رئيس التحرير
عصام كامل

نلاقيها من "قطونيل" ولا نلاقيها من تركيا؟

كان الله في العون يا مصر. كورونا وغش وانتهازية وفساد وذمم خربانة وضمائر ميتة وفتن، وتهديد خارجي متواصل من الشرق ومن الغرب ومن الجنوب.. والأبطال من الأطباء ومن الجيش ومن الشرطة ومن أجهزة المخابرات، يواصلون الليل بالنهار لكي يوفروا الحماية للناس.

 

بيننا مستهترون، وبيننا غشاشون وفينا مشككون. هؤلاء جميعا يمثلون قوة مناهضة للمجهود الحربي الطبي الشامل الذي تقوم به الدولة. الهدف النهائي إرهاق الدولة حتى تخور عزيمتها. وهذا لن يحدث بالطبع.

 

ماذا يعني إقبال شركة ملابس داخلية مشهورة على إنتاج سلعة غير مطابقة للمواصفات الطبية والصناعية، بنص بيان حماية المستهلك؟ ماذا يعنى أن شركة بهذا الوزن تتدنى لكي تبيع منتجا مغشوشا؟ شركة قطونيل أعلنت أن كمامتها تحمى وتقي من الفيروس.. وروجت لذلك بحملة إعلانية أنفقت عليها مبالغ ضخمة لكي تكسب أضعافها بالغش..

 

اقرأ أيضا: بسرعة البرق

 

وطبعا المشترى فرح بالمنتج لأنه قماش ويمكن غسله وإعادة لبسه.. مرات ومرات ومرات.. ليحميه من الإصابة بفيروس قاتل؛ فإذا هو غير مطابق للمواصفات. كم مواطنا كانوا سيصابون وهم لا يعلمون أنهم وضعوا على أنوفهم وأفواههم بوابة مفتوحة للفيروس. الشركة باعت الخوف وأخذت فلوس الناس وثقتهم.

 

ماذا كان يضيرها لو كانت سلكت السلوك المحترم، فانتجت كمامات بالمواصفات الطبية، وبالمعايير اللازمة للوقاية وحماية الأرواح؟ لو فعلت لكانت اضافة الى الضمير العام، ولصارت موضع ثقة الناس. والدولة، لكنها بهذا التصرف الانتهازى استغلت الخوف، وباعته للناس سلعة لا تحمى من الخوف.

 

ليست هذه الشركة وحدها فيما تقترفه من غش، فعشرات بل مئات من التجار والباعة والشركات اعتبروا الكورونا فرصة ذهبية للربح. تجار موت حقا. مثلهم مثل تجار المخدرات. هم العدو فاحذروه. بطبيعة الحال؛ فإن الدولة عين على الداخل وعشرة عيون على الحدود وما وراء الحدود.

 

من يتصور أن التدخل التركى النشيط في ليبيا عمل عسكرى استعراضي مغشوش ككمامة قطونيل.. هو وهم.. والوهم لن يمنع سقوط الحقيقة الداهمة أمام العيون الغافلة والعقول المغيبة. كلا.. الوضع خطير من الناحية الغربية لحدودنا.. ونجح أردوغان في نقل الآلاف من مرتزقة سوريا والدواعش الى طرابلس.. لخلق مسرح عمليات أشبه بالوضع في سوريا..

 

اقرأ أيضا: 100 وش للكاملة أبو ذكرى!

 

وهدفهم درنة وبنغازى والقضاء علي الجيش الوطنى الليبي.. ليصير لهم تواجد على حدودنا.. روسيا وفرنسا والإمارات ومصر بالطبع يناصرون الجيش الوطنى الليبي.. المؤسسة العسكرية الوطنية المسيطرة على ٩٩٪؜ من الأراضي الليبية. وزير خارجية فرنسا اعتبر أن التدخل التركي العميق في ليبيا لا ينبغي أن يمر دون رد.

 

ننتظر رد فرنسا. والاتحاد الأوروبي لن يرسل قوات. روسيا نفت إرسال طائرات لمساندة حفتر قائد الجيش الليبي. المعارك محتدمة بقوة وضراوة.. والمفارقة أن أردوغان وترامب وميركل وبوتين يطالبون بوقف فورى لإطلاق النار واستئناف الحل السياسي. ستتواصل هذه التصريحات.. ولم تتوقف أبدا.. في أي أزمة...

 

ويبقى الحسم على الأرض بالدم والرصاص.. والحق.. هو الطريق الأكيد نحو التحرير والاستقلال وطرد المستعمر. عدو في الداخل.. يسرق ويغش ويشكك ويثير الفتن.. وعدو على الحدود.. هو من يحرك عدونا في الداخل.. تمهيدا لإشاعة الفوضى! هيهات!

الجريدة الرسمية