رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«المنطقة الميتة» في المؤسسات المنكوبة

إذا كنت من هواة الروايات الأجنبية، فلا شك أنك سمعت برواية «المنطقة الميتة» للكاتب والمؤلف الأمريكي «ستيفن كينج»، التي يتعرض فيها البطل لحادث يجعله يرى ما حدث للمذنبين والأبرياء في الماضي في أحلامه، وكذلك رؤىً عن مستقبل ذات الأشخاص، سرعان ما تتحقق في أحداث الرواية.

 

ونأخذ طرفًا من الرواية التي نُشرت عام 1979 ونذهب به إلى واقع أليم في منظومة الإدارة المهترئة التي تحيط بنا في كل مكان، حيث يرى بطل روايتنا ماضي المذنبين وهم يتآمرون على ضحاياهم، الذين هم أذكى منهم، والأقدر على تولي زمام الأمور، ولكنهم شرفاء لا يعرفون الخِسة، وتنتهي المؤامرات بالبطش بالأبرياء، كعادتنا في الجهات والمؤسسات والهيئات الإدارية المنكوبة بالمفسدين والمؤيدين لهم، رغم علمهم بأبعاد المؤامرة.

 

خطورة "الحقوق والحريات" على البنيان الوطني

 

وقبل أن يَستبِد بك الألم من تلك القصة المتكررة، دعني أخبرك بما رآه بَطلُنا المُصاب، فقد رأى المتآمرين وهم ثمانية أفراد، أولهم كان كلبًا مسعورًا منذ بداية القصة، إلا أنه مسلوب الوفاء، وقد تحول إلى جيفة نتنة رغم أنه حي، ورآه البطل في المستقبل وهو يَشُم رائحته القذرة الموروثة في جيناته، فلم تنظفه الأموال التي سرقها من مؤسسته.

 

أما الثانية، فهي كبيرة الأفاقين، عجوز شمطاء، بملامح «جولدا مائير» ويراها الناس «الحاجة»، تدعي الجدية لتُخفي مرضها النفسي، عاشت لتُصَفي حساباتها مع من تكره، وهي في ذات الوقت تكره ذاتها قبل الآخرين، ورآها البطل تحترق ويضيق عليها صدرُها، ولا تستطيع الصراخ.

 

الأزمة الحائرة بين طارق شوقي والدكتور يوسف عامر 

 

أما الثالث والرابعة فهما من أبطال فيلم «الزوجة الثانية» اللذين احترفا الهتاف «يا سلام على الحنية» للعمدة الفاجر، ونهايتهما في رؤيا البطل مفجوعين في ذريتهما بما كتبا بأيديهما.

 

والخامس والسادس هما بغلان، لا هم لهما إلا شراهة الطعام، شاب شعرُهُما، ولم تنضج أفكارهما، رآهما البطل منكسي الرأس، يشكوان الفقر والمرض؛ فقد أفلتا من جائحة كورونا، ولكن لم يخطِئهما المرض الخبيث، ولا مؤنس لهما من الأبناء أو غيرهم.

 

خطاب مفتوح إلى شيخ الأزهر

 

أما السادس و السابع فأمرهما عجيب، فقد رآهما البطل وقد تعلقت الفضائح بهما وبذريتهما، فلن يموتا من المرض بل من العار.

 

وقبل أن تبتدرني أيها القارئ الكريم بقولك لعلها أضغاث «أحلام»، فقد رأينا أمثال هؤلاء كالثيران من المهد إلى اللحد، أقولك لك: تلك رؤيا بطل الرواية، أما إن كنت تعتقد فيما بعد الموت، فما خفي كان أعظم.. وللحديث بقية.

 

Advertisements
الجريدة الرسمية