رئيس التحرير
عصام كامل

عيد أون لاين

مع اقتراب رحيل شهر رمضان المعظم ودخول أيام عيد الفطر المبارك يسارع الآلاف من سكان القاهرة إلى التوافد على القرى في صعيد مصر ودلتاها ومدنها الساحلية رغبة في قضائه مع ذويهم إلا أن الرياح قد لا تأتي هذا العام بما تشتهى السفن.

 

تخلى الناس عن الالتزام بالتباعد الاجتماعي خلال شهر رمضان، ونزلوا إلى الأسواق والشوارع بالملايين لشراء مستلزمات العيد، من كعك وملابس، وكأن شيئا لم يكن فغالبيتنا تتعامل مع فيروس "كورونا" على أنه وهمي، أو مجرد "ميكروب ماشي في الجو"، ولا يلتزمون بأدنى معايير الوقاية ولو حتى بمنديل قماش، ما نتج عنه تضاعف أعداد الاصابات والوفيات بالفيروس في مصر خلال الشهر الكريم.

 

أخلاقيات المواطن أثناء الأزمات

 

تجمعات في كل مكان وكأن هذا الفيروس يرهب الكثرة، على النواصي، في السوبر ماركت، صلوات التراويح والجماعة تقام خلسة في الشوارع الضيقة ومداخل العقارات، ولائم جماعية في الشوارع والحارات، تجمعات داخل البيوت لأن رمضان يحب اللمة، كل هذا دون التزام بأدنى معايير التباعد الاجتماعي كمحاولة لتقليل فرص الإصابة بالمرض.

 

رأيت مقطع فيديو قام ببثه أحدهم على "فيس بوك" لمجموعة من الشباب، يشاهدون أحد المسلسلات الشعبية، داخل إحدى الشقق الضيقة، ويهللون فرحا وعناقا بأحد المشاهد التي ضربت فيها البطلة، بطل العمل، عناق فرح وكأنه هدف الدقيقة الأخيرة لمباراة نهائي كأس العالم وكان أحد طرفيها مصر، قبلات، أنفاس متلاحقة، عشوائية مقيتة، قد لا تبقي ولا تذر.

 

حديث القلوب

 

مع اقتراب أيام العيد يفكر الكثيرون في "حتمية" السفر إلى ذويهم في الأقاليم مع ما قد يتسبب من تجمعات أسرية قد لا يحمد عقباها، من سلامات وأحضان وعناق واختلاط، وقد تضر تلك التجمعات بأهلينا كبار السن والمرضي أكثر مما يسعدهم.

 

لم لا يجرب كل منا البقاء في منزله هذا العيد وعدم السفر حتى تزول تلك الغمة، مع قيام متطوع داخل العائلة قى القرية بإعداد وسيلة تواصل اليكترونية مثل الفيديو بين الشخص وذويه وما أيسرها الآن، وقاية للأهل وحرصا على سلامتهم.

 

واستخدام المعاملات النقدية الإلكترونية فى إيصال أى مبالغ مالية وما أكثر هذه الوسائل الان أيضا، عن طريق متطوع ثقة داخل القرية يفهم فى هذه الامور ويستطيع تيسيرها على الاهالى كبار السن الذين لا يجيدون التعامل إلكترونيا، وبالتالي يسهم هذا إلى حد كبير فى تقليل تفشي المرض، فقد نعض أصابع الندم إذا أدركنا أننا بتحركاتنا كنا يوما سببا في أذى أحد أو ضرر فادح له.

 

نهر الخير

 

نداء لمن كان له عقل، فلنفوت الفرصة على الوباء هذا العيد أن ينتشر، بعدم السفر، أن نعايدهم ونراهم إلكترونيا، نقضي معهم لحظات أول أيام العيد متباعدين جسديا، متقاربين وجدانيا، ولعل الله يكشف تلك الغمة قريبا ونلتقي في العيد المقبل بمشيئة الله في أجواء من الفرحة بزوال هذا الكرب، لا فاقدين ولا مفقودين.. اللهم نجنا وألطف بنا.

 

الجريدة الرسمية