رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عن مصر والكويت و"جرابيع" المرحلة!

استقلت الكويت في 21 يونيو عام 1961 ولكنها انضمت للأمم المتحدة في 14 مايو عام 1963.. هل تعرفون لماذا؟ قبل أن تجيب عزيزي القارئ نسأل سؤالا آخر.. هل تتذكر السياسي العراقي عدنان الباجه جي؟

 

هو أول رئيس للمجلس الانتقالي العراقي عقب الاحتلال الأمريكي البغيض للعراق الحبيب عام 2003.. هذا الرجل كان دبلوماسيا تولي عدة مناصب منها وزير الخارجية العراقية.. وقف في أوائل يونيو عام 1961 في محاولات لمنع اعتبار الكويت دولة مستقلة وقال حرفيا: "الكويت ليست الآن ولم تكن في أي وقت في الماضي دولة مستقلة، وقانونياً وتاريخياً فإن الكويت كانت باستمرار جزءاً لا يتجزأ من ولاية البصرة العراقية"!

 

اقرأ أيضا: تمديد الحظر هو الحل !

 

وقتها شرع الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم في ضم الكويت.. إلا إن جمال عبد الناصر ـ والذي صوره لك الإعلام الأمريكي الصهيوني الإخواني أنه مندفع، والبلهاء صدقوا ذلك ـ قرر السير في مسارين.. الأول استصدار قرار من جامعة الدول العربية بإرسال قوة عربية مشتركة تتقدمها مصر ليس لمنع عبد الكريم قاسم فقط وإنما لمنع عودة القوات البريطانية المنسحبة إلي الكويت مرة أخري..

 

أو استبدالها بالقوات الأمريكية وهو ما جري فعليا بعد ذلك بثلاثين عاما بالتمام، وكأنه كان يقرأ الغيب إذ مرت الأيام وتبدلت السلطة في العراق وجاء إلي مصر وفد عراقي سوري مشترك يريد الوحدة مرة أخري مع مصر.. وتحدث صالح السعدي نائب رئيس الوزراء العراقي بتلميحات عن أن الكويت جزء من العراق..

 

فقال عبد الناصر حرفيا: "إنكم تعلمون بالطبع أن لنا رأيا آخر في هذا الموضوع فنحن وقفنا ضد عبدالكريم قاسم عندما أراد أن يضم الكويت، ولم نفعل ذلك لعداوة بيننا وبين قاسم، وإنما اتخذنا موقفنا هذا على أسس موضوعية أريد أن أشرحها لكم الآن لأن فيها ما لم يكن ممكنا الجهر به علنا في ذلك الوقت..

 

اقرأ أيضا: بينما كان منسي يقاتل!

 

عليكم أولا أن تتذكروا أن مجيء دول الخليج إلى إطار العمل العربي مكسب كبير في حد ذاته، وينبغي لنا أن نشجع عليه مهما اختلفت اجتهادات كل منا، فهذه بلاد تعرفون أكثر مني طبيعة الأوضاع الاجتماعية والسياسية فيها، وهي كلها تركيبات ضعيفة لكنها ثرية وتخشى على نفسها!

 

السلطة فيها لأسر حاكمة تشكك في الحركة القومية عموماً لأنها محافظة وتقليدية بطبيعتها، وما هو أهم من ثراء حكامها هو المصدر الذي يجيء منه ذلك الثراء أقصد البترول، والبترول قضية كبيرة وخطيرة لا يستطيع أحد أن يتعرض لها لأنها تمثل مصالح دولية لن يفرط فيها أصحابها!

 

وعلينا أن نرحب بهذه المنطقة التي أرفدت الحركة القومية العامة بمحض رضاها وستكون كارثة إذا تصور الناس في هذه المنطقة أنها تخلصت من الوجود الإنجليزي لكي يبتلعها العالم العربي..

 

اقرأ أيضا: العلاج المدغشقري الأفريقي لكورونا!

 

ثم أضاف عبد الناصر:"أقول لكم بمنتهى الوضوح: إن ما تطلبونه شيء فات أوانه بحكم الحقائق العربية والدولية، وإن الإنجليز لم يعودوا وحدهم في السيطرة على بترول الخليج، وإنما هذه السيطرة انتقلت أكثر إلى يد الأمريكان فإذا أراد أحدكم أن يضم دولة في الخليج على غير رضا أهلها فيجب أن يعرف سلفا أنه يواجه قوة الولايات المتحدة الأمريكية"

 

 

واستمر في الحديث حتي قال: "وأقول لكم أيضا إنها ضد مصلحتنا لأننا يجب أن نشجع شعوب الخليج ودوله على الاطمئنان إلى أنهم في ظل الحركة القومية العربية وأن الثروة النفطية لديهم ستولد حدوداً للتنمية على نطاق واسع، والذي قد يحقق نوعاً من التعاون الوثيق أقوى مئة مرة من الوحدة الدستورية.. أننا ـ يقصد مصر ـ كنا في وحدة اندماجية مع سورية، وكنا بلدا واحدا ولكن لأن التفاعل بين الناس لم يحدث فإن الانفصال جاء سهلا، وعليكم أن تعرفوا مدى حساسية الغرب في موضوع الكويت"!

 

قبل ذلك كانت تعليمات عبد الناصر لوفد مصر بالأمم المتحدة أن يقود دول آسيا وأفريقيا وحركة عدم الانحياز الأعضاء بالمنظمة ضد العراق ومن معه من دول، لخوض معركة دبلوماسية لضم الكويت للأمم المتحدة الذي تعطل وتأجل بسبب رفض العراق وضغوطه بدعم دول أخري.. وقد كان وانضمت الكويت للأمم المتحدة في التاريخ أعلاه"!

 

اقرأ أيضا: حفتر لم يهزم!

 

كثيرون في الكويت يعرفون القصة -ربما أكثر من المصريين وقد أخفي إعلامهم عليهم للأسف فضل زعيم مصر علي الآخرين- وكتبوها ويفتخرون بها ويتباهون بموقف مصر الذي لم يساهم في تحرير الكويت عام 1991 فقط بل له الفضل في وجود الكويت ذاتها! بحدودها وبترولها وأرضها كلها! بمن فيها وما فيها وما عليها ومن عليها!

 

من الدكتورة سعاد الصباح ابنة الأسرة الحاكمة إلي مثقف وفنان كبير بحجم الدكتور نجم عبد الكريم الذي روي القصة السابقة ذات يوم بتأثر بالغ في حب مصر.. وغيرهم وغيرهم يذوبون عشقا في مصر.. وأغلبية أهل الكويت يعرفون حجم العلاقة بين الشعبين.. والأغلبية العظمي سوية وتمتلك حسا قوميا عروبيا ويعرفون تاريخ مصر والكويت!

 

إذن كان ذلك جزءا من تاريخ مصر والكويت.. أين الحديث عن جرابيع المرحلة؟ هؤلاء لهم مقال مستقل ولا يصح جمعهم في سطور طاهرة وشريفة من تاريخ بلدينا!

 

Advertisements
الجريدة الرسمية