رئيس التحرير
عصام كامل

القرآن هدى وشفاء

يموج العالم شرقا وغربا بحثا عن علاج لفيروس كورونا الذي تسبب في شل حركة العالم بأسره، بالإضافة إلى الخوف والفزع والرعب الذي تملك قلوبهم وغاب عنهم وعن المسلمين خاصة أن الشافي هو الله، وأن مصدر العلاج والشفاء بين أيدينا وهو كتاب الله تعالى الكريم..

 

ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه والمنزل على قلب الهادي البشير السراج المنير صلى الله عليه وسلم وعلى آله، والذي لم يفرط في شيء من أمر فيه صلاح الدنيا والآخرة. يقول سبحانه: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ}..  كتاب الله تعالى لم يفرط في شيء فيه صلاح لنا ولكننا نحن أمة الإسلام فرطنا كل التفريط..

 

فرطنا في العمل به.. قرأناه ولم نعمل بأحكامه ولم نقم حدوده، ولم نلتزم بأوامره ونواهيه ولم نتخلق بأخلاقه ولم نهتدي بهديه ولم نتدبر آياته.. يقول سبحانه:{ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}.. هذا وكما أشار الله تعالى على أن القرآن هو كلام الله تعالى القديم الجامع الذي لا يأتيه الباطل من  بين يديه ولا من خلفه..

 

اقرأ أيضا: هل استوعبنا الدرس

 

يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله: “عليكم بكتاب الله، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، من قال به صدق.، ومن حكم به عدل، ومن خاصم به أفلح، ومن دعى إليه هدي إلى صراط مستقيم”..

 

وقال عنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أيضا: “إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله, وهو النور المبين، والشفاء النافع, عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد، فاتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما أني لا أقول: ألم حرف وإنما أقول ألف حرف ولام حرف والميم حرف.

اقرأ أيضا: الدعاء يرفع به البلاء

 

هذا والقرآن الكريم ليس مصدر هداية فقط كما يظن البعض بل هو مصدر هداية وشفاء للأمراض العضوية والنفسية للمؤمنين، يقول سبحانه: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ}.. ويقول عز وجل: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}..

 

هذا وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال: “خذوا من القرآن ما شئتم لما شئتم”.. هذا وقد ورد في القرآن الكريم ست آيات تسمى بآيات الشفاء، وهي قوله تعالى: { وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}.. وقوله تعالى:{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}.. وقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَِ}..

 

اقرأ أيضا: وباء وإنذار من السماء

 

وقوله عز وجل: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}.. وقوله تعالى: { ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.. وقوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}

 

من هنا ولأجل ذلك أعتقد أن المخرج لنا من هذا البلاء الرجوع إلى كتاب الله تعالى، وإقامة حدوده والعمل بهديه وأحكامه والالتزام بأوامره ونواهيه والتخلق بأخلاقه..

الجريدة الرسمية