رئيس التحرير
عصام كامل

ملحمة مصر للطيران الوطنية

خروج مصر للطيران إلى النور في السابع من مايو ١٩٣٢ لم يكن بالأمر السهل، حيث كان الطريق شائكا ولم تكن هناك رغبة من الاستعمار البريطاني في وجود هذا الكيان المصري، الذي ولد رغم أنفه بفكر وإصرار وعزيمة قوية من المصريين..

 

كانت البداية فكرة طرحها الطيار كمال علوي الذي تعلم الطيران في باريس، ودعا إلى إنشائها وتحمل الاقتصادي الكبير طلعت حرب باشا تحقيق حلم المصريين في أن يكون لديهم شركة مصرية للطيران المدني..

 

وعندما وصل محمد صدقي أول طيار مصري بطائرته الخاصة التي أطلق عليها اسم (الأميرة فايزة) من برلين إلى القاهرة، في ملحمة وطنية تجسدت فيها معاني الجرأة والشجاعة في ٢٦ يناير ١٩٣٠، نجح بمثابرته وعزيمته القوية وإصراره على مواجهة الصعاب في الوصول إلى القاهرة إيذانًا بدخول مصر عصر الطيران، وإثباتًا عمليًا لقدرات المصريين على تحقيق ذاتهم، ودرسًا للانجليز بأن المصريين إذا أرادوا تحقيق أحلامهم.. فعلوا..

 

اقرأ أيضا: كورونا يهز عرش الكبار !

نجح المصريون في تحقيق الحلم الكبير، وخرجت مدرسة مصر للطيران للوجود بصدور المرسوم الملكي بإنشاء شركة مصر للطيران، وقد كانت فكرة طلعت حرب باشا أن تقوم هذه المدرسة بتكوين قاعدة عريضة من الطيارين الذين سيتولون قيادة الطائرات المصرية على خطوط الشركة التي تحمل اسم مصر وعلمها..

تاريخ مصر للطيران الطويل يعد ملحمة وطنية في الشجاعة وتحمل الصعاب والمسئولية.. من هنا تقع المسئولية على عاتق الدولة المصرية بالحفاظ على هذا الكيان الاقتصادي الكبير والتاريخ الحافل بالبطولات، لأن مصر للطيران الشركة الوطنية هي جزء من الوطن الكبير..

 

اقرأ أيضا: موجة الإعلام الهزيل!

 

وقد واجهت خلال مسيرتها أزمات جمة ما بين اختطاف طائرات وحوادث، ولها دور وطني خلال الأزمات السياسية التي تشهدها الدول بالخارج في نقل المصريين العالقين بتلك الدول..

 

هذا الكيان الكبير والصرح العظيم يجب أن يشهد إصرارًا على مساندته في محنته الحالية ودفعه للأمام، وإزاحة الغمة التي أصابته خلال هذه الفترة بسبب جائحة فيروس كورونا ليبقي دائمًا وأبدًا في عنان السماء.  

الجريدة الرسمية