رئيس التحرير
عصام كامل

الطريقة المثالية للتعامل مع جثث ضحايا الأوبئة.. الحشرات تنقل العدوى من الموتى.. وأطباء يكشفون مخاطر التعامل مع الجثث 

ارشيفية
ارشيفية

من الموت الأسود إلى وباء الإنفلونزا الإسبانية إلى تفشي فيروس الإيبولا، اختلفت طرق دول العالم أجمع في التخلص من جثث موتي ضحايا الأوبئة علي مدار التاريخ، وخاصة أن خطر المرض المعدي الذي أصاب الميت لا يزال يمثل تهديدا لأي شخص يلمسه.

الطاعون

كان دفن موتى الطاعون الأسود فى لندن أعوام 1348-1350سببا في وفاة ما بين ثلث ونصف سكان لندن، حيث أن الطاعون لا ينتقل مباشرة من ملامسة الجثث، لكن وجود البراغيث أو القمل الذي يصاحب هذه الجثث في كثير من الأحيان يمكن أن ينقل المرض إلى الأحياء، لذا فقد كان دفن جثث الموتى بالقرب من الحي كعادة سكان لندن سببا في انتشار المرض بسرعة.

اقرأ أيضا:

مؤسس علي بابا الصينية يتبرع بأقنعة وجه لأمريكا وأوروبا للوقاية من كورونا

الانفلونزا الاسبانية

وباء الإنفلونزا الإسبانية الذى حدث في الفترة 1918-1919 مات بسببه بين 30 و 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم وكان ما يقرب من خمس سكان العالم مصابين بها، ووفقا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية.

في ذروة وباء الإنفلونزا الإسبانية وزيادة عدد الوفيات ظلت الجثث بلا دفن في المنزل بينما كان الأقرباء يبحثون عن شخص ليدفن موتاهم ولا يجدونه، ومع توقف عملية التخلص من الجثث، تزايد حجم الجثث في المدينة والمستشفيات، وهو ما ساهم فى انتشار العدوى.

 

اقرأ أيضا:

ازاي تفرق بين فيروس كورونا والإنفلونزا العادية | إنفوجراف

 

الايبولا

ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض CDC، هناك أكثر من 10 آلاف قتيل بسبب وباء فيروس إيبولا في غرب إفريقيا الذي بدأ فى السنوات الأخيرة، فعلى عكس معظم الأمراض إن الإيبولا معدية للغاية عن طريق الاتصال البشري المباشر بعد وفاة الشخص.

وقدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن "ما لا يقل عن 20 % من الإصابات الجديدة بفيروس إيبولا تحدث أثناء دفن مرضى الإيبولا المتوفين"، وبالفعل تم حرق الجثث باستخدام ممارسات الاستجابة للكوارث القياسية التي أشارت إليها منظمة الصحة العالمية باسم "إدارة الجثث"، حيث ارتدي عمال الإنقاذ معدات أثناء حرق الجثث أو دفنها بشكل طبي آمن.

ونقل عدوي الجثث وفيما يخص امكانية نقل العدوي بالامراض الوبائية عن طريق الجثث، ذكرت منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد دليل على أن الجثث تشكل خطر الإصابة بالأمراض الوبائية بعد وقوع كارثة طبيعية، وأن معظم مسببات الأمراض لا تعيش لفترة طويلة في جسم الإنسان بعد الموت.

 

وأوضحت أن البقايا البشرية لا تشكل سوى خطر على الصحة في حالات قليلة خاصة، مثل الوفيات الناجمة عن الكوليرا أو الحمى النزفية.

 

واشارت إلي أن أكثر الأشخاص عرضه لهذا الخطر هم العمال الذين يتعاملون بشكل روتيني مع الجثث، الذين قد يتعرضون لخطر الإصابة بالسل والفيروسات المنقولة بالدم (مثل التهاب الكبد B و C و HIV) والتهابات الجهاز الهضمي (مثل الكوليرا والإشريكية القولونية والتهاب الكبد الوبائي وإسهال فيروس الروتا وإسهال السليلوما والتهاب الغدد اللمفاوي / التيفوئيد). 

 

اقرأ أيضا: 

نتنياهو يقترح على خصمه تشكيل حكومة طوارئ لمواجهة فيروس كورونا

 

ويمكن الإصابة بمرض السل إذا تم التخلص من الهواء المتبقي والسوائل من الرئتين التي تسربت عن طريق الأنف أو الفم أثناء التعامل مع الجثة، وخاصة أنه المرض ينتقل عن طريق التنفس كما هو الحال بالنسبة لكورونا.

 

كما يمكن أن تنتقل الفيروسات المنقولة عن طريق الدم من خلال اللمس المباشر للجلد غير الغشاء أو الغشاء المخاطي من خلال رش الدم أو سوائل الجسم أو الإصابة من شظايا العظام والإبر، وأيضا يمكن أن تنتقل العدوى المعدية المعوية بسهولة من البراز المتسرب من جثث الموتى، يحدث انتقال العدوى عبر المسار البرازي الشفهي من خلال الاتصال المباشر مع الجسم أو الملابس المتسخة أو المعدات الملوثة، ويمكن أيضا أن تنتشر التهابات الجهاز الهضمي نتيجة لتلوث إمدادات المياه مع جثث الموتى. 

 

الجريدة الرسمية