رئيس التحرير
عصام كامل

كورونا والمنجمون!

رغم أن العالم استهل عام 2020 بأنباء اجتياح إحدى أقاليم الصين فيروس كورونا المستجد، لينطلق منها إلى كل أنحاء العالم ويصير وباء يهدد البشرية، إلا أن أحدا من المنجمين وقراء الطالع الذين يخرجون علينا فى نهاية كل عام بتنبؤاتهم حول ماذا يحمل لنا معه العام الجديد لم يتوقع أو يتنبأ بهذا الكابوس المميت الذى يعيشه عالمنا منذ نحو أربعة أشهر مضت..

 

لم يذكر أحد ممن يعتبرون أنفسهم خبراء فى قراءة الطالع واستشراف المستقبل شيئا عن هذا الفيروس سريع الانتشار، ولا عن تلك الجائحة التى صنعها للعالم كله.. وحتى حينما حاولت أحدهم تطويع بعض كلماتها العامة التى تصلح لكل زمان ومكان أخفقت فى إعادة تفصيل كلماتها على هذا الوباء.

 

اقرأ أيضا: كوارث ترامب لا تأتى فرادى!

 

وإذا كان ذلك ينبهنا إلى عدم أخذ كلمات وتنبؤات هؤلاء السنوية على محمل الجد، فإنه ينبهنا أيضا ألا نأخذ بجدية بعض التوقعات التى يخرج بها البعض علينا الأن والتى تحدد مواعيد انتهاء هذا البلاء ببعض البلاد، وبلدنا منها فى أيام محددة من شهرى مايو ويونيو.. بل نعتبرها مثل تنبؤات المنجمين مادة مسلية لا أكثر! 

 

نعم مفهوم أن نضع سيناريوهات خاصة اهذا الوباء ونرتب أنفسنا وخططنا وبرامجنا، خاصة الاقتصادية بناء على ذلك.. وهذا فعلته الحكومة المصرية وكشفت عنه وزيرة التخطيط فى بيانها أمام البرلمان، حينما قالت إن ثمة سيناريوهان لانحسار هذا الوباء.. المتفائل يتوقع حدوث ذلك فى شهر يونيو، وغير المتفائل يتوقعه فى شهر ديسمبر المقبل.. لكن ليس مقبولا أن ننساق وراء توقعات منجمين أو هم أشبه بالمنجمين.

 

اقرأ أيضا: كورونا تزيد الصراع العالمى !

 

ويبقى أن الحقائق فقط هى التى تحدد نهاية هذا الكابوس.. وأهم هذه الحقائق هو التوصل إلى لقاح لهذا الفيروس المستجد ودواء ناجح له.. وكل ما نعرفه أن ذلك يمكن أن يتحقق فى فترة ممتدة من شهر سبتمبر إلى شهر ديسمبر، وقد تتجاوز ذلك إذا أثمرت التجارب السريرية التى بدأت الآن على بعض أنواع العلاج واللقاحات..

 

ولعل ذلك هو الذى دفع معظم الدول إلى التخفف من إجراءات الإغلاق والحجر الطبى واستعادة النشاط الاقتصادى مجددا فى ظل إجراءات احترازية صحية.       

الجريدة الرسمية