رئيس التحرير
عصام كامل

د. حنان طاهر تكتب: هل تتجرع الولايات المتحدة مرارة "ثورات الربيع" ؟!

د. حنان طاهر
د. حنان طاهر

إلى أيام قليلة ماضية لم يكن أحد يتصور مهما شطح به الخيال أن يضطر رئيس أكبر دولة في العالم وهي الولايات المتحدة للهروب من وجه المتظاهرين الغاضبين والاختباء في مكان آمن اقتاده إليه رجال الأمن لحمايته من المحتجين الذين حاولوا اقتحام البيت الأبيض.

باختصار، لقد فضح حادث مقتل المواطن الذي ينتمي لأصول أفريقية جورج فلويد، في مدينة مينابوليس، أكبر مدن ولاية مينيسوتا الأمريكية، على يد رجل شرطة، بطريقة وحشية، العنصرية الأمريكية البغيضة.. وباتت الولايات المتحدة مهددة بأن تتجرع نفس الكأس "ثورة الربيع الأمريكي"، التي سقت منها دولا عربية منذ سنوات مضت.

فلليوم السادس على التوالي، احتشد متظاهرون في العديد من المدن الأمريكية، غضبا لوفاة جورج فلويد.

ووردت تقارير عن نقل الرئيس دونالد ترامب إلى مخبأ للطوارئ في البيت الأبيض نظرا لمخاوف من تعرضه للخطر من قبل المتظاهرين.

وأمضى ترامب نحو ساعة في مخبأ الطوارئ، ولكن مراسلين قالوا إن الأمر زاد من قلق المسؤولين بشأن المظاهرات.

وفشلت الشرطة في تفريق المتظاهرين رغم قيامها بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بالقرب من البيت الأبيض.. فيما أضرم المحتجون النيران وألقوا الحجارة على ضباط مكافحة الشغب.

وتظهر بيانات نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، أنّ 1014 شخصاً أسود، قتلوا على يد الشرطة في عام 2019. وتبيّن عدّة دراسات أن الأمريكيين السود، أكثر عرضة لأن يقعوا ضحايا للشرطة مقارنة بالأعراق الأخرى.

وأعلنت منظّمة Mapping Police Violence غير الحكومية، في دراسة أجرتها، أنّ السود يقتلون على يد الشرطة، أكثر بثلاث مرات من البيض.

وهنا، أود أن أشيد بموقف الاتحاد الإفريقي الحاسم.. حيث أعرب عن إدانته ورفضه الشديد لحادث مقتل جورج فلويد الأمريكي، الذي يعود لأصول إفريقية، ولقي مصرعه بطريقة وحشية على يد أحد رجال الشرطة في مدينة مينيابوليس، ما نتج عنه موجة من الاحتجاجات في مختلف أرجاء واشنطن تحولت لأعمال عنف وشغب.

وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، عن إدانة الاتحاد وبشدة لمقتل فلويد، مقدما خالص التعازي لأسرته وأصدقائه، مشيرا إلى قرار منظمة الوحدة الإفريقية، الذي يتعلق بالتمييز العنصري في الولايات المتحدة، والذي اتخذه رؤساء الدول والحكومات الإفريقية، خلال الاجتماع الأول للجمعية العمومية لمنظمة الوحدة الإفريقية بالعاصمة المصرية القاهرة في يوليو 1964.

وقال الاتحاد: إنه "يرفض جميع أشكال الممارسات التمييزية التي تمارس بشكل مستمر ضد المواطنيين ممن يعودون لأصول إفريقية في الولايات المتحدة، مطالبا السلطات الأمريكية أن تبذل قصارى جهدها من أجل ضمان القضاء العادل ضد جميع أشكال التمييز على أساس العرق أو الأصل العرقي.

Advertisements
الجريدة الرسمية