رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اللحظات الأخيرة في حياة طبيب بورسعيد شهيد الكورونا.. علم بإصابته منذ 10 أيام فعزل نفسه.. ومديرية الصحة: الهندي ضحية الوباء سبب العدوى

الدكتور أحمد اللواح
الدكتور أحمد اللواح أول طبيب يتوفى بالكورونا

تسبب خبر وفاة الدكتور "أحمد اللواح" طبيب التحاليل الشهير ببورسعيد بفيروس كورونا حالة من الحزن الشديدة بجميع أرجاء المحافظة خالطها شعور بالهلع والخوف من ذلك الفيروس اللعين في كل بيت بالمحافظة.

 

ويسرد "فيتو" خلال التقرير التالي كل المعلومات الخاصة بالدكتور أحمد اللواح والذي يعتبر أول طبيب مصري يتوفى جراء فيروس كورونا.

 

15 صورة لتطهير منزل الهندي المصاب بفيروس كورونا في بورسعيد

حسن السمعة

ويعتبر الدكتور "أحمد اللواح" أستاذ التحاليل بجامعة الأزهر من أطباء المحافظة المعروفين بحسن السمعة وتجمعه علاقات طيبة بجميع أوساط العمل العام والخدمي وأهالي المحافظة البسطاء أيضا، ولديه مركز للتحاليل معروف بالمحافظة.

ويعتبر الدكتور اللواح من أعضاء الجيش الأبيض بالمحافظة، وهم الآن حائط السد المنيع للمصريين يحتمون فيه الآن بكافة مقوماته وفصائله مقدمون أرواحهم  للدفاع عن أبناء وطنهم غير مبالين بتلك الفيرس اللعين.

الصور الأولى لنقل أول حالة مصابة بكورونا من بورسعيد إلى مستشفى العزل بالإسماعيلية

 

بورسعيد تشكل لجنة وغرفة عمليات لإدارة أزمة تداعيات كورونا

وتأتي حالة وفاة أول أطباء الجيش الأبيض متأثر بالفيروس ابن بورسعيد الدكتور أحمد اللواح، لتجسد تلك الحقيقة الكاملة لتفاني جنود الجيش الأبيض في الدفاع عن أبناء وطنهم حتى لو فقدوا حياتهم.

 

رب عائلة

والدكتور الراحل أحمد اللواح صاحب الـ 50 عاما هو رب أسرة بورسعيدية ملتزمة، مكونة من زوجة وابن وابنة.

ويقطن الدكتور أحمد اللواح بمنطقة العرب، والذي تسكنه الأسرة كاملة مع والديه وشقيقيه، والذين يتمتعون جميعا بحسن الخلق والسيرة العطرة بين الناس.

 

 

 مساعدة كبار السن

وكان يحرص الطبيب الراحل على مدار حياته العملية منذ تخرجه على خدمة أبناء محافظته ومحافظات الجوار،  فكان دائما يلبي نداء لكل من يطلبه، حتى إنه خصص مساعدين للانتقال إلى كبار السن بمنازلهم كى يرفع عنهم عبء النزول والوصول للعيادة لإجراء التحاليل.

20 صورة ترصد تعقيم منزل وأماكن تردد أول مصاب بكورونا في بورسعيد

 

 

 

 مفارقة ووفاة

والمفارقة في وفاة الدكتور أحمد اللواء بأنه بالرغم من تحذيرات الطبيب الراحل لجموع الشعب وأهالي بورسعيد  علي صفحته الشخصية علي الفيس بوك بشكل يومي بضرورة توخي الحذر والالتزام بالمكوث في المنازل حرصا على حياتهم من التعرض للإصابة بالفيروس إلا أنه كان علي موعد مع القدر فذهب له الفيروس إلى عقر داره عندما أصيب المدير الهندى أول حالات الإصابة في بورسعيد كونه يسكن معه في نفس العقار والشارع والمؤكد أنه طلب مساعدته ولم يتأخر الراحل عن تقديم الخدمة كما اعتاد وفق رواية السكان له بالشارع و العقار.

 

 

 

الكشف على مريض آخر

ظل الفيروس اللعين يلاحق الطبيب حتى اكتشف إصابة مريض آخر أثناء وجوده معه في العيادة لإجراء تحاليل له، فطلب منه سرعة التوجه لإجراء إشاعة علي الصدر وكانت النتيجة إيجابية ليسجل الحالة الثالثة في بورسعيد، والتي أصيبت منذ 11 يوما وقتها علم الطبيب الراحل أنه أصيب أيضا بالفيروس.

 

الطبيب يكتشف إصابته

وعقب ذلك تملك الدكتور أحمد اللواح الإحساس بأعراض المرض بشكل بسيط وبدأ ينتابه الشك بأنه قد أصيب بالفيروس، وأجرى لنفسه مجموعة من التحاليل فجاءت النتيجة إيجابية.

وعلي الفور قرر الدكتور الراحل أن يعزل نفسه بالمنزل، ويمنع أسرته من الاختلاط به ليظل متواجد بحجرته طوال 9 أيام متصلة موجه نصائحه إلى أهالي بورسعيد بالمكوث في منازلهم وهو يعلم أنه مصاب بالفيروس ولكن أهالي بورسعيد لا يعلمون.

 

تدهور الحالة

ولكن بعد ذلك تدهورت الحالة الصحية للراحل، ولم يجد سبيلا عقب اشتداد المرض عليه إلا أن يرسل لزملائه الأطباء يخطرهم بأنه أصيب، وأنه تأكد من الإصابة من خلال التحاليل والإشاعات التي أجراها، وطلب نقله إلى العزل بأي مستشفى حتى ولو مدفوعة الأجر.

وعقب وصول الرسائل لزملائه والتي كانت بمثابة الصدمة لم يتوانوا عن التواصل مع الدكتور عادل تعيلب مدير عام الرعاية الصحية للعمل علي نقل زميلهم المصاب ومحاولة إنقاذه حتى تمكنوا من إيجاد مكان له بعزل مستشفى أبو خليفة في الإسماعيلية فأصروا علي مرافقته إلى المستشفى والتي وصل إليها في حالة متأخرة صحيا صباح أمس الأحد.

وعلى جانب متصل ظلت أسرة الطبيب الراحل خاضعة للعزل المنزلي بناء على طلب والدهم.

 

الوفاة

هذا ولم تفلح كل التدخلات الطبية لإنقاذ الراحل نتيجة تمكن الفيروس اللعين منه فما كان إلا أن فاضت روحه إلى خالقها مساء أمس الأحد بعد أقل من 24 ساعة من وصوله للعزل ليعلن خبر وفاته، فتهتز بورسعيد بأكملها لما تجمعهم بالراحة من أواصر وعلاقات طيبة وسط ثبات وإيمان بالله من أسرته.

 

هذا وقد خضعت أسرة الراحل بالرغم من مصابهم الجلل الي الفحوصات الكاملة وسحب العينات من الزوجة والأبناء والأب والشقيق وزوجته للتأكد من سلامتهم.

 

وخرجت الابنة تطلب من الأهالي الدعاء لوالدها بالرحمة وأداء صلاة الجنازة غائب علي روحه ظهر اليوم الاثنين.

Advertisements
الجريدة الرسمية