رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رسالة إلى الرئيس

ترددت كثيراً قبل أن أكتب ذلك المقال، ففي داخلي مشاعر متناقضة كثيرة، بين الخوف من استمرار تواجدى هنا في روسيا وبين خوفي من ألا أرجع مصر مجدداً وأرى عائلتي في تلك الظروف الصعبة التي يمر بها العالم كله.

 

ففي بداية الكارثة المسمى بـCovid-19 وأنا أحلم كل لحظة بالعودة إلى مصر، ومنذ بداية الأمر كنت فخورا بالقيادة السياسية وخطواتها المحسوبة بدقة وهى تتحرك  بكل احترافية من أجل الأمساك بزمام الأمور بأبسط طريقة وبأفضل حال.

 

ولكن سرعان ما شعرت بالخوف والتردد، حينما أصبحت أمام خبر ربما أسعدني قليلاً ولكن أربكني بعض الشيء، حيث قامت الحكومة المصرية بتوفير طائرة لعودة العالقين والحالات الإنسانية من روسيا يوم الجمعة الموافق الأول من مايو.

 

اقرأ أيضا: «شيرين هنائي».. ابنة العراب وأمي الروحية

 

فرحت وتهللت لأنني سأستطيع أن أعود مجدداً إلى أرض وطني الحبيب مصر، الذي يعلم الله كم يشغل بالي حبها، ويعلم قدر محبة مصر في قلبي، ولكن تفاجئت حينما علمت أن تكلفة الحجر الصحي والطائرة للعودة لأرض الوطن تتكلف ما يزيد عن عشرون ألف جنيه.

 

في حين خطاب سابق للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان قد صرح بأن عودة العالقين والحجر الصحي تكون على نفقة صندوق تحيا مصر، وبأن ذلك واجب الدولة أمام أبنائها في الخارج.

 

اقرأ أيضا: شهادتي في حق مصر للطيران

 

ولكن ليست المشكلة في المبالغ بصفة عامة، ولكن من ناحية الطلاب بصفة خاصة، ولأن الطالب غالباً ما يكون متكفلا بكل ظروفه المادية من جهة ذويهم فقط.

 

فلك أن تتخيل عندما تضحي العائلات بأحلام كثيرة حتى توفر المال اللازم لدراسة ذلك الابن فى الخارج ليس رفاهية ولكن لتحقيق حلم بدراسة ابنهم للطب أو الهندسة أو الصيدلة خاصة بعد زيادة المجموع الكلى الذى تطلبه الكليات فى الجامعات المصرية والتى تطلب مجموع يزيد عن 99 % للالتحاق بكلية الطب مثلا ، ناهيك عن أسعار الجامعات الخاصة وهنا أصبحت الدراسة فى الخارج أوفر من الدراسة فى مصر.

 

اقرأ أيضا: "الكوتشنج" في مصر

 

وحينما يسافرون وتحدث مثل تلك الكارثة التي يعيش فيها العالم الآن، وبدلاً من لم الشمل، يتم زيادة العبء على الأسر من خلال التكلفة الباهظة للعودة والحجر الصحي.

 

بالطبع لن يتأخر أي أب عن أن يدفع أي مقابل كي يعود ابنه إليه، كإبراهيم –عليه السلام- كان مستعداً أن يقدم أي مقابل كي يفدي ابنه من الذبح.

 

اقرأ أيضا: 7 برمهات.. الحياة على كفة ميزان"

 

ولكن أين دور بلدنا الحبيبة التي صرنا نفتخر بخطاها في تلك الأزمة؟! أين دورها في أن تساعد أن تلك العائلات حتى تعبر الأزمة بسلام، بدلاً من زيادة العبء والحمل عليها؟! أعلم أن سيادة الرئيس سيستجيب كما عهدنا منه مسبقاً أنه يتدخل دائما لصالح أبنائه.

فهو كما يقال دائماً عنه، أب لكل المصريين، وبالتالي نثق بأن الأب لن يترك أبناءه الطلاب في مثل تلك الأزمة والكارثة.

 

Advertisements
الجريدة الرسمية