رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

خطاب مفتوح إلى شيخ الأزهر

لا شك أن هناك أزمة كبيرة تحيط بالبلاد، ولا بد لمن يواجه الأزمة أن يكون مؤهلاً لذلك علميًا وعمليًا، ولا يكفيه تميزه في مجال تخصصه الأكاديمي.. والأسوأ من سوء إدارة الأزمة هو تصدير الأزمة، أي أن يبادر من يدير الأزمة إلى نقلها إلى أشخاص آخرين أو جهات أخرى، ومن ثمّ تخلو مسؤوليته ويبدو أنه قد تغلب على الأزمة.

 

ومن نماذج تصدير الأزمة إصدار نائب رئيس جامعة الأزهر لشؤون التعليم والطلاب قرارًا متسرعًا، مما دعا الطلاب إلى توجيه إستغاثة إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، مضمونها أن الدكتور يوسف عامر أرسل في الأربعاء 8 إبريل 2020 خطابًا إلى عمداء الكليات مضمونه أن الامتحانات ستتم بالنظام الإلكتروني، وأن كافة الكتب الدراسية مقررة كاملة علي الطلاب، وأنه علي جميع أعضاء هيئة التدريس استكمال المناهج عن طريق التعليم الإلكتروني، وأنه سيتم وضع امتحانات آخر العام عن طريق ما يسمى ببنك الأسئلة بإدارة الجامعة أو المناطق التابعة لها.

 

ما سر خروج «طارق شوقي» المبكر من اليونسكو؟

 

ونظرا لأن ما سبق ذكره يتضمن إضرارًا بالغا بالطلاب للأسباب الآتية:

أولًاـ أن نظام التعليم "اون لاين" لا يمكن تطبيقه حاليًا وبالتالي عدم استفادة الطلاب منه لعدم توافر مقوماته المادية والبشرية اللازمة لإنجاحه، فضلًا عن عجز معظم الطلاب عن توفير ما يلزم للاستفادة منه ووصول المحاضرات إليهم.

 

هل من حق القاضي أن تكون أحكامه نافذة؟

 

ثانيًاـ أن توحيد الأسئلة سواء علي مستوى الجامعة أو المناطق فيه إضرار بالطلاب وخروج علي النظام المعمول به في جميع الجامعات المصرية، لأن المتبع هو وضع الاسئلة عن طريق أستاذ المادة لأنه الذي يقوم بالشرح وتوجيه الطلاب إلى ما هو هام وما يتم حذفه من بعض الموضوعات المقررة علي الطلاب، وقد لا يقوم البعض الآخر بالحذف من تلك المقررات أو حذف موضوعات أخرى، وبالتالي فإن في توحيد الأسئلة على مستوى الجامعة أو المناطق فيه ظلم للطلاب لأنها قد تأتي فيما تم حذفه.

 

ولذلك فإن الطلاب يرفعون هذا الأمر لفضيلة شيخ الأزهر لمراعاة مصلحة ابنائه طلاب الجامعة بمناسبة هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد والتي يمكن أن تتحقق بالآتي:

 

ماذا بعد أن «حنث» طارق شوقي باليمين الدستورية 

 

ــ إلغاء نظام التعليم والامتحان "أون لاين" والاكتفاء بتقييم الطلاب عن طريق أبحاث يتم تكليفهم بعملها من خلال ما تم شرحه من أعضاء هيئة التدريس قبل تعليق العمل بالجامعات ــ وفي حالة ما إذا رأى فضيلة شيخ الأزهر أن المصلحة تقتضي عقد الامتحان بالنظام الإلكتروني، يمكن وضع الاسئلة بمعرفة أعضاء هيئة التدريس القائمين بتدريس المواد وتنظيم الامتحان على أن يكون ذلك بمعرفة كل كلية على حدة حتى لا يُظلم الطلاب، وإلغاء فكرة الأسئلة الموحدة مطلقًا لأن أعضاء هيئة التدريس بكل كلية هم الأعلم بما تم شرحه وحذفه في جميع المواد.

 

"المُلقن" بين المسرح والفساد الوظيفي

 

ولعل ما يدعم رؤية الطلاب في استغاثتهم بفضيلة شيخ الأزهر عدد من النقاط نوجزها فيما يلي:

 

1 ـ الحاجة إلى بنية تحتية قوية وأجهزة حاسوب أو هواتف ذكية حديثة بالإضافة لسرعة نت عالية.

٢- صعوبة التقييم وتطوير المعايير، فمثلًا نجد أن بعض برامج التعليم الإلكتروني يتعذر فيها طرح المناقشات والأسئلة.

 

خطاب مفتوح لـ"رئيس هيئة الرقابة الإدارية" (1)

 

٣- وجود عدد كبير غير القادرين على التعامل مع التقنيات الرقمية وسبل التعليم الحديثة، ومعلوم أن كل ما هو جديد مُستغرب لا يُمكن أن يُؤدّى بالشكل المطلوب ما لم يتم التدرب عليه.

٤- الحاجة لوجود متخصصين لإدارة نظام التعليم الإلكتروني، حيث إنه نظام حديث يحتاج إلى إدارة جيدة متخصصة في سبل التعليم الحديث.

 

بالأسماء.. هؤلاء سطروا ملحمة أكتوبر

 

٥- فقد العنصر التفاعلي في التعليم "أون لاين" هو عيب غير هيّن، فكثير من المعلومات لا تصل بشكل كامل ولا يتم فهمها تمامًا إلا عند توافر عنصر التفاعل والنقاش المُؤدي لتوسيع أُفُق المتلقّي للمعلومة.

 

٦- هناك قطاع كبير لا بأس به من الطلاب المفتقرين إلى أساسيات التعليم الأونلاين، سواءٌ كان الافتقار إلى وجود خدمة النت أصلًا أو عدم وجود هواتف حديثة لديهم تمكّن الطالب من متابعة العملية التعليمية، أو كانت الإمكانيات متوفرة ولكن ينقصها القدرة على التعامل.

 

ما هي مهام قاضي التحقيق؟

 

ودرءًا لكثير من اللغط، فمن الممكن أن تقوم الجامعة بعمل استبيان واستطلاعٍ عن مدى فاعلية التعليم عن بعد، بحيث يكون الاستطلاع على موقع الجامعة الرسمي، وبناءً عليه يتضح للجامعة مدى سَخط فئة كبيرة من الطلاب على هذا النظام غير الناضج.

 

وأخيرًا فإنه يظهر للكافة إجماع الطلاب، في ضوء الظروف المحيطة، أن يكون التقييم من خلال إعداد مشروع للبحث وفقا لقواعد وضوابط تضعها الجامعة، ولعل فضيلة شيخ الأزهر يُكلف من لديهم القدرة والخبرة على إدارة الأزمة بدلاً من تصديرها إلى الطلبة الذين هم هدف المنظومة التعليمية، بل إنها وضعت من أجلهم.. وللحديث بقية.

Advertisements
الجريدة الرسمية