رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الفرق بين المعرفة الحقيقية والموازية ل"كوفيد 19"

نشرت فيديو علي صفحتي فيس بوك شرحت فيه خطورة التجمعات في نشر عدوي فيروس كورونا حتي لا يحدث لمصر ما حدث فى ايطاليا وأسبانيا وفرنسا، وكنت أضع كمامة في بداية الفيديو للتنويه علي أهمية الحذر من العدوي، ونزعتها اثناء الفيديو..

 

تواصلت معي باحثة مصرية في علم الأوبئة بجامعة العلوم والتقنية بالدنمارك وشرحت لي ان طريقة استخدامي للكمامة كانت خاطئة، وإنتهزت الفرصة وسألتها عن أبحاثهم لكوفيد 19 والأمل في التوصل للقاح يقينا شره، وبعدها قرأت عدة تقارير علي صفحة منظمة الصحة العالمية، وبعض المعلومات عن الفيروسات السابقة المشابهه.. فإستطعت تجميع أفكاري بشكل مبسط في نقاط ..

 

- الكمامة تعطي احساس كاذب بالأمان ويمكن أن تنقل العدوي لان سطحها يكون ملوث برذاذ ربما يحمل الفيروس ومن يضعها يعدلها من وقت لآخر فيلمس السطح الملوث، وأيضا يجب نزعها برفق باليدين وليس بيد واحدة، وأن نلقي بها في القمامة فورا، ونغسل أيدينا جيدا، ولهذا هي مفضلة لمن يعملون بالمجال الصحي لانهم يجيدون إستخدامها..

اقرأ ايضا: كورونا الأعمي

فى حين انه يكفي غسيل اليدين جيدا وتجنب لمس العيون والأنف والفم للمواطن العادى، حيث انه حتي الان تشير الأبحاث ان الفيروس لا ينتقل بالهواء، والكمامة مفيدة اكثر للشخص المصاب حتي لا ينقل العدوي للآخرين.

 

- فكرة تصنيع الفيروس كلام غير علمي يلجأ إليه البعض حين لا يكون لديهم القدرة علي الوصول للمعرفة الحقيقية، فيصنعوا معرفة موازية تلائم قناعاتهم السابقة..

 

- فيروسات الانفلونزا جميعها مختلفة ولكنها من عائلة واحدة كإنفلونزا الخنازير والطيور، ويمكن ان نعتبر ان فيروس كوفيد 19 هو الإبن العاق حاليا، حيث انه لا تتوافر معلومات كثيرة عنه حتي الان، وهناك علامات إستفهام عن سرعة إنتشاره مقارنة بالفيروسات الاخري.

 

- علي موقع مركز مكافحة الامراض بالولايات المتحدة الأمريكية من 36 الي 51 مليون شخص يصابون بالانفلوانزا المعتادة كل عام، يموت منهم من 22 الف إلي 55 ألف، أي حوالي عُشر الواحد بالمائة، وهذا يعني إن معدل وفيات فيروس كورونا عشرين ضعف الانفلونزا العادية.. ولكن لا يمكن ان تكون هناك احصائيات نهائية عن هذا الفيروس، فالإحصائيات كالهرم رأسه أعداد المصابين والوفيات، فإما هرم صغير اقرب إلي الواقع او هرم كبير بعيد عن الواقع..

اقرأ ايضا: مصر والعلاقات الاستراتيجية لفرنسا في الشرق الأوسط

بمعني انه لو إفترضنا ان هناك الالاف كثيرة جدا لا نعرف عنها شيئًا اصيبت بالفيروس وتعافت منه ذاتيا ولم يتم تسجيلها، فهذا سيغير نسبة الاصابات والوفيات ويجعلها ضئيلة جدا.. ولهذا فلا يمكن إعطاء اي نسب مؤكدة إلا بعد عام علي الأقل، أى بعد الحصر الشامل، فنسبة 2 بالمائة في اغلب البلاد و7 بالمائة في ايطاليا، هى  جميعها نسب معرضة للتغيير من عائلة فيروس كوفيد 19 ..

 

الإنفلونزا الأسبانية التي انتشرت إبان الحرب العالمية الأولي عام 1918 وحصدت أرواح ما يزيد عن 50 مليون شخص، وكانت الأبحاث في بدايتها تصنف هذا الفيروس علي إنه قاتل ولكن في عام 2007 أثبتت الدراسات انه لم يكن اكثر شراسة من الفيروسات السابقة للإنفلونزا، ولا أشد منها في العدوي، ولكن سوء التغذية وعدم النظافة وعدم توافر دورات المياة الصحية، واكتظاظ المستشفيات وافتقاد الرعاية الطبية الكافية أدي الي إنتشار العدوي وموت المصابين..

 

وتذكر منظمة الصحة العالمية أن القضاء على فيروس سارس، المعروف بمتلازمة الالتهاب التنفسية الحادة، الذي بدأ من الصين ايضا في عام 2002 وتم القضاء عليه عام 2003 كان بفضل الكشف السريع للإصابات وعزلهم وفرض الحجر الصحي على الذين خالطوا المصابين، وفرض القيود على السفر.

 

ولا يمكن الجزم حسب بعض الدراسات إن سارس بالضرورة فيروس موسمي لأنه بدأ في الشتاء وإختفي في الربيع، ولا يمكن الجزم بأن كورونا سيكون مثله، فلا يمكن الحكم عليه الأن حتي وان كان من نفس العائلة، أى إنه سيختفي مع فصل الصيف ..

 

- لا يمكن وضع نظرية بناء علي شخصين اصابهم فيروس الكورونا مرتين، حيث انه من الطبيعي ان تتكون مناعة ضده بعد الاصابة والشفاء منه في اول مرة، ولهذا فالتفسير العلمي ان المصاب لم يكن شفي تماما من الفيروس، وحدثت له انتكاسة او ان الفيروس تحور في صورة اخري وكون فيروس اخر واصاب نفس الشخص، ولا يمكن البت في هذا في الوقت الحالي.

اقرأ ايضا: رحلة الجنسية الفرنسية (3)

- المعرضين لمضاعفات بسبب الإصابة بفيروس الكورونا كبار السن وأصحاب الامراض المزمنة، ولكن هذا يعتمد علي مدي صحة ومناعة كل شخص والتغذية السليمة والرياضة وضبط معدلات المرض المزمن كالسكر والضغط، وفي المؤتمر الذي اقامه المركز الأوربي لمكافحة الأوبئة والأمراض، كانت العبارة الرئيسة، لو انك لست مدخنا شرها فهذا يعني انك حميت نفسك من أمراض كثيرة، في إشارة الي الأضرار الوخيمة للتدخين، ولعل هذا احد أسباب انتشار العدوي بإيطاليا وأسبانيا بسبب ضعف المناعة من التدخين والمشروبات الكحولية.

 

- عملية التجارب لأجل الوصول الي لقاح لكوفيد 19 لا يمكن وضع تاريخ محدد لها، فلقاح فيروس سارس ظهر بعد عشرين شهر.. حيث يبدأ الباحثون بمحاولة معرفة تكوين الفيروس الجديد وتحديد نوع شفرته الوراثية، ثم يطوروا ويعدلوا في اللقاحات الموجودة لديهم للفيروسات السابقة لتتناسب مع الفيروس الجديد، وبعد ذلك تبدأ مرحلة التجربة على الحيوانات فان مات الحيوان أعادوا تعديل اللقاح ويجربوه مره اخري، ثم يضعوا الحيوان مع حيوانات اخري مصابة فإن إلتقط الحيوان الفيروس أعادوا تعديل اللقاح مرة اخري، وهكذا حتي يصلوا في النهاية الي ان يعيش الحيوان بعد اللقاح ولا يلتقط العدوي..

 

فيبحث بعد ذلك الأطباء عن متطوعين من البشر، وهو أمر ليس سهلا، لانه ربما يختلف تأثير اللقاح الجديد علي الإنسان، ولهذا فهي مجازفة إلي أن يتأكد العلماء إن اللقاح مناسب، ولا أضرار منه علي صحة الانسان وكفيل بحمايته من العدوي ..

 

في ختام مقالي اتوجه بتحية كبيرة تصل عنان السماء لكل من يعمل بالمجال الطبي والبحث العلمي، وكل من خرج من بيته في ظل انتشار وباء ليقوم بعمله في خدمة الناس او حمايتهم.

Advertisements
الجريدة الرسمية