رئيس التحرير
عصام كامل

محمد أحمد كامل يكتب: عاهات وتقاليد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مصر أم الدنيا.. بدون وضع "أبو" قبلها، بلد الـ 7000 سنة حضارة، شعب يمتاز بخفة الدم وروح الدعابة، هناك عادات ومعتقدات وتقاليد تمتاز بالغرابة، فمثلا يعتقد الإنسان المصري الأصيل أن "الشبشب" المقلوب يمكنه أن يدمر حياتك بالكامل، ويجلب لك النحس، فتجد الأسرة تتسابق لكي تعدل الـ"شبشب"، ظنا منهم أنهم أبطلوا مفعول قنبلة مُدمرة.

ومن المعتقدات الغريبة أيضًا كلمة "هتتكسي"!، والجميع يعلم متى تقال هذه الكلمة، عندما يقع عليك ".." الطيور، ويجب عليك الحذر جيدًا لأنه قد تحدث لك أشياء سيئة ومُحزنة إذا كانت عينك الشمال "بترف"، أما إذا كانت العين اليمين اتطمئن فهناك "حاجات حلوة" في انتظارك، مع العلم أن هذا قد يكون نتيجة إجهاد أو قلة نوم.

"القطة السودا" و"الغراب" يقول البعض عند رؤيته لقطة سودا أو غراب "أنا خلاص يومي اتضرب" اعتقادا منه بأن النحس قد وصل إليه متمثلا في صورة حيوان أو طائر، وماذا لو نظر إليك القط دون أن يتحرك؟، عندها يجب أن تتحرك أنت بسرعة قصوى "علشان الجن اللي جوه القط ميزعلش منك".

 

وبذكر الجن والعفاريت، إياك وأن تغلق وتفتح "المقص" باستمرار، لأنك تزعج الجن ويمكن أن "تعوره"، وما أدراك لو عورت الجن، كما يجب عليك أن تربط الشيطان!، وذلك عندما تضيع منك أشياء في المنزل ولم تتمكن من إيجادها، كل ما عليك هو أن تأتي بجاكيت أو تيشيرت وتربطه جيدًا حتى تربط الشيطان والعفريت الذي أضاع ما تبحث عنه، وحينها فقط تجد ما كنت تبحث عنه فورًا. " شوف ازاي"!؟

 

نأتي للطعام، ولعل أبرز المعتقدات الغريبة هي "شهقة" الملوخية، لتعطيها طعم مميز ورونق خاص، وكأن إن لم تشهق الأم أثناء الـ"طشة" ستتحول إلى سبانخ مثلا.

 

السبوع: اليوم السابع لميلاد الطفل، وتقضي العادات المصرية، بأن يقام احتفالاً كبيرا في هذا اليوم، أما الأصل التاريخي للاحتفال فيعود إلى اعتقاد المصريين القدماء بأن حاسة السمع تبدأ عند الطفل في اليوم السابع لميلاده، فتأتي الجدة بـ"الهون" وتأخذ في الدق، وتبدأ في قول "اسمع كلام امك.. متسمعش كلام بنت خالة عم أبوك"، فلنفترض أنهم يختبرون سمع الطفل، فهل من الطبيعي أن يظل الطفل بنفس جودة السمع بعد كل هذا "الرزع" بجانب أذنه؟.

 

بعد ذلك تقوم الأم بحمل الطفل في الغربال، وتسير به في المنزل وتصعد وتنزل على درجات السلالم ووراءها الأطفال يحملون الشموع، وتقوم أمها برش الملح 7 مرات، كعادة ضد الحسد: "حصوة ملح في عين الحسود"، وطبعا لن أغفل عن "يارب يا ربنا.. تكبر وتبقى قدنا".. أغنية السبوع الشهيرة في فيلم "الحفيد"، التي تحولت إلى أهم طقس من طقوس السبوع منذ هذا الوقت وحتى عصرنا الحالي.

 

وفي نهاية الحديث، يجب أن أنوه كل ما تم ذكره في هذا المقال ما هو إلا لتسليط الضوء على أبرز العادات الخاطئة والمعتقدات الموروثة على مر الأجيال، وليس للسخرية ممن يفعلون هذا أو للتقليل منهم.

Advertisements
الجريدة الرسمية