رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

دماء الشهداء تزين رمال سيناء

كان اليوم يمضي رتيبا ممللا وأنا ومعى لا يزيد على ثلاثة من رفاقي بفيتو نحرص على الحضور اليومى حتى ساعات متأخرة من الليل نراقب أداء زملائنا من بيوتهم ونصحح الأوضاع ونصوغ أملا وسط ركام العتمة اللامتناهية.

نزعت بي أفكارى إلى مساحة من الخوف فقد أكون نسيت تطهير مكتبي قبل بدء العمل اليومى.. نهضت من موقعى وأمسكت بزجاج الكحول وبدأت مهمتى اليومية في تطهير كل ما تقع عليه عيني من أسطح وغيرها حتى لوحة مفاتيح الكمبيوتر.

اقرأ ايضا: المهددون بالموت فى السجون

كانت حرارة الجو قد وصلت إلى حد الاقتراب من صيف بدأ إطلالة منذرة بما لا نحب، أمسكت بريموت التكييف لمواجهة الزائر المطل بنزعة قاسية بعض الشيء.

قلبت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وبينما أنا منهمك في هذا الدوار اليومى والنقاش الجاد حينا والعابث في أحايين أخرى دق جرس الهاتف دقة تنذر بخبر جديد على صفحة المتحدث العسكري.

اقرأ ايضا: سيف البطالة يطارد 12 مليون مصري

سلم يارب سلم.. سطور قليلة تختزل أحلام أسر وعائلات وبيوت كانت حتى قبل هذه اللحظة قد نذرت أبناءها ثمنا لأمن الناس وأنا منهم.. شهداء صعدوا سلم المجد معلنين وداع الحياة الفانية إلى أبدية خالدة هناك خلف خطوط الحياة الدنيا إلى مراتب الشهداء إن شاء الله.

ما بين جندي وضابط وصف ضابط كان الخبر على أمثالي من شعب مصر الأبي صاعقة وصدمة مدوية، عبروا من سلم الحياة الضيق إلى آفاق الرحابة والوسع اللا متناهى.

أنا الذي كان ضاجرا من حرارة الجو، وهاجس يطاردنى لتطهير مكتبي والنيل الخالد من خلفي لا يزال يشهد بأن مصر هبة النيل، بين أهلي ورفاقي وزملائى نعانى من حظر يمنعنا من حياة طبيعية خوفا على حياتنا وهم هناك على خط المواجهة يطاردون الجهل الأعمى والإرهاب الأسود، ويواجهون الموت بصدور مكنونها إيمان صادق ووطن بمساحة الكون.

اقرأ ايضا: الحوفي عابرا إلى جسر الخلود

في ذكرى الانتصار على الانكسار يترجل فريق من شبابنا ليتواصل الدم الحر ما بين حرب على محتل وحرب على جهل وإرهاب.. فى كلا الحالتين يتواصل الدم المصري من أجل الحياة، ندفع ثمنا في مواجهته نيابة عن الإنسانية كلها، نحارب الغطرسة في تركيا والعبث في قطر وكل صناع الموت في عواصم لا تزال تمد الموت الأسود بكل ما يحتاج من حماية وتمويل.

وفي اليوم التالى وبعده يسحق نفس الجيل العشرات من هؤلاء الممولين والعابثين، يتساقطون كالجرذان ومصر لا تزال كما هي عزيزة أبية تنطلق زغاريد أمهات الشهداء في جنبات الدور برسالة إنسانية عظيمة الأثر ومزلزلة لكل قوى الشر ومعلنة أن الإرادة والعزيمة وقود الأبطال في معركة لن تنتهي إلا بالخلاص من آخر إرهابى على أرضنا مهما كلفنا الأمر.

Advertisements
الجريدة الرسمية