواضح واستمرار التحريض وانتهاج أساليب الترويع وتعطيل مصالح المواطنين وتهديد أمن البلاد، كان لابد من اتخاذ القرار الذي يجنب البلاد شر ما كنا قادمين عليه من فتنة لا يعلم مداها إلا الله.. وتم تحديد موعد لبدء الخطة".

إلا أن القوات فوجئت بقيام أعداد من المعتصمين باتخاذ تحصينات ومواقع وإطلاق الأعيرة النارية والخرطوش بكثافة تجاه القوات التي تحلت بأقصى درجات ضبط النفس.

وقد نجحت القوات التي تعاملت مع الموقف بأعلى قدر من المهنية والاحترافية في فض اعتصام النهضة دون خسائر، وإحكام السيطرة على المنطقة تمامًا، وتم ضبط عدد كبير من مثيري الشغب وحائزي الأسلحة النارية التي بلغت ( 10 بنادق آلية، و29 بندقية خرطوش، و9622 طلقة حية، و6 قنابل يدوية، و5 كباس خرطوش، و55 زجاجة مولوتوف)، وكميات من الصداري الواقية والأجهزة اللاسلكية، وكميات كبيرة من الأسلحة البيضاء وأدوات الشغب..

وقال الوزير: "في ميدان رابعة العدوية تحصن عدد من المعتصمين من العناصر الإرهابية ببعض المباني المرتفعة وأطلقوا النيران بكثافة عالية من أسلحة ثقيلة وآلية وخرطوش على القوات التي كانت حريصة على عدم إزهاق أرواح المعتصمين".

وأكد الوزير: "أصدرت توجيهاتي بالصبر وإطالة فترة الحصار مع تضييق الطوق الأمني، وتعامل رجال العمليات الخاصة البواسل مع مصادر إطلاق النيران، وتمكنوا من اقتحام المباني التي تتحصن بها تلك العناصر حيت تم ضبطهم وما بحوزتهم من أسلحة، وإحكام السيطرة على الميدان وتأمين خروج المعتصمين منه، وتم ضبط سيارتي البث الإذاعي، والعديد من الأسلحة، بالإضافة إلى ( 9 أسلحة آلية، وطبنجة، و5 "فرد خرطوش محلي") وكميات كبيرة من الطلقات، والصداري الواقية والأسلحة الأبيضاء وأدوات الشغب، وجاري تمشيط المنطقة والمباني المحيطة بها".

وفي ذات التوقيت صدرت تكليفات لعناصر جماعة الإخوان بمهاجمة المنشآت الشرطية والحكومية والدينية لإحداث حالة من الفوضى بالبلاد تصدت لها القوات، وحالت دون تفاقم التداعيات ودافع رجال الشرطة بكل بسالة عن مواقعهم، إلا أن بعض العناصر التي كانت بحوزتها أسلحة ثقيلة وآلية تمكنت من اقتحام بعض المنشآت الشرطية، بعد مواجهات عنيفة مع قواتها، وتم إحباط العديد من تلك المحاولات.

وقد أسفرت أعمال المواجهة خلال اليوم عن استشهاد عدد من رجال الشرطة الأبطال، الذين سيذكر التاريخ بسالتهم وتضحياتهم في الذود عن وطنهم وإرادة شعبهم، وإصابة عدد آخر.

وبلغ عدد الشهداء ( 43 شهيدًا، بينهم 17 ضابطا: اثنان في رتبة اللواء وعقيدان، و15 فردا، و9 مجندين، وموظف مدني بإدارة شرطة نجدة الفيوم ).. وإصابة ( 211 شرطيا بينهم 55 ضابطًا، و156 فردًا ومجندا، والعديد منهم في حالة حرجة) بينما سقط من عناصر الشغب ( 149 قتيلا في جميع المحافظات)

كما تم اقتحام 21 قسما ومركز شرطة، والتعدي على سبع كنائس، وكذا اقتحام الدور الأرضي بوزارة المالية وإتلاف محتوياته، ومجمع محاكم الإسماعيلية وإتلافه، وسرقة 14 سيارة نقل أموال، وتم ضبط إحداها وبداخلها أحد عناصر الإخوان وبحوزته أسلحة نارية.

وقال الوزير:"أبنائي رجال الشرطة، لقد كلفنا الشعب في ثورة 30 يونيو بمهمة وطنية كبيرة، وحمَلنا المسئولية أمام الله وأمام التاريخ وأمام الأجيال القادمة، ونحن قادرون عليها بإذن الله من أجل هذا الشعب العظيم".

وتقدم الوزير بالشكر لكل القوات التي شاركت في تلك المواجهات ضباطًا وأفرادًا وجنودًا.
الجريدة الرسمية