رئيس التحرير
عصام كامل

من المطار الي السجن!

من يدخل مصر عليه الإلتزام بقوانينها، يحترم ظروفها ويقدر ما تعيشه وما تمر به من أحداث.. والمصريون أولي بكل ذلك.. فالأجانب عندهم بلادهم يعودون إليها ويبقي للمصري وطنه الذي ليس له سواه.. الملجأ والملاذ!

 

تفاصيل ما جري مع او من المصريين العائدين من الكويت متضاربة ومتناقضة.. رواية رسمية علي لسان المتحدث عن مجلس الوزراء المستشار، نادر سعد، يقول ان هؤلاء رفضوا الحجر الصحي المقرر وعادوا إلي بيوتهم متعهدين بالبقاء في المنزل الفترة المقررة للحجر!

 

رواية أخري تقول إنه أجريت عليهم الإختبارات المقررة أولها كشف درجات الحرارة والثاني تحليل فيروس كورونا، وهو التحليل المعتمد الذي يقدم النتيجة خلال ساعات، وثبت إن جميعهم نتائجهم سلبية.. وبعد الإختبارين كان طبيعيا السماح لهم بالعودة مع تنظيم متابعتهم صحيا طوال الفترة المقررة!

 

اقرأ ايضا: هل ردت الصين علي أمريكا الضربة البيولوجية؟!

 

لا نعرف أي رواية هي الصحيحة.. المؤكد في الروايتين هو الاقامة علي نفقة العائدين بتخفيضات كبيرة..

 

الأسئلة هنا عديدة.. إذا كانت الإختبارات أجريت وثبت خلوهم جميعا من المرض فلماذا كان المتحدث الحكومي غاضبا أو علي الأقل مستاءا من تصرفهم؟ وإن كانت التحاليل أثبتت -أثبتت- خلوهم من كورونا فلماذا ستتم متابعتهم إسبوعين؟! إن كانت التحليلات غير كافية وإن المرض لا يظهر خلال فترة حضانته نكون قد أخطأنا بحق أنفسنا وشعبنا وبلدنا.. فالعزل المنزلي غير مأمون.. وهو غير مأمون أكثر مع من إحتج وإعترض وثار وهاج وماج بمطار بلده..

 

فالعدوي ممكنه منه إلي أقاربه وإلي عمال توصيل الطلبات، ومع حارس العقار والمكوجي وكافة المتعاملين معه.. والعدد الذي عاد من الكويت لم يكن قليلا.. لذا.. هل إعترضوا علي حجرهم علي نفقتهم؟! من حق غير القادرين ممن تركوا أعمالهم أو بقوا بغير عمل وعادوا بغير عائد..

 

اقرأ ايضا: الفنانون ونجوم الكرة والحكومة ولعبة التبرعات!

 

لكن كيف يتم تنظيم ذلك بعد وصولهم وليس ترتيب كل الأمور معهم قبل مغادرتهم الكويت وعليهم الإختاروا قبل ان يتحركوا من هناك؟!

 

اما إذا كان الأمر دلع علي تمرد وإن شبهات وإحتمالات الأصابه بينهم واردة، فهؤلاء يخالفون قانون العقوبات بتعريض حياة الناس للخطر، ويخالفون قانون الطوارئ بمقاومة السلطات وعدم الإمتثال للأوامر العامة والتعليمات، وينبغي القبض عليهم جميعا وعزلهم بالقوة بعد أن ذهبت فرصة تحويل المعترض منهم -بغير سبب أو عذر أو مبرر مقبول ولا يعرض الأخرين للخطر- من المطار إلي السجن!

 

ومع خالص التقدير لمشاعر العودة للوطن.. لكننا نقف أمام أمر جلل لا تهريج فيه ولا دلع ولا تهاون ولا شفقة من أي نوع!

 

الجريدة الرسمية