رئيس التحرير
عصام كامل

نتحدث كثيرا.. ونفكر قليلا!

ملاحظتى الأساسية أننا كثيرو الكلام حول ذلك الوباء الذى أصاب عالمنا.. وأننا نتسرع دوما فى إطلاق الأحكام وإعلان الأراء وتداول معلومات لم نتأكد من صحتها أو دقتها.. والأكثر من ذلك نقوم بتحليلات سابقة التجهيز لنا نسقطها على أحوالنا ونحن نواجه الوباء..

 

أغلبنا لا يمنح  نفسه فرصة التفكير قبل أن يفتح فمه للتحدث أو للكتابة.. وأغلبنا أيضا لا يراعى ظروف ومعطيات الواقع ولا أيضا القدرات المتاحة وهو يطلب ويأمر بإتخاذ اجراءات وإتخاذ قرارات.. وأغلبنا كذلك لا يؤمن أنه بشر مثل الآخرين، كلامه قابل للخطأ مثلما هو قابل للصواب، لذلك ينطلق يصدر فرمانات وأحكاما قاطعة باستعلاء، وكأنه ملك الحقيقة واحتكر الصواب.

 

اقرأ أيضا: تفكير جديد مع تفشى الفيروس

 

لقد جاءت الجائحة كاشفة لحالنا الثقافى والفكري والقيمى.. كاشفة إلى إننا نتحدث كثيرا ونفكر قليلا، بينما المجتمعات التى تتسم بالحيوية تفكر بذات القدر الذى تتكلم به.. ولذلك نتسرع فى الحديث دوما قبل أن نفكر فيما نقوله، ونروج معلومات لا نمنح أنفسنا فرصة للتفكير فى مدى صحتها، ونقول صباحا شيئا ونقول مساءا شيئا اخر مختلفا ومتناقضا!

 

لذلك يمكن خداعنا بسهولة ، ويمكن التأثير علينا من قبل من يبغى ذلك.. والأخطر يمكن أن نتخذ مواقف متعصبة أحيانا إذا كان هناك من يدفعنا لذلك.. بإختصار يمكن أن نؤذى أنفسنا دون أن ندرى.

الجريدة الرسمية