رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

طارق شوقي يرتدي ثياب الفيلسوف المفكر

دائما ما يميل طارق شوقي، وزير التربية والتعليم إلى الظهور في رداء الفيلسوف المفكر، فنجده مثلا يُصرح بأن المجتمع المصري يُعاني من وجود قيود فكرية، والتي وصفها بأنها تشبه الأصنام مؤكدًا أن تلك المشكلة لا تسمح لنا بالتقدم.

 

يأتي ذلك رغم أن هناك موضوعات لا يسمح بالتحدث بها ويتم التعامل معها على أنها خطوط حمراء, ولفت الوزير إلى ضرورة أن يكون هناك نقاش في الموضوعات، ثم لا يوضح لنا ما هي تلك الموضوعات حتى نتفق معه أو نختلف.

 

هل كُنت سببًا في فقد عزيز لديك؟

 

ويُحدثنا الوزير النشيط طارق شوقي، مرات ومرات عن أهمية التطوير والتغيير، ثم لا نجد سوى الدوران في حلقة مفرغة، ليظهر مُجددا في ثوب أرسطو وأفلاطون، وقد حذرنا وكشفنا وأبلغنا مرارًا وتكرارًا عن أخطاء ومخاطر هذا الوزير وعدوانه على منظومة التعليم، ولم نلقَّ اهتمامًا من ذوي الشأن حتى أصابنا الشك وظننا أنه على صواب ونحن على خطأ، كما تسرب إلينا قدرٌ من الإحباط.

 

وفي الآونة الأخيرة، بدأت المغالطات والأخطاء والمخاطر تتفاقم بما لا يختلف عليه اثنان حتى قلنا إن الضلع الأول في مثلث تدمير الشعوب قد وُضع في موضعه، ألا وهو الجهل، وكنا ننعى للأمة مُصابها الجليل في منظومة التعليم، ولكن الوزير الهمام قد بدأ يُقدم خدماته لبناء الضلع الثاني، وهو المرض، حين قرر وبكل شجاعة عقد امتحانات الثانوية العامة في موعدها مُخاطرًا، بما لا يقل عن 600 ألف طالب وطالبة، ومليون معلم وإداري، بعد أن رفض أسلوب الأبحاث لأنها فاشلة، رغم أنه ارتضاها لباقي مراحل التعليم.

 

همسة جيل في أذن الرئيس 

 

وصرح وزير التعليم طارق شوقي، بدم بارد أن من يتخلف عن امتحانات الثانوية العامة يحتفظ بحقوقه كاملة للعام القادم، ومن ثمّ له مطلق الحرية في تحديد مصيره، وسرعان ما ألصق المسئولية عن قراراته بمجلس الوزراء مجتمعًا، وهو بذلك يؤمن نفسه ضد المساءلة السياسية عند حدوث الكارثة.

 

ونحن من جانبنا نسأل السادة الوزراء ومن قبلهم السيد رئيس الوزراء: هل أوضح السيد وزير التربية والتعليم لسيادتكم تفاصيل إمكانيات الوزارة من حيث عدد المدارس وأماكن انعقاد اللجان بأرقام وبيانات يمكن مساءلته عن مخالفتها مستقبلا؟

 

هل يعاقب المصريون "رامز" المجنون رسمي؟

 

هل أبلغكم سيادة الوزير عن طبيعة لجان التصحيح "الكنترولات" وتكدسها والمأساة التي يتحملها المدرسون سنويًا لقاء مبالغ ضئيلة، وما إذا كان من الممكن العمل بذات الأسلوب في ظل جائحة كورونا؟

 

ونحن نؤكد أن ذلك لم يحدث، لأن طارق شوقي، وزير التربية والتعليم نفسه لا يعرف ذلك، فهو لا يلتقي بمعلمين ليسمع مشاكلهم، وإنما يلتقي بمستشاري الوزارة وأغلبهم لا صلة له بالتعليم، كما أنه يمر على مدارس أُعدت خصيصًا لزيارة سيادته والسادة المحافظين 

 

ونحن نتحدي الفيلسوف المفكر وزير التربية والتعليم ومعه مجلس الوزراء الذي سيتحمل المسئولية معه أن يفتح باب الاعتذارات للمعلمين والإداريين عن تلك الامتحانات القاتلة في ضوء الرفاهية المزعومة التي سيعيشون فيها أيام الامتحانات، والاستراحات الفاخرة التي سيقيمون فيها أيام المراقبة والتصحيح، والمقابل المادي الجزيل عن هذه الأعمال "البسيطة" المطلوبة منهم.

 

ما سر خروج «طارق شوقي» المبكر من اليونسكو؟

 

لقد اغتر الوزير بصمت المعلمين والإداريين لسنوات عن واقعهم المرير وهو صمت مرده حب العمل رغم الظروف المادية، ودأب على وصف من فقدوا صبرهم على المعاناة بأنهم يستهدفون نجاح الدولة وتقدم الوزارة، وأنهم من المنتمين للجماعة المحظورة، كفزاعة يروع بها غيرهم ممن لم يفقدوا صبرهم حتى الآن، وها قد جاء وقت التحدي ليكتشف مجلس الوزراء أن زميلهم المعني بالتعليم قد ضللهم.. وللحديث بقية.. 

Advertisements
الجريدة الرسمية