رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: المجاهرون بالإفطار في نهار رمضان!

منتصر عمران
منتصر عمران

الإفطار في نهار رمضان وخاصة إذا كانت هذه المجاهرة من قبل شباب يتمتع بلياقة بدنية عالية وفي عنفوان شبابه وبدون عذر شرعي أمر مرفوض شرعا وعقلا.

وحتى لا يكون الكلام مرسلا.. فأنا شخصيا ما زالت واقعة رأيتها في أيام الصبى لشاب من قريتي يتمتع بقوة في بدنه وسلامة في عقله كما يبدو وفي نهار رمضان ماثلة أمام عيني وهو  يجاهر بالإفطار في نهار رمضان.. ويا ليته كان يجاهر بالإفطار بشيء من المأكولات أو المشروبات الطيبة ولكن للأسف كان يجاهر بالإفطار بسيجارة ينفث دخانها في الهواء في أعظم مشهد استفزازي لمشاعر الصائمين وكأنه لا ينتمي  لفريضة الصيام  وليس من أبوين مسلمين!!

جاءت كورونا هذا العام فحبستني في الدار، حتى المساجد أغلقت فلم يبقَ لي مبرر للخروج من البيت.. حتى العمل هناك تخفيف أعمال.. وهذا الحبس رحمني من رؤية الشباب الخارج عن تعاليم الإسلام في الصيام حتى لا يضيق صدري برؤية مثل هذه  المشاهد..

كما رحمتني كورونا من رؤية المطاعم والمقاهي التي كانت تفتح في نهار رمضان، بل وكانت تقدم خدماتها لروادها؛ في تحدٍ سافر لشعيرة الصيام في بلد أغلبية مواطنيه مسلمين علاوة على وجود قلعة الأزهر على أراضيه.

عليه أقول: كما أن لكورونا سلبيات طبعا خطيرة لكن لها إيجابيات حتى ولو كانت قليلة منها إغلاق دور السينما والبارات وغير ذلك كثير من الأمور التي تقدح في شعيرة الصيام وتصتدم بالذوق العام في شهر الصيام.

 فالمجاهرة بالإفطار في نهار رمضان لا تجوز حتى لأصحاب الأعذار.. فما ظنكم بالذين ليس لهم أعذار وخاصة الشباب؛ فالعقاب في حقهم أشد وأنكى.. وهنا يطيب لي أن اذكر أقوال بعض العلماء في هذا الشأن.

قال العلامة ابن القيم: والمستخفي بما يرتكبه أقل إثماً من المجاهر المستعلن والكاتم له أقل إثماً من المخبر المحدث للناس به فهذا بعيد من عافية الله تعالى وعفوه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يستر الله تعالى عليه ثم يصبح يكشف ستر الله عنه يقول يا فلان فعلت البارحة كذا وكذا فيبيت ربه يستره ويصبح يكشف ستر الله عن نفسه".. أو كما قال، وفي الحديث الآخر عنه صلى الله عليه وسلم: "من ابتُلي من هذه القاذورات بشيء فليستتر بستر الله فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله".

وفي الحديث الآخر: "إن الخطيئة إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها ولكن إذا أعلنت فلم تنكر ضرت العامة" إغاثة اللهفان.

 ولا شك أن المجاهرة بالإفطار فيها نوع من التبجح والافتخار بالمعصية وهذه وقاحة عظيمة وقلة حياء فهذا العاصي المجاهر لم يستح من الله سبحانه وتعالى ولم يستح من الناس، وليست هذه حرية شخصية.

 والحديث الأول الذي ذكره ابن القيم رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحديث:

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: [قوله : (كل أمتي معافى) بفتح الفاء مقصور اسم مفعول من العافية وهو إما بمعنى عفا الله عنه وإما سلمه الله وسلم منه.. ومحصل الكلام كل واحد من الأمة يعفى عن ذنبه ولا يؤاخذ به إلا الفاسق المعلن.

 هدانا الله وجميع المسلمين إلى صحيح الدين والتمسك به واتباع سنة خير المرسلين صلى الله عليه وسلم.

 

Advertisements
الجريدة الرسمية