رئيس التحرير
عصام كامل

التكنولوجيا في مواجهة كورونا.. روبوتات بدل الأطباء.. طائرات بدون طيار لنقل الإمدادات الطبية.. والذكاء الاصطناعي لتطوير أول لقاح

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انتشر فيروس «كورونا» المستجد فى أكثر من 100 دولة فى العالم، بعد ظهوره للمرة الأولى بمدينة ووهان الصينية، وخلال فترة قصيرة للغاية تحوَّل إلى وباء عالمى وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية، حيث اتخذت غالبية الدول العديد من الإجراءات الصارمة فى مواجهته، والتى وصلت إلى العزل الكامل للمواطنين كما حدث فى إيطاليا وغيرها. 

مستشفيات افتراضية سيتم إنشاء أول "مستشفى افتراضي" فى أستراليا خلال غضون أسبوعين لعلاج مرضى فيروس كورونا من منازلهم، وسيتم السماح لمئات مرضى فيروس كورونا الذين يتواجدون فى قسم الطوارئ بمستشفى أرميدال فى أقصى شمال نيو ساوث ويلز والذين كانوا يحتاجون إلى سرير المستشفى، بالعودة إلى منازلهم مع آلات متطورة لمراقبة علاماتهم الحيوية. وسيقوم فريق من الأطباء مدعومًا ببرنامج ذكاء اصطناعى بفحصهم وإحضارهم إلى المستشفى إذا ساءت ظروفهم، وإذا سارت التجربة على ما يرام، يمكن طرح المستشفيات الافتراضية فى جميع أنحاء أستراليا. 

الروبوتات لا تتعرض الروبوتات للعدوى من الفيروس، ولذا يتم نشر الأجهزة الآلية «الروبوتات» لتنفيذ العديد من المهام المطلوبة لحصار الفيروس، مثل: عمليات التنظيف والتعقيم وتقديم الطعام والدواء لتقليل عمليات الاتصال بين البشر، كما تستخدم روبوتات خاصة لقتل البكتيريا والفيروسات من دون تدخل بشرى، بينما قامت شركة «بودو» الصينية التى تبيع الروبوتات إلى المطاعم لأداء المهام بتغيير برمجتها، لتعمل فى أكثر من 40 مستشفى فى أنحاء البلاد لدعم جهود مكافحة الفيروس. 

كما استبدلت الصين أطباء مستشفى بأكملها بالروبوتات تعمل على قياس درجات الحرارة، وتقديم وجبات الطعام، والقيام بجولات عبر حجرات وأجنحة المستشفى وتنظيف المناطق المصابة، للمساعدة فى علاج مرضى فيروس كورونا وتخفيف الضغط على الطاقم الطبى، واستخدمت الروبوتات أيضا فى فحص المارة فى الشوارع والمطارات واختبار ما إذا كانوا يعانون من اعراض فيروس كورونا أم لا، وأيضا استخدمته إسبانيا لتقلل من الاختلاط بين البشر، وتخفض احتمال إصابة الطواقم الطبية بالعدوى، كما حدث فى دول كثيرة. 

الطائرات بدون طيار وفى حالة الانتشار الواسع للفيروس، فإن واحدة من أسلم وأسرع الطرق للحصول على الإمدادات الطبية المطلوبة، هى استخدام الطائرات من دون طيار «درونز»، وتستخدم شركة Terra Drone مركباتها الجوية التى تعمل من دون طيار لنقل العينات الطبية ومواد الحجر الصحى بين مركز مكافحة الأمراض فى مقاطعة «زينشانغ» الصينية والمستشفيات، مع تقليل المخاطر المتعلقة بالتعامل وجهًا لوجه، وتستخدم هذه الطائرات أيضا فى تتبع عدم الالتزام بتعليمات الحجر الصحى. 

تقييم مخاطر الأفراد كما طورت الحكومة الصينية أيضا نظام مراقبة حمل اسم Health Code، يستخدم البيانات الكبيرة، لتحديد وتقييم مخاطر كل فرد، بناء على تواريخ سفرهم والوقت الذى قضاه كل منهم فى النقاط الساخنة للفيروس، واحتمالية تعرضهم لأشخاص مصابين، ويتم تحديد لون لكل مواطن: أحمر أو أصفر أو أخضر، والذى يمكن الوصول إليه عبر التطبيقات الاجتماعية الشائعة مثل: «ويى شات» أو «على باي» لتحديد ما إذا كان يجب عزلهم أو السماح لهم بالتجول فى الأماكن العامة. 

تشخيص الفيروس وتساعد تقنيات الذكاء الاصطناعى فى تشخيص الفيروس، حيث أطلقت شركة Infervision أحد الحلول التى تساعد العاملين فى المجال الطبى على رصد واكتشاف المرض بكفاءة، ويعمل هذا الحل على تحسين سرعة التشخيص باستخدام الأشعة المقطعية، بالإضافة إلى ذلك، قامت شركة التجارة الإلكترونية العملاقة «على بابا» ببناء نظام تشخيص يعتمد على الذكاء الاصطناعى، يقولون أن بمقدوره تشخيص المرض بنسبة لا تقل عن 96% خلال ثوانى معدودة. 

الحماية والوقاية التكنولوجيا يمكن أن تساهم أيضا فى عمليات الحماية والوقاية، حيث يجرى العمل على محاولة ابتكار أقمشة متطورة تساهم فى دعم الأنظمة الصحية، وعلى سبيل المثال: تعمل شركات مثل «سونوفيا» على إنتاج أقنعة وجه مصنوعة من نسيج مضاد للبكتيريا يعتمد على جسيمات النانو من المعادن المؤكسدة. 

إنتاج اللقاح وفى سباق الزمن لإنتاج لقاح لمواجهة الفيروس، تستخدم شركات التكنولوجيا العملاقة مواردها المتاحة من الحلول السحابية، بالإضافة إلى قدرات «السوبر كمبيوتر» لتسريع عمليات تطوير أول لقاح، ومع استخدام تلك القدرات الفائقة للحوسبة، فإن عمليات إجراء الحسابات المعقدة بالإضافة إلى تنفيذ حلول النماذج تمضى بوتيرة أسرع بكثير. 

كما يقوم جوجل باستخدام قدرات قسم DeepMind المختص بشئون الذكاء الاصطناعى فى تسخير قدرات الحوسبة وأحدث الخوارزميات لفهم البروتينات التى يتكون منها الفيروس، مع نشر النتائج التى يحصلون عليها لمساعدة الآخرين على تطوير اللقاحات. 

تطوير عقاقير وبينما تستخدم شركة «بونيفولينت» أنظمة الذكاء الاصطناعى لتطوير عقاقير يمكنها مواجهة أصعب الأمراض فى العالم، تعمل على المساعدة فى دعم جهود مواجهة فيروس كورونا، وهى المرة الأولى التى تركز فيها الشركة العمل على الأمراض المعدية، وخلال أسابيع من انتشار المرض، تستخدم الشركة قدرات أنظمتها التنبؤية فى اقتراح الأدوية المتوافرة، والتى يمكن أن تكون مفيدة فى مواجهة الفيروس. 

الجريدة الرسمية