رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أسئلة ما بعد كورونا! (4)

ما هو مصير الاتحاد الأوروبي بعد انتهاء كابوس كورونا؟

هذا السؤال طرح الآن وأوروبا تعيش وقت ذروة وباء كورونا، بعد أن هاجمها هذا الفيروس بضراوة فى أهم دولها.. إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا..

 

والسبب هو أن الأوروبيين افتقدوا التضامن فيما بينهم فى مواجهة هذا الوباء، وانغلقوا فى بلادهم منكفئين على أنفسهم.. بينما فى خضم الأزمة من مد لهم يد التعاون وشاطرهم المأساة كانت الصين التى شاركوا أمريكا قبل هجوم فيروس كورونا فى فرض العقوبات الاقتصادية عليها!

 

اقرأ أيضا: أسئلة ما بعد كورونا (1)

 

ومعظم الإجابات التى تقدم على هذا السؤال لا تبشر بالخير للاتحاد الأوروبي، ويتوقع أصحابها أن تتسارع خطى تفكك هذا الاتحاد، أو على الأقل أن تزيد النزعات الوطنية بين دوله.. ومن يَرَوْن ذلك يضعون فى اعتبارهم تصاعد التيارات والقوى اليمينية داخل الدول الأوروبية، ووقوع بعضها تحت حكم هذه القوى التى لا ترى ضرورة لاستمرار الاتحاد الأوروبي وتبغى التخلص منه، ولا تقبل بالعملة الأوربية الموحدة ولا بالحدود المفتوحة بين دوله.

 

بل إن هؤلاء يرون أن عالم ما بعد كورونا سوف يشهد تراجعا فى العولمة وعودة زمن الدولة الوطنية.. وهو من شأنه أن يلقى بظلاله السلبية على الاتحاد الأوروبي بالطبع.. ولذلك يتوقعون إننا سوف نشهد خارطة جديدة لأوروبا مختلفة عن خارطتها الحالية، يغلب عليها التنافس وربما الصراع وليس التعاون والتضامن، وهو المفهوم الأساسى الذى قام عليه الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضا: مصائب كورونا عند قوم فوائد!

 

لكن فى المقابل يراهن آخرون على أن العالم فى مواجهة هذه الجائحة التى هددت الجميع مضطر للتعاون والتضامن فيما بين دوله المختلفة للنجاة منها.. فان التعاون وليس التنافس هو الذى سيمكن العالم من الحصول عن علاج ناجح ومصل  لهذا الفيروس سريع الانتشار، وهذا من شأنه أن ينعكس على مستقبل الاتحاد الأوروبي.

 

على كل حال لقد فاجأت الجائحة الأوروبيين وهم ليسوا فى أفضل حال، ولذلك فإنهم سوف يواجهون مصاعب كبيرة بعد الخلاص منها، وبعض هذه المصاعب وهن اتحادهم فى ظل صعود اليمين الأوروبي المتطرف.

Advertisements
الجريدة الرسمية