رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المنسى وعمرو طلبة شهداء فوق العادة!

أثناء حيرتى عن أي شىء أكتب، هل عن الكورونا أم ذكرى العاشر من رمضان أم عيد تحرير سيناء، كنت أعيد قراءة ما كتبته فى ذكرى العاشر من رمضان العام الماضى كتبت عن البطل عمرو طلبة، والذى عرفه الشارع المصرى والعربى بالعميل 1001 من خلال المسلسل الذى تعرض إلى رحلته من القاهرة حتى أصبح المجند الصهيونى موشى رافى..

 

قدم عمرو طلبة لمصر معلومات كان لها دور مهم فى انتصار أكتوبر، فقد كان مسئولا عن جهاز اتصالات يتحكم فى كافة الاتصالات بين مجموعة بين الوحدات الصهيونية وتوقفه يعنى انقطاع التواصل تماما بينهم، ومعلومات أخرى كثيرة من عام 69 إلى 73.

 

كنت أسترجع صورة البطل صاحب الابتسامة الهادئة والوجه الملائكى الذى يسيطر عليه هدوء ورضا غريب، كل هذا وكان يرتدى الملابس الصهيونية، تذكرت صورته وهو يرفض مغادرة الموقع حسب تعليمات مصرية قبل اندلاع الحرب، ومع اشتعال المعارك وضربت الطائرات خط بارليف وفزع الجنود الصهاينة يمينا ويسارا ما بين قتلى وجرحى، بينما وقف عمرو طلبة وسط الموقع يهلل ويكبر.

اقرأ أيضا: البطل "فؤاد نصر" شهيد لا يعرفه أحد!

 

بل ويخرج موشى رافى من الخندق حتى يراه الطيران ليضرب الموقع، وفعلا تم ضرب الموقع.. واستشهد بطل مجنون بعشق مصر وأرضها، وتفاجأ القوات المصرية بعد احتلالها للموقع بقيادة كبيرة، تفتش بين الجثامين ويتم لف أحد الجثامين بعلم مصر وقراءة الفاتحة عليه، ثم حمله تاركين أرض المعركة..

 

وأذكر هنا من قصة هذا البطل، عندما عرض عليه قائده اختياره فى مهمة صعبة داخل الكيان الصهيونى لم يتردد ووافق على الفور، وحتى يطمئن قلبه سأل والده رجل القوات المسلحة السابق قائلا: ماذا تفعل لو طلب منك شىء من أجل مصر؟! فأجاب الأب: روحى فداء لمصر يا ابنى!

 

فى الجنة يا عمرو أنت وشباب مصر على مدى تاريخ نضالها فى مقاومة الاستعمار والعدو الصهيونى والارهاب، كتبت فى العام الماضى وتساءلت ألا تستحق قصة هذا الشاب الذى باع الدنيا من أجل مصر أن تدرس للاطفال والشباب من أجل إعادة الروح والانتماء لهذه الأرض الطيبة مصر؟!

 

اقرأ ايضا: غزل المحلة من انفتاح "السادات" إلى خصخصة "مبارك"!

 

لهذا سعدت كما كان إستقبال الشارع الرائع لمسلسل "الإختيار" الذى يقدم صورة تحدث كل يوم على أرض سيناء الطاهرة، صورة الشهيد أحمد المنسى وزملاؤه، وهذا مؤشر ودليل قاطع على أن مقولة "الناس عايزة كده" كذبة من المنتجين وصدقها الكثير من الناس..

 

عندما قدم أحمد زكى فيلم "ناصر 56" نجح فى السينما وكانت ردود الأفعال هائلة، الأفلام التليفزيونية "حكايات الغريب" و"الطريق إلى إيلات" بل ومسلسلات "دموع فى عيون وقحة" و "رأفت الهجان" كل هذه الاعمال كانت ناجحة وبامتياز، ولكنها فى فترة زمنية تتجاوز الأربعين عاما..

 

لهذا جاء مسلسل الاختيار الذى يحكى قصة الشهيد أحمد المنسى مثل جرس الإنذار للجميع، فالشارع يحتاج ليس إلى مسلسل أو فيلم أبرأ للذمة أمام الناس، بل يحتاج خطة من الدولة لتقديم نماذج تحيى الانتماء لتراب مصر وإشعال المشاعر الوطنية .

 

لا بد من زرع روح الانتماء والوطنية فى نفوس الصغار لذا يجب على وزير التربية والتعليم أن ينزل من برجه العاجى ويدرك أن التربية والتعليم ليست مجرد تكنولوجيا ودرجات وانتقال طالب من مرحلة إلى أخرى، التربية والتعليم هى إعداد وتربية لأجيال  قوية الشخصية لديها الوعى والثقافة، الطفل يلتحق بالمدرسة وهو فى عمر ست سنوات ويستمر لمدة اثنى عشر عاما..

 

اقرأ أيضا: البطل المصرى موشى رافى.. وتكريم إدريس!

 

أى أهم مراحل العمر من وضع أسس سليمة لبناء أجيال تعرف قيمة مصر التاريخ والعراقة، مصر التى كانت آخر خط دفاع عن الأديان، هى التى احتضنت المسيح والسيدة مريم عليهما السلام، وإحتفظت بالمسيحية الحقة بعيدا عن أوروبا، ودافعت عن الإسلام ضد كل الغزوات التتارية، ومنها انطلق صلاح الدين محررا بيت المقدس .

 

أقر وأعترف أننى منذ العملية الإرهابية التى تمت الخميس وعقلى وقلبى فى حالة من الضيق والحزن، كل قطرة دم من هؤلاء الشباب أغلى من أرواح كل الخونة، وعصابات الإرهاب .

 

تحيا مصر بدماء أطهر ما فينا.. تحيا مصر بدماء الشهداء.. تحيا بدموع أسر الشهداء التى لا يشعر بنارها إلا من اكتوى بها!

Advertisements
الجريدة الرسمية