رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عام على رحيل غاضب

اليوم؛ يكتمل العام الأول على رحيل شهيدة الغدر الأديبة والكاتبة نفيسة قنديل؛ زوجة الشاعر الكبير الراحل محمد عفيفي مطر، والتى ودعت الدنيا غاضبة على ما آلت إليه القرية المصرية من حال؛ فقدت فيها عمرها على يد مجرم بدم بارد.

 

نفيسة قنديل؛ الخالة الودودة والأم الحنون على كل من حولها، اقتربت منها أكثر خلال العقد الأخير وبعد رحيل رفيق دربها "مطر"؛ وغالبا ما كانت مجالسنا فى حضرة هدية السماء لبلدتنا والعائلة الخال الدكتور فوزى قنديل الذى سبقها إلى ربه بعام واحد، معهما كانت الابتسامة والذكريات الحلوة المثيرة لغيرة جيلى تزيل كل كآبة مرت بى طيلة الشهر خلال علاقات عمل أو اجتماعيات مختلة.

 

اقرأ ايضا: وثائق عصر مبارك

 

كان المقربون منى يتعجبون لهذا المجلس المنعقد دوريا والمشروط بحضور "نفيسة العلم" فى وجود زوجة الخال مهندسة العلاقات السياسية و درة الصلات العائلية وفاء جاد، وتلك الساعات التى أهجر فيها زحام العاصمة بتفاصيلها الحمقاء لأسعد بأرواح تغيب بعدها قيم الود والمحبة ولا تموت ذكراها بطعنات المباركين للشقاق والفرقة.

 

رحيل القنديلين؛ جاء غاضبا، فطبيب بسطاء المنوفية الخال فوزى قنديل لن تجد بعده صلة دائمة ولا علاقة مستقرة بين نيف من أقرباء إلا من رحم ربي، ومشهد الخروج الصادم لقنديل صلة الأرحام نفيسة العلم إلى مقبرتها بقرية رملة الأنجب؛ كتب النهاية لعلاقات ملونة انتهت مبكرا بين عائلاتها ولا لوم عليهم فيما اختاروا لأنفسهم من نسيان.

 

غابت نفيسة؛ وقد أغلقت القرية أبوابها مبكرا فى وجوه الملائكة دعاة الرحمة حتى استيقظت على واقعة قتلها، ولم يلبث مشيعوها أن كتبوا شهادة وفاة صلة الرحم بانتهاء عزائها، لم يرتعد لمشهد خروج جثمانها محمولا على الأعناق سوى ملائكة صغارا كانوا يطرقون بابها كل يوم عقب خروجهم من مدرسة القرية؛ لنيل البسمة والدعاء والحلوى.

 

اقرأ ايضا: «فكة» بالمليارات توفرها خانة بحوالات البريد

 

طلبت الخالة الشهادة؛ أو توقعها لها زوجها؛ ولقيت ربها وحيدة شاكية عزلتها متعجلة رحيلها، لا يضاهى شموخ غضبها سوى رضاء الخال فوزى الجراح بما ابتلاه الله قبل رحيله؛ ليحتفظ داخله بألم كثيرا ما شعر به لمرضاه وخلصهم منه.

 

فجوة كبيرة؛ بين مرحلة تحياها عائلات برموز لا تغيب ذكراها؛ ومرحلة جديدة تبحث فيها عن بوصلة لتوجيه وضبط علاقات بين أجيال لا تعرف كثيرا بعضها ولا تعيش مشتركات أو تصنعها بينها، تمر بهذه اللحظة قريتنا المصرية وقد كانت الملجأ والسند لكل مسيرة وتجوال لأبنائها على الأرض، قبل أن تتحول إلى حفرة لنهاية غير معلومة المستقر.

 

اقرأ ايضا: الهروب من القاهرة

 

عتاب المحبين وحده؛ يدعونى لطرق أبواب قلوب قست على أنفسها فغيبت أصحابها عن قيم التراحم والانتماء، ولا سبيل لى نحوهم سوى النداء؛ لكل من بقيت فيه حياة.

Advertisements
الجريدة الرسمية