رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: كورونا سنة كونية وليست صناعة بشرية

منتصر عمران
منتصر عمران

‏كورونا سيضمحل ويتلاشى.. وبعد شهور قليلة سينتهي.. وهذه سُنَّة الله في الفيروسات.. فكم من فيروسات قبله فتكت بالبشرية حتى كانت ضحاياها في اليوم الواحد سبعين ألف شخص.. في وقت كانت البشرية أعدادها أقل من اليوم بكثير.. ولم تكن وصلت إلى التقدم العلمي الرهيب مثل اليوم ثم تلاشت وانتهى أثرها.

وعلى الرغم من أن هناك اتهامات من قبل الإدارة الأمريكية ضد الحكومة الصينية بأنها السبب وراء ظهور كورونا، وأنها تبحث عن المريض صفر وعن الوثائق التي تؤكد أن هذا الفيروس تم تخليقه معمليا إلا أن كل ذلك من وجهة نظري يتعارض تماما مع كون كورونا وباء ابتلى الله به البشرية جمعاء.. كما أن كورونا ليس بدعا من الفيروسات فقد سبقه منذ مئات السنين كثير من الفيروسات التي ظهرت وتفشت ثم تلاشت واندثر أثرها بموتها نهائيا.

وعلى الرغم من أن البشرية كلها تحركت من أجل الوصول إلى علاج يقضي على كورونا واستغلت جميع مواردها في البحث عن لقاح لهذا الفيروس بعد أن شل هذا الفيروس حركة العالم وألزم نصف سكان كوكب الأرض منازلهم بل أغلق البلاد جميعها عن بعضها والدول المتقدمة قبل النامية منها إلا أن هذه الحركة الجماعية ضد الفيروس لن تتم إلا من بعد أن يأذن الله للبشرية ويرضى لها الوصول إلى العلاج القاطع واللقاح المانع لتفشيه

ومما يؤكد ما ذهبت إليه هو أن هناك دراسات قام بها متخصصون عما كتبه علماء مسلمون عن الأوبئة في الماضي وكان الكثير منهم شهودا على فترات استشرت فيها الأوبئة وقتلت أعدادا كبيرة من الناس..

وهناك كتب من التراث الإسلامي توثق للفيروسات في الماضي البعيد منها على سبيل المثال المدائني وابن أبي الدنيا وابن قتيبة والحافظ بن حجر العسقلاني وغيرهم.. مع العلم بأن الأوبئة كانت تقع في كل البلاد ولم يقع طاعون واحد في مكة أو المدينة المنورة في القرون الإسلامية الأولى.. وهذا يختلف بعض الشيء مع فيروس كورونا.. حيث ظهر كورونا في المدينة ومكة وأحيائها.. وتصدت له الحكومة السعودية بجميع الاحترازات الطبية المعتمدة لمحاربته حتى وصل بها الأمر إلى إغلاق الحرمين الشريفين أمام المصلين والمعتمرين للحد من تفشي هذا الفيروس في هاتين المدينتين المقدستين لدى المسلمين. 

ولعل ما أريد التركيز عليه هو أنّ لكل وباء عمرا معدودا محددا لا يتجاوزه.. حتى وإن لم تكن له لقاحات.. فحين يبلغ الوباء نهاية عمره يتلاشى ويضمحل ويضعف تأثيره على الناس.. ويكون الناس قد اكتسبوا منه مناعة فلا يضرهم.. وهناك أقوال لحكماء عرب ومسلمين مثل  عمرو بن العاص الذي قال عن الطاعون وهو فيروس مثل كورونا في زماننا الحالي ما نصه: "إن هذا رجز مثل السيل، من تنكبه أخطأه، ومثل النار من تنكبها أخطأها، ومن أقام أحرقته فآذته".

فسَيل الماء له وقت يجتاح فيه، ثم ينتهي.. فمن لم يهلك في الاجتياح نجا.

وحتى أبرهن على ما أقول اذكر هنا بعض الفيروسات التي ظهرت ثم تلاشت بعد شهور دون أن يتوصل لها إلى لقاحات مثل:

  • طاعون عمَواس، كما ذكر ابن قتيبة في (المعارف).. وكان في الشام زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفيه توفي أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وعَمَواس قرية بين الرملة وبيت المقدس.. ثم طاعون الجارف زمن ابن الزبير.

ثم طاعون الفتيات في شوال سنة سبع وثمانين هجرية، وسمي طاعون الفتيات لأنه بدأ بالعذارى والجواري بالبصرة وبواسط والكوفة والشام.. وكان يقال له طاعون الأشراف لكثرة من مات فيه من الأشراف والأفاضل.. ثم طاعون عدي بن أرطأة سنة مائة للهجرة، ثم طاعون عرّاب سنة سبع وعشرين ومائة هجرية وعرّاب اسم رجل.

ثم طاعون مسلم بن قتيبة سنة إحدى وثلاثين ومائة وقيل إنه مات فيه في يوم واحد، سبعون ألفا.. قاله ابن الجوزي.

 ولعل البشارة التي تظهر في كل هذه الأخبار هي أنّ الوباء عادة لا يتجاوز ثلاثة أشهر إلى خمسة، فمثلا طاعون مسلم بن قتيبة بدأ في شعبان وبقي شهر رمضان.. وأقلع في شوال.. أي لم يدم أكثر من ثلاثة أشهر رغم أن الموت بلغ فيه سبعين ألفا في يوم واحد..

ولا شك أن الذي يشهد موت سبعين ألف شخص في يوم واحد يوقن أن الوباء لن يبقي أحدا لكنه يرتفع بعد ذلك بأسابيع أو أيام.

ومن ذلك طاعون وقع بمصر سنة إحدى وأربعين.. ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في "بذل الماعون في فضل الطاعون".. ابتدأ في رمضان ثم انسلخ في صفر.. أي قرابة خمسة أشهر.. وقد هلك فيه خلق كثيرون.

والدليل على ذلك من أزمة كورونا أن الصين التي بدأ بها كورونا تعافت دون الوصول إلى لقاح.. وعليه وبناء على حالة الصين فسيحدث مثل هذا الأمر في أوروبا خلال الشهرين القادمين فسيتعافى الكثيرون من هذا الفيروس اللعين؛ إذ أن الظاهر في هذا الوباء "كورونا" لن يتجاوز خمسة أشهر ..

وأختم هذا المقال ببشرى للشعب المصري أن هذا الوباء سيتلاشى ويضمحل عن ديارنا عما قريب بفضل الله أولا وحفظه لمصر.. وستتعافى قبل أوروبا المتقدمة.. وستتجاوز مصر هذه المحنة.. وستعود بأفضل مما كانت عليه قبل حلول هذا الوباء.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

Advertisements
الجريدة الرسمية