رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قرارك فاشل يا سعادة الوزير

لا أدري ماذا يمنع "وزير التربية والتعليم" أن يرضخ لسياسة الأمر الواقع، ويعترف أن هناك أزمة في مصر والعالم، وأن تداعيات تلك الأزمة فرضت عليه وعلى الجميع استحالة إكمال العام الدراسي..

 

وإن الظرف العام يحتم، إما اعتماد نتيجة الترم الأول، أو إعلان نجاح كل الطلاب في سنوات النقل، وتحميل ما تبقى من مناهج الترم الثاني على العام الدراسي القادم، دون اللجوء إلى حل "البحث" الفاشل الذي اعتمدته "وزارة التربية والتعليم".

 

فلا أدري كيف لـ "طارق شوقي" أن يطرح على الملأ، حتمية قيام التلاميذ من الصف الثالث الابتدائي وحتى الثالث الإعدادي، إجراء بحث، وكتابته، ورفعة على موقع الوزارة، طبقا لخطوات معينه، وباستخدام كود معين، وهو يعلم تمام العلم، أن التلاميذ في مثل هذا السن ربما يكون للمرة الأولى الذين يسمع فيها كلمة "بحث".

 

اقرأ أيضا: إثيوبيا تلعب بالنار

 

ولا أدري كيف لوزير التربية والتعليم، اعتماد مثل هذا النظام، رغم علمه أن السواد الأعظم من التلاميذ - إن لم يكونوا جميعهم - سيلجئون لأولياء الأمور أو غيرهم، للقيام بتلك الأبحاث، وأنها لن تعود عليهم بفائدة من قريب أو بعيد.

 

الواقع الذي لا يعلمه وزير التربية والتعليم، أنه تسبب بعدم استسلامه لتداعيات الأزمة، وطرح فكرة "البحث الفاشل" في خلق مافيا جديدة، تفرغت في "دكاكين" علنية في كل مدن وقرى مصر، لصناعة تلك الأبحاث، في مقابل مبالغ تتراوح بين 50 و 200 جنيه من كل تلميذ عن البحث الواحد، بل وتسبب في وجود تجمعات في كل أنحاء مصر بلا داعي، تتعارض واجراءات السلامة التي فرضتها الدولة لمحاربة فيروس "كورونا".

 

للأسف، أن الذي لا يعلمه "السيد الوزير" أنه أجبر  الآلاف من "العمال المساكين" الذين وقفوا لساعات في طوابير طويلة أمام مكاتب البريد في كل أنحاء مصر، للحصول منح الـ 500 جنيه التي اقرتها وزارة القوى العاملة، على دفع ما حصلوا عليه من "إعانات" ويزيد ل "مافيا الأبحاث" التي خلقها " بقراره.

 

اقرأ أيضا: التاريخ الأسود لمفاوضات "سد الكارثة"

 

وهو ما تم توثيقه من خلال عدد من "الفيديوهات" تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي والجروبات الخاصة بأولياء الأمور، كان أبرزها الفيديو الذي تم تداوله ل "مدير مدرسة ومدس" بإحدى مدارس محافظة القليوبية، وهما يقومان بجمع مبالغ مالية من عدد كبير من أولياء الأمور، في مقابل إجراء أبحاث لأبنائهم، وسط زحام شديد، وتسأل من عدد من أولياء الأمور حول قانونية جمع تلك المبالغ.

 

واعترافا بوقوع تلك المهزلة، التي تتم في كل مدن وقرى الجمهورية، أكد "طه عجلان" وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة القليوبية، في تصريح لموقع "القاهرة 24" إنه تلقى اتصالا من مدير الإدارة التعليمية التي تقع في نطاقها المدرسة، وأنه قام بتتبع الفيديو المتداول، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه "مدير المدرسة والمدرس" اللذين ظهرا يجمعان مبالغ مالية من أولياء الأمور لإجراء المشروعات البحثية.

 

أؤكد أن إلغاء الامتحانات لصفوف النقل بحكم ما تمر به البلاد من ظروف  حتمية، لن "يعيب" وزارة التعليم، لان الأزمة عالمية وليست بأيدي أحد، وأن تدارك الأمر ما زال ممكنا، لأن الظرف العام لا يستدعي إرهاق الوزارة والتلاميذ وأولياء الأمر، في أعمال لن تعود بفائدة سوي على مافيا بعينها.

 

اقرأ أيضا: عملاء استيراد الغاز الإسرائيلي

 

أقدر مجهودات الدكتور "طارق شوقي" وتبنيه لاستراتيجية طموحة لتطوير التعليم، ولست ضد ما يطمح إليه من تنمية مهارات "البحث العلمي" عند التلاميذ منذ الصغر، إلا أن ذلك من المستحيل أن يأتي بشكل مفاجئ وعشوائي ومتسرع كما يتم الآن، لأنه يحتاج إلى شرح، وتعليم، وتوجيه، وتنمية مهارات، ومتابعة مع المدرسين، ولأوقات طويلة داخل الفصول، وهو ما يمكن أن تقوم به الوزارة لاحقا.

 

أتمنى أن يعيد "وزير التربية والتعليم" النظر في قرار البحث "الفاشل" واعتماد نجاح الطلاب في سنوات النقل، وتعويض ما تبقى من مناهج الترم الثاني في بداية العام الدراسي القادم، الذي من الممكن أن يبدأ مبكراً لأسبوعين، مع الاكتفاء بإجراء الامتحانات لطلاب الشهادات العامة، وإراحة الوزارة والطلاب وأولياء الأمور، في أيام لا تحتمل إرهاق الجميع باعباء اكثر من "كورونا" وتوابعها المرضية والاقتصادية.. وكفى.

Advertisements
الجريدة الرسمية