رئيس التحرير
عصام كامل

"سبحان الله" فيروس صغير هز دولا عظمى!

يحشد العالم اليوم أقصى طاقاته لمواجهة وباء كورونا، ذلك الوحش الكاسر الذي اجتاح مناطق كثيرة على ظهر البسيطة، دون أن يفرق بين غنى أو فقير ولا بين دول عظمى وأخرى صغيرة..

 

المدهش أن العلم رغم تطوره المذهل لم يصل حتى الآن لمصل أو لقاح حاسم يقضي على هذا الفيروس المستجد المرعب.. ولا يخرج كل ما يقال عن مجرد كونه اجتهادات لا تبلغ حد اليقين.. ولا تجد الدول المنكوبة وما أكثرها إلا مناشدة مواطنيها بالعزل الطوعي في المنازل كإجراء وقائي لا يشفي من المرض بل يمنع أو يؤجل انتشاره على أحسن تقدير.

 

اقرأ أيضا: هل هي حرب بيولوجية؟!

 

وسبحان الله فقد رأينا مشاهد ربما لم نشهد مثلها منذ وضعت الحرب العالمية أوزارها.. فالمساجد والكنائس أغلقت أبوابها.. حتى البيت الحرام والمسجد النبوي الشريف والمسجد الأقصى.. وتوقفت الدراسة بالمدارس والجامعات للمرة الأولى.. وأصيبت الحياة بالشلل وخرج رؤساء دول وحكومات يعلنون خطورة الجائحة..

 

فمن كان بوسعه أن يتوقع أن يخرج علينا ترامب ليعلن "نيويورك" مدينة كوارث، كما تحولت مدن كثيرة لاسيما في أوروبا لمناطق أشباح مهجورة شوارعها مذعور سكانها.. وباتت الأخبار الرئيسية تنعي يومياً وفيات بالمئات في إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا وسويسرا وغيرها، دون أي يلوح في الأفق طريق للخروج من هذا المأزق..

 

اللهم إلا رحمة الله بالبشر، واتخاذ مزيد من الإجراءات الاحترازية المتشددة كالبقاء في البيوت وعدم مخالطة من يشتبه في إصابتهم بالمرض.

 

اقرأ أيضا: في ضرورة التنوع في الآراء!

 

فعلاً فيروس صغير صغير تافه لكنه هز دول ومجتمعات، كما قال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية موجه كلامه للدول العظمى: "لا تفتخروا بالقوة نعيش أحداث كبيرة بسبب فيروس لا يرى".

 

أحياناً يفتخر الإنسان بقوته وكلامي على المستوى الفردي والجماعي، فلماذا نفتخر بالشر ورحمة الله كل يوم وهي كثيرة، علينا أن نستفيد بهذه الرحمة الوافرة التي يقدمها الله.. تذكر كم مرة أنقذ الله حياتك من ضيقة وتعب ومرض، وأنقذ حياتك مئات المرات من أِشياء لم تلحظها لأن مراحمه لا تزول فهو كثير الرحمة .

 

الجريدة الرسمية