رئيس التحرير
عصام كامل

أسبقية الحضور

عندما شاهدت صور قيادى الحركات التكفيرية أمثال أبوبكر البغدادى وأبوصهيب وأبوعمر وغيرهم من الخونة لأوطانهم ولدينهم لا أعرف لماذا أحسست لوهلة أن الزمن قد عاد بنا  إلى الوراء، وكأننى أشاهد الكفار فى أفلام الأبيض والاسود.

 

وجوههم مكفهرة عابسة لا تعرف الابتسامة طريقا لشفاههم إلا إذا سفكوا الدماء وكأن غضب الله يلتصق بوجوههم فيجعلها قاسية تخلو من كل مشاعر الرحمة والرأفة.. كيف يشعرون وهم من يبدأون بالقتل ويعشقون التمثيل بالجثث التى هى أهم غاياتهم !!

 

كيف لم تنفطر قلوبهم ولم تهتز شعرة من ذقونهم الضالة وهم  يضللون عباد الله بحجة إنهم يعرفون الإسلام فيتحدثون باسمه والإسلام منهم براء ..

 

اقرأ ايضا: ممنوعة من الحب

 

عندما يعتلى أستاذ الجامعة المنصة ليلقى إحدى محاضراته فلابد وأن يكون مؤهلا لهذه المهمة الجليلة، وأن يكون قد حصل من الشهادات ما يجعله مستعدا لأفادة طلابه، وحين يعتلى الشيخ منبر المسجد ليخطب فى الناس فلابد أن تتوفر فيه شروط الأمامة والتمكن فى العلم والدين والمعرفة ..

 

أما هؤلاء التكفيرين فلايوجد لديهم قواعد إلا (بأسبقية الحضور) بمعنى من ينضم إلى التنظيم اولا فهو القائد.. المهم أن تتوفر فى القائد صفات ما أنزل الله بها من سلطان وأولها: أن يكون حافظا لآيات القتال التى يجتزأها من سياقها لخدمة قضية الشر التى يسعى من أجلها..

 

ثانيها : أن يكون لديه القدرة على قلب الحقائق والإقناع وما أسهل طريق الشر الذى يصل به  للأموال الطائلة من دول تسعى لتدمير دول وشعوب أخرى.. وعلى رأسهم مصر.

 

اقرأ ايضا: المخبأ

 

وأهم صفة يجب أن يتحلى بها قيادى الجماعات التكفيرية أن يكون بلا ذمة أو ضمير ولا مانع من أن تكون ذمته مرنة واسعة، تستطيع أن تطول وتقصر حسب الرغبة والطلب.. وأن تكون لحيته طويلة بقدر طول لسانه، وقلبه قاسى بقدر سواد سريرته.

 

أتعلمون حقا أن الكثير ممن يفتون بقتل جنودنا أو شخصيات عامة أو يكفرون الشعوب هم فى الأساس جهلة لا يفقهون من الأمر شىء.. فنحن فى مصر لدينا دار الإفتاء المصرية هى الجهة المنوطة بالفتوى الشرعية والتى يرجع إليها الجميع لأن الشيوخ المكلفين بذلك هم ذو كفاءات وقد حصلوا على إجازات علمية تؤهلهم لهذا الشرف ..

 

أما فى مجتمع التكفيريين فكل من كان صوته أعلى وذو لسان معسول يستطيع بجدارة أن يعتلى منبر الجماعة ويمسك بالميكرفون ويفتى بلا علم ولا دين ..

 

اقرأ ايضا: "رمسيس الثاني" الملك العاشق

 

ورغم أنهم يكفرون مجتمعاتنا العربية إلا إننا نكتفى باطلاق لقب (تكفيرى) لأنه هو الذى يكفر ويعطى لنفسه الحق بذلك ولا أعرف من أين جاء بالقدرة على تكفير البشر رغم أن رب البشر قد انزل سورة الكافرون فى القرآن والتى أنتهت بقوله تعالى ( لكم دينكم ولى دينى ) ..

 

والحقيقة أن كبيرهم الذى بسببه سيهلك كل من سار على دربه فى الدنيا والآخرة الرجل الاكثر قسوة وشراسة هو (سيد قطب) الثعبان الذى سمم أفكار آلاف الشباب ودنس نفوسهم البريئة لتصل إلينا على  هيئة آجيال خربة بلا وعى ولا تفكير وتظل هكذا حتى تلقى مصيرها المحتوم فهم يرونه جنه الخلد والحور العين والله منهم براء ..

 

وصدق رسول الله  صلى الله عليه وسلم حين قال: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).. لكنهم لا حول ولاقوة الا بالله يرون غير ذلك.. فكلا يحشر مع من أحب، فسحقا لكم يا من تعشقون التغنى بقتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق.

الجريدة الرسمية