رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الحصار بسبب "كورونا" والتدخل العاجل!

كنا أوشكنا على الكتابة عن سحور رجل الأعمال جمال الجارحي الذي تردد إن ضيوفه عدد من الشخصيات العامة على رأسهم الكابتن محمود الخطيب والنائب فرج عامر الذي يضربون عرض الحائط بالقرارات الحكومية فضلا عن تحدي مشاعر الناس رغم أنهم قدوة للكثيرين أو هكذا ينبغي..

 

إلا إذا رأوا -رغم تقديرنا وحبنا لهم جميعا- إنهم فوق الناس والقانون.. إلا أن دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة كما تقول القاعدة الفقهية الشهيرة لذا قررنا تناول الفيديو المتداول عن سيدة تشكو من منع الغذاء والكهرباء والمياه عنها بسبب إصابة زوجها بـ "كورونا"!

 

السيدة في صرختها تقول إن محلات توصيل الطلبات وكذلك الصيدليات والمطاعم يرفضون التعامل معها ولا تجد منهم إلا جملة "مش انتو الشقة اللي عندك كورونا؟"!! السيدة تقول إن جيرانهم في العمارة يمارسون القسوة نفسها حيث استوقفوهم ذات مرة عند عودتهم من المستشفي ليستجوبوهم ويسألونهم عن الاشعة والتحاليل والتقارير الطبية وعنفوهم ووبخوهم! ثم بدأوا يقطعون عنهم الماء والكهرباء كما تقول!

 

اقرأ أيضا: أخطاء المواجهة الإعلامية لـ"كورونا" !

 

القصة لا تكشف حجم التدني الأخلاقي عند البعض وحسب بل تكشف الخطر الذي تتعرض له بلادنا أمام "كورونا" من جهل البعض بالمرض، ومن جهل بالتعامل معه! أحد المصريين ممن قرروا العودة للصين لارتباطه بأعمال هناك رغم كورونا في رحلة الحياة أو الموت يروي كيف استقبلوه وفحصوه ثم احترازا عزلوه في غرفة مغلقة بها دورة مياه وتليفونها..

 

لا يخرج منها ولا يدخل له أحد وكل استفسارته تتم هاتفيا ومعه محموله وأجهزته الإلكترونية وشبكة الإنترنت التي بقي من خلالها علي اتصال بالعالم.. يترك له الطعام على باب الغرفة.. يفتح يلتقطته ويفتح ليترك المخلفات، وهكذا حتى مرت الـ 14 يوما وغادر مطمئنا!

 

هذه الثقافة لم تشع عندنا لأخطاء في المعالجات خصوصا الإعلامية رغم الجهد الحكومي الهائل المبذول لمواجهة الأزمة.. وسبق أن نبهنا وحذرنا منها في مقالات سابقة.. حيث نقف أمام أكثر من ألف متحدث رسميا يذيعون اخبار عن كورونا يوميا!!

اقرأ أيضا: كورونا.. بالحديد والنار!

 

نواب دوائر ورؤساء مصالح ومديرو بنوك ومديرو أفرع مطاعم شهيرة ورؤساء أندية وهكذا!! وهذا لا يصح ولا يجوز وليس مجديا بل علي العكس.. أوقفوا كل هؤلاء وليتحدث واحد فقط حيث تتضاعف صورة الإصابات ولا يرى منها إلا إعدادها دون أي توقف عند أعداد المتعافين!

 

السيدة التي تعاني في الفيديو ولم تذكر عنوانها ولا مكانها لكن مؤكد الاجهزة المعنية تعرف والأهم السكان يعرفون انفسهم.. فالسيدة زوجها مصاب وعزلوه بغرفته وهي وأولادها يقيمون على خدمته.. ولا ذنب له ولهم في المرض.. الرجل أصيب أثناء عمله بمرض ليس معيبا.. وتكفيهم معاناتهم والأم رب أسرتهم..

انقذوهم بأي طريقة.. كأن تتولى الصحة الأمر أو يقوم أهل الخير بدفع حساب الأطعمة حتى انتهاء الأزمة وتصل إليهم بالطريقة التي قلناها أعلاه.. 

ارحموا الناس.. يرحمكم رب الناس!

Advertisements
الجريدة الرسمية