رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد الشربيني يكتب: السعداء والبؤساء والأشقياء

أحمد الشربيني
أحمد الشربيني

منذ 25 سنة ابتلانا الله بظاهرة المدارس الخاصة وواصلت تستفحل في مجتمعنا وتتحول إلى أحد وسائل الوجاهة الاجتماعية قبل أن تنقلب إلى بديل رئيسي للتعليم الحكومي الذي تربيت فيه أجيال متلاحقة، وخرج لعقود طويلة رجالا  أصحاب وعي ومهارة، لكن ما أن سيطر التعليم الخاص وحتى انقسمت المنظومة إلى 3 أصناف وهم السعداء- البؤساء - الأشقياء. 

أولًا: السعداء (أصحاب المدارس والجامعات)

تعالوا معًا لنري علاقتهم بالمتعاملين معهم

١- أولياء الأمور: إنهم يعتبرون أهالي الطلاب مجرد كارت فيزا يستمرون في استنزافه ( مصاريف دراسية - لبس موحد - إشتراك أتوبيسات- رحلات لأولادهم - إشتراك حفلات والتعلب فات فات… وهلم جره فإذا لم يستطع ولي الأمر مجابهة هذه النفقات فورا يكون الرد) عفوًا لقد نفذ رصيدكم خد ابنك واتوكل من هنا) بلا رحمه ولا شفقه 

 

٢- الطلاب: إنهم فقط يوفرون للطلبه مباني دراسية فخمة وحمامات فندقية وشويه جناين مش بطالة فتعتبر نفسك في أحسن فندق ٥ نجوم ولكن مستوى تعليم هابط هابط والدليل علي ذلك أن خريجي هذه المدارس والجامعات لا يُعترف بشهادتهم في أوربا أو أمريكا وأحيانا الكثير من الدول العربية ولا يتنبه الطالب لهذا الأمر إلا بعد الإنتهاء من الدراسة وعرض نفسه في سوق العمل.

 

٣- المدرسين والعاملين في مؤسسات التعليم الخاص: وكما قال سيدنا علي بن أبي طالب(ولا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت لان الشح فيها باق) فتجد أصحاب هذه المنشآت التعليمية يُعطون للمدرسين لديهم مرتبات متدنية (بحجة أنهم يُعطون دروس خصوصية علشان هما شغالين عندنا) ويُعطون للعاملين لديهم ( أفراد الأمن - الفراشين - السواقين) مرتبات متدنية ( بحجة أنهم يحصلون علي إكراميات علشان هما برضه شغالين عندنا) يعني حتي المرتبات بتاعة الغلابة عينهم فيها. 

٤- الدولة: يقولك إيه ( نحن منشآت تعليمية غير هادفة للربح) علشان يفلقوا من الضرايب يعني م الآخر مفيش من وراهم مصلحه للوطن أو المواطنين.

 

ثانيًا: البؤساء ( أولياء الأمور)

يعيش أولياء الأمور سنين صعبة أثناء فترة دراسة أبنائهم في هذه الجامعات الخاصة وبالذات في الأيام الهباب( أيام طلب قسط الجامعة أو المدرسة) فتري من يوفر من مأكله ومشربه وملبسه وآخر يؤجل زواج إبنته علشان يدفع المصاريف وآخر يروح يجيب قرض على أرضه وقد ينتهي الأمر ببيع الأرض نفسها. 

 

كل ده علشان العشم إن إبنها يطلع يشتغل ويسند معاهم في الحياه ولكنهم يستيقظون علي كابوس إن الواد خلص وقعد جنب أمه.

 

ثالثًا: الأشقياء ( خريجو هذه الجامعات)

أثناء الدراسة غالبًا ما ينخدع الشباب بمباني هذه الجامعات الفخمة ويفرحوا بالرحلات والحفلات وكأنهم في حلم جميل ولكنهم يستيقظون علي كابوس مرعب عندما يقدمون أنفسهم لسوق العمل في مصر فلا يجدوا لأنفسهم مكانًا فيقوموا بإرسال شهادتهم الجامعية خارج مصر فلا يجدوا لها إعترافًا وهو ما يولد لديهم شعورًا باليأس والإحباط والحسرة على أموال أهلهم وعلى هذا النوع من التعليم عديم الفائدة وعلى أحلي سنين عمرهم اللي راحت ع الفاضي بل إنهم يكونوا ناقمين علي المجتمع الذي تركهم فريسة لهؤلاء الناس. 

Advertisements
الجريدة الرسمية