رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كابوس كورونا.. متى ينتهى ؟!

تحول فيروس متناهي الصغر لا يرى بالعين المجردة إلى كابوس ثقيل الوطأة يعيش فيه العالم كله، بعد ان إجتاح نحو مائتى دولة وحصد آلاف الأرواح، وحبس الأحياء من البشر فى منازلهم، وأفقد الملايين أعمالهم بسبب الإجراءات الإحترازية التى إتخذتها الحكومات..

 

والتى فرضت بها حجرا صحيا على مدن وأقاليم وقرى، وعزلا للناس فى المنازل، وحظرا على التجوال لساعات طويلة فى اليوم، وأغلق المدارس والجامعات، والأخطر أغلق جزئيا إقتصاديات أغلب الدول التى إخترقها بعد وقف حركة الطيران والسفر والسياحة، وتوقف العديد من الأنشطة الإقتصادية الخدمية، بل والانتاجية ايضا، وَقّاد الاقتصاد العالمى إلى ركود، لن يكون التخلص منه سهلا..

اقرأ ايضا: سجن كورونا!

 

وهو حال صار إحتماله صعبا، حتى إن رئيس أمريكا ذاته يسعى إلى إنهاء هذا الإغلاق الإقتصادى فى منتصف الشهر القادم (إبريل)، رغم إن بلده ضربت الرقم القياسى فى أعداد المصابين بالفيروس، متفوقة على الصين التى ظهر فيها الفيروس..  

 

وثمة توقعات أمريكية رسمية بتزايد ضخم فى أعداد الذين يقضى عليهم هذا الفيروس من الأمريكيين.. وهكذا انه كابوس فظيع ومخيف حتى وان كانت هناك فيروسات أخرى أشد فتكا بالمرضى، وهناك أعداد أكبر تموت بأمراض أخرى، مثل أمراض القلب والسرطان، بل ومن الجوع ايضا فى البلدان الفقيرة..

 

اقرأ ايضا: ما بعد كورونا!

 

لكن هؤلاء يموتون والحياة مستمرة،  بينما فيروس كورونا المستجد أوقف الكثير من مظاهر الحياة، حينما فرض العزل والحبس وتحديد الإقامة على الناس خوفا من الإصابة به.. ولذلك يتطلع الناس لأن ينتهى هذا الكابوس.

 

وفى ظل إننا لم نفك علميا حتى الأن شفرة هذا الفيروس ونعرف كل أسراره، فإن هناك إجتهادات مختلفة ومتباينة حول هذا الأمر أبرزها إجتهادية.. الأول متشائم ويرى أصحابه إن هذا الكابوس مستمر معنا لفترة غير قصيرة، بعد أن تحول إلى جائحة عالمية، وانه إذا برأت منه دولة قد يعود إليها مستقبلا بالعدوى من دولة أخرى..

اقرأ ايضا: العجوز الذى هزم كورونا!

 

ولن ينتهى الفيروس إلا بعد أن يتم التوصل إلى مصل ناجح له، وكذلك دواء ينقذ من يصابون به.. أما الإجتهاد الثانى فهو متفاءل ويعتقد أصحابه إن العالم بعد ان إكتوت بعض البلدان بنارهذا الفيروس، مثل أمريكا وقبلها إيطاليا وإسبانيا وألمانيا، إنتفض الأن لمقاومته والتصدى له، ولذلك سوف يتم قريبا السيطرة عليه، وحتى إن لم يتم القضاء عليه تماما، سوف يستعيد العالم تدريجيا مظاهر الحياة التى أفتقدها، وستعود عجلة الإقتصاد العالمى للدوران مجددا.

 

وعلميا لا يمكن ترجيح إجتهاد على الثانى.. لكن مع ذلك أنا لا أستطيع ان أتجاهل ما حدث فى الصين التى ظهر فيها الفيروس بمدينة ووهان.. بعد نحو شهرين تمت السيطرة على هذا الفيروس اللعين، وبدأت مظاهر الحياة الطبيعية تعود واحدة بعد الأخرى.. حيث عاد التلاميذ إلى مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم.. وعاد العاملون إلى أعمالهم.. وإستأنفت المواصلات العامة نشاطها.. وإنتهى الحصار المفروض على المدينة..

 

ألا يعطينا ذلك أملا فى إنتهاء هذا الكابوس قريبا وعودة حياتنا إلى الأحوال الطبيعية قريبا ايضا؟.. أنا شخصيا أتوقع ذلك فى مصر،  مع إستمرار الحذر.

     

Advertisements
الجريدة الرسمية