رئيس التحرير
عصام كامل

أمين شعبة أصحاب الصيدليات: أداء وزارة الصحة التوعوي بـ "كورونا" ضعيف ولا يناسب دورها الكبير في الحجر الصحي | حوار

الدكتور حاتم البدوي
الدكتور حاتم البدوي

نحتاج قوانين استثنائية لمنع التلاعب بصحة المصريين.. والحملات الأخيرة على تجار الأوبئة لها مردود إيجابي

الكمامة كانت تترك لدى أصحاب الصيدليات حتى تصاب بالأتربة من ضعف وقلة الإقبال عليها

80 % من تجارة المستلزمات الطبية سوق موازية ولا تندرج تحت الاقتصاد الرسمى وغير مسعرة  

شهدت الساعات القليلة الماضية تكالب وتدافع بين المواطنين من أجل شراء أكبر كميات من المستلزمات الطبية والمطهرات، رغبة في الحصول على الوقاية اللازمة من أجل التحصين ضد وباء العصر كرورنا المستجد، والذي تجرى الدول الكثير من الأبحاث والدراسات والتجارب من أجل الوصول إلى لقاح ناجح وفاعل لمعالجة المرضى المصابين به.

ومنذ الإعلان عن المرض جائحة عالمية، تملك الهلع والفزع الكثير من المواطنين مما دفع معدومى الضمير وتجار الأزمات إلى رفع أسعار المستلزمات الطبية إلى 10 أضعاف سعرها الحقيقى في محاولة للتربح من الأزمة.

ومن أجل التعرف على حجم هذه التجارة ودور الصيادلة في الآونة الأخيرة في الوقوف إلى جانب المواطنين، وغيرها حاورت "فيتو" الدكتور حاتم البدوى الأمين العام لشعبة أصحاب الصيدليات بالاتحاد العام للغرف التجارية :

*في البداية ما حجم الإقبال على شراء المستلزمات الطبية في الفترة الحالية؟

حجم الطلب على المستلزمات الطبية في الفترة الأخيرة ارتفع بنسبة 700% بعد أن كان الطلب عليه محدودا، وأصحاب الصيدليات كانت الكمامة تترك لديهم حتى تصاب بالأتربة من ضعف وقلة الإقبال عليها، حيث كان عدد محدود جدا يقبلون عليها مثل طلاب الجامعات أو بعض العاملين في مهن محددة مثل النقاشة أو رش الدوكو لحماية الجهاز التنفسى لديهم، لكن الآن الوضع تغير والجميع أصبح يبحث عن الكمامات والمستلزمات الطبية في كل مكان مما أدى إلى اختفائها من الأسواق.

*هل مخاوف الانتشار من مرض كورونا هي السبب في الإقبال والطلب؟

الحقيقة أن حالة الهلع والخوف من المرض أدت إلى زيادة الطلب على المستلزمات في الأسواق في الفترة الأخيرة، ليس في مصر وحدها وإنما في العديد من دول العالم، فقد ارتفع سعر الكمامات في الولايات المتحدة من 50 سنتا إلى 7 دولارات ونصف تقريبا، فكل المواطنين حول العالم يبحثون عن طرق للوقاية من الأمراض والأوبئة.

*هل يساهم قرار منع التصدير في توفير احتياجات السوق المحلى؟

على الرغم من التأخر في صدور القرار الذي كان يجب أن يتخذ في الفترة التي تم الإعلان فيها عن مرض "كوفيد 19" كجائحة وبائية، لكن على أي حال فإن القرار يساهم في توفير احتياجات السوق المحلى من المستلزمات الطبية المختلفة، فدول كثيرة ترغب في الاستيراد من مصر مستلزمات لكن المصريين صحتهم أهم وفى المقام الأول.

ولكن يجب أن يقابل هذا القرار ترشيد المواطنين للاستهلاك من هذه المنتجات، فمن غير الطبيعى أن يلجأ المواطنون إلى تخزينها وحرمان البعض منها والتاثير عليهم.

*لماذا لا تلجأ الصيدليات للبيع لكل فرد على حسب استهلاكه هو وعائلته؟

في الحقيقة المواطن يفتقد إلى ثقافة الاستهلاك الرشيد، ونحن كصيادلة من غير المعقول أن كل مستهلك نقوم بنصحه وتغيير ثقافته، فهذه الثقافة ليست وليدة اللحظة وعلى المواطن دور في الحصول على احتياجاته فقط دون توجيه ودون أن يجور على حقوق الآخرين.

*هل تنجح مبادرات الصيادلة لتقديم بدائل المطهرات بأسعار رخيصة في نفى صفة الجشع عنهم؟

قام الصيادلة بعمل معادلات كيمائية على الكحول 95 للوصول به إلى كحول 70 و50 % الموصى به من منظمة الصحة العالمية من أجل التخفيف عن المستهلكين الذين يطلبون المطهرات التي ارتفعت واختفت من الأسواق في الآونة الأخيرة، والصيادلة أكثر المصريين وطنية، ويعملون على مستوى المحافظات وسط المواطنين، وهم معرضون للمخاطر والأمراض في الوقت الذي يبحث فيه الجميع عن الأمان والعزلة من الأمراض.

*هل تجارة المستلزمات الطبية كلها مقننة ورسمية؟

لا أبالغ إذا قلت إن 80% من هذه التجارة سوق موازية ولا تندرج تحت الاقتصاد الرسمى، وغير مسعرة، وسوق الدواء في مصر يبلغ نحو 80 مليار جنيه، وما يقرب من 10% منه مستلزمات طبية، أي ما يترواح بين 8 إلى 10 مليارات جنيه سنويا وهى تشمل كافة المستلزمات الطبية المختلفة من شاش وقطن وكريمات وغيرها.

*هل هناك مطالب يجب وضعها في الاعتبار لإعادة الانضباط في سوق المستلزمات الطبية؟

اطالب أجهزة الدولة المنوط بها متابعة سوق المستلزمات التحرك لحظة بلحظة مع المستجدات التي تحدث في السوق، وواثق من قدرتنا على أن نعبر هذا الوباء وهذه الأزمة، لكن على المواطنين الالتزام بالحظر والبقاء في المنزل  حتى نتجنب مصير بعض الدول مثل إيطاليا أو اتخاذ قرارات جبرية بإلزام المواطنين بعدم مغادرة منازلهم 24 ساعة، لأن الإمكانيات لدى كافة الدول بما فيها أمريكا وبريطانيا أقل من استيعاب الإصابات بالوباء المستجد كوفيد 19.

ويجب وضع قوانين استثائية لهذه الفترة لمنع الاحتكار من جانب تجار الحروب والاوبئة، وباعتبارى أحد أفراد الأطقم الطبية في مصر فإن القوانين الاستثائية تمنع التلاعب.

*ما رأيك في حملات التفتيش على المستلزمات الطبية؟

أتوقع بعد هذه الحملات صدور قرارات وقوانين استنثائية تحمى الجميع، فالأمر لا يتحمل أي متلاعب أو متحكر، والمنادون بتدخل القوات المسلحة لإعادة الانضباط إلى السوق أقول إن القوات المسلحة لديها مهام جسام ومسئوليات كبيرة ووجود قوانين استثنائية بعد الحملات التفتيشية سينهى الموضوع.

*ما رأيك في أداء وزارة الصحة في التعامل مع أزمة كورونا؟

في الحقيقة أداء وزارة الصحة التوعوى ضعيف، وكان من المفترض أن يكون أكبر من ذلك ويناسب الدور الكبير والواضح الذي قامت به الوزارة في الحجر الصحى، وفى منظومة العلاج والمنظومة الصحية، فالأداء التوعوى كان لا بد أن ينطلق مع بداية ظهور الوباء والتعامل دون تهاون أو استهتار.

*كيف يمكن أن تحقق حملات التوعية دورها بشكل أكثر فاعلية؟

مصارحة المواطنين بالمرض وتعريفهم بكل كبيرة وصغيرة يجبرهم على احترام المرض والحرص على الوقاية منه، فعلى سبيل المثال إذا عرف المواطن أن الأشخاص المصابين بحساسية أو المدخنين عرضة للموت من المرض سيحرص على الوقاية والاهتمام دون التعامل باستهتار مع الوباء.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".  

الجريدة الرسمية