رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لماذا يساعد الغرب حكومة الوفاق الليبية؟

منذ إسقاط نظام معمر القذافي في عام 2011، و ما زالت ليبيا حتى وقتنا هذا تمر بحرب مريرة بسبب وصول أفراد الجماعات الإرهابية من كل اتجاه و بسبب تنافر المصالح الغربية فيما بينهم و تنافر مصالح بعض الدول الإقليمية أيضًا في الداخل الليبي.

 

 

فلكي تحافظ الدول الغربية على مصالحها بدأت في دعم حكومة الوفاق و دعم بعض الجماعات الإرهابية، ولكن دعم هذه الدول لحكومة الوفاق ليس نابع من أنها تريد انتصارها مع صراعها مع الجيش الوطني الليبي..

 

فمع دخول الدولة التركية إلى الساحة الليبية لكي تحصل هي الأخرى على بعض المكاسب أصبح من الواضح أن استمرار العمليات العسكرية في ليبيا هو الضامن لاستمرار حصول الدول الغربية على مصالحهم الاقتصادية و التجارية. لذلك كل الأطراف الغربية العاملة في ليبيا يهمها استمرار الحرب و لا يهمها انتصار أي جانب على جانب آخر.

 

اقرأ ايضا: التحرشات التركية لمصر وموقف روسيا منها

 

فلو تركت الدول الغربية بالفعل حكومة الوفاق الليبية في مواجهة الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، لكانت النتيجة الحتمية معروفة، لكن هذه الدول بدعمها لهذه الحكومة سيكون أمامها فرصة لإطالة أمد هذا الصراع من أجل ضمان الحصول على مصالحها.

 

فليبيا ليست فقط غنية بالنفط والغاز ولكن موقعها الجغرافي وحدودها مع الدول الأفريقية المهمة في مجال إنتاج النفط والغاز يجعلها دولة يهتم بها الاتحاد الأوروبي كثيرا خصوصًا ايطاليا، وبالطبع الولايات المتحدة التي لا تقف بعيدة نهائياً عن أي صراع في العالم. كما أن ليبيا لها أهمية خاصة متصلة بمجال الهجرة غير الشرعية و السيطرة على سواحلها تعني السيطرة بشكل كبير على هذه القضية.

 

اقرأ ايضا: المشروع الجيوسياسي المصري في أفريقيا

 

ولكي نظهر أهمية ليبيا في العقل الأوروبي والأميركي سنحاول سرد خريطة وجود قوات تابعة للدول الغربية في ليبيا من أجل دعم حكومة الوفاق، و وجود هذه القوات مرتبط بشكل أو بآخر بضمان وصول المكاسب الاقتصادية إلى هذه الدول ومرتبط بإطالة أمد صراع الداخل الليبي.

 

فهناك مجموعة اتصال متواجدة داخل مطار مصراته هي المسؤولة عن التعاون مع حكومة الوفاق. هذه المجموعة تشمل 3 ممثلين عن وكالة المخابرات المركزية، بما في ذلك مترجم، وموظفي اتصالات (2عسكريين)، أما قسم الحماية الشخصية فيتكون من 10 أفراد من داخل شركة عسكرية خاصة (شركة أكاديمي) الأمريكية و هي وريث شركة بلاك ووتر. و يتم نشر المجموعة في مخبأ محصن يمكنه تحمل الصواريخ من الطائرات بدون طيار التي تقوم بغارات جوية منتظمة على أهداف في المنطقة.

 

اقرأ ايضا: المشروع التركي في ليبيا وتأثيره في الأمن القومي المصري

 

أما في غرب ليبيا، في منطقة الزنتانة، تم نشر مركز استخبارات إلكتروني فرنسي ، عززه 4 عملاء لمديرية الأمن الخارجي بوزارة الدفاع الفرنسية. المركز الوظيفي مسؤول عن ضمان التواصل مع القيادة العسكرية والسياسية لحكومة الوفاق الوطني وجمع المعلومات وتقييم الوضع على مسار الأعمال العدائية في غرب ليبيا.

 

في الوقت نفسه ، في مدينة مصراته يصل عدد القوات البريطانية إلى 10 جنود من الفوج 22 من الخدمة المحمولة جوا (ساس) للقوات المسلحة البريطانية. تقع هذه المجموعة في قاعدة المستشفى الميداني لمجموعة "أبقراط" الإيطالية. الهدف الرسمي للنشاط هو جمع معلومات حول الوضع العسكري السياسي في البلاد وتنظيم الاتصال مع قيادة حكومة الوفاق.

 

اقرأ ايضا: الشرق الأوسط الجديد كما أراده «شيمون بيريز»

 

بالإضافة إلى ذلك ، في المناطق التي تسيطر عليها حكومة الوفاق، لضمان التشغيل المستقر لخط أنابيب الغاز(خط أنابيب الدفق الأخضر) Green Stream الذي ينقل الغاز الطبيعي من المناطق الوسطى من ليبيا إلى جزيرة  صقلية، في مدينة مصراته، نشر الإيطاليون المجموعة العسكرية التشغيلية "أبقراط" و ذلك تحت غطاء مستشفى ميداني.

 

 مع بداية هجوم الجيش الوطني الليبي في طرابلس في أبريل 2019 ، زادت قوة هذه المجموعة العسكرية الإيطالية من 350 إلى 1200 جندي، وتم نقل أنظمة الدفاع الجوي والمدفعية إلى ليبيا.

 

في الوقت الحالي، بالإضافة إلى حل القضايا الاقتصادية الأجنبية، تواجه مجموعة "أبقراط" الإيطالية مهام جمع ومعالجة المعلومات، وتوفير المساعدة الطبية للسكان، وتنسيق الإجراءات المشتركة مع خفر السواحل في حكومة الوفاق لمنع الهجرة غير القانونية إلى دول الاتحاد الأوروبي.

 

وفي الوقت نفسه ، تقوم الشركات الاستشارية الأمريكية والعسكرية الخاصة بتدريب القوات الخاصة والجماعات التخريبية من متشددي الجماعات المسلحة غير الشرعية، التي تشارك في معارك ضد الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وفي الوقت نفسه، يجري العمل لدمج الجماعات المسلحة غير الشرعية في القوات المسلحة النظامية لحكومة الوفاق في طرابلس.

Advertisements
الجريدة الرسمية