رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وباء الفيس بوك

إيطاليا ثم فرنسا هما أكثر بلدين بأوروبا أصابهما فيروس كورونا، وعلي الرغم من هذا تعاملت كل من البلدين مع الفيروس بطريقة مختلفة.. إيطاليا أغلقت المدن علي من فيها بحجر صحي إجباري للملايين، وأغلقت المدارس حتي في المناطق البعيدة عن المدن المصابة تحسبًا لانتشار العدوي.. ثم انتقلت إلي عزل الدولة بالكامل بالأمس..

 

اقرأ ايضا: كورونا الأعمي

 

 أما فرنسا فاتبعت أسلوب البحث عن أول المصابين بالعدوى، وتتبع كل من تعامل معه ووضعه في حجر صحي 14 يوما وإغلاق المدارس والأسواق في المدن المصابة فقط.. وتنوعت الآراء.. فعلي الرغم من أن إيطاليا حصلت علي تهنئة منظمة الصحة العالمية في قراراتها الأولي، إلا إن بعض الإيطاليين اعترضوا بغضب لأنها بالغت في الأمر كثيرا وعرقلت حياة الناس..

 

اقرأ أيضا: دماء وطنين

 

وفي فرنسا أيضا البعض أقبل علي شراء المطهرات والماسكات فنفذت الكمية سريعًا والبعض الآخر يمارس حياته، وعمله ودراسته بلا اهتمام.. هذا التنوع في الآراء والتعامل مع الأزمات من قبل الشعوب أمر وارد ومفهوم كما هو في بلادنا العربية.. لكن ما هو غير مفهوم هو ردود الأفعال غير المنطقية، والتي ما زلت لا أجد لها تفسيرًا علي صفحات الفيس بوك سوي إنها وباء أكثر خطورة من الكورونا.

 

فمن المنطقي إن الحالات التي عادت لفرنسا من مصر إن تظهر الأعراض علي من خالطهم بعد عدة أيام، وهو أيضا الأمر الذي رفضه البعض في البداية، وكأنه عار يغسلون أيديهم منه وليس أمرا خارج عن إرادة العالم كله..

 

اقرأ أيضا: رحلة الجنسية الفرنسية (2)

 

ولكن انتشار الأكاذيب والإشاعات والفزع في بداية الأزمة، يبشر بارتباك مبكر من شأنه أن يدخل الجميع في اختناق حال الوصول لمرحلة أعلى، بل ربما يتسبب في الدخول في مرحلة الارتباك القصوى قبل موعدها بكثير، وكان الأجدر أن ننشر التوعية الصحية وتجنب التجمعات، ونعد العدة للمراحل المقبلة والتي سنمر بها مؤكدا لولا رحمة تأتينا من الله. 

وهناك مشاهد تنذر بتنمر وقسوة غير مقبولة..

 

اقرأ أيضا: الانتخابات الفرنسية بعيون «فرنسية مصرية»

 

الأولى نشر صورة السائحة التايوانية التي كانت أول مصابة بفيروس كورونا، ونقلته لبعض المصريين مرفقة بكلمات مهينة كما لو كانت المسكينة جاءت إلي مصر، لتنقل العدوي عن عمد وهي بالتأكيد لم تكن تعلم وليس لها ذنب، وهي إصابات كانت ستنتقل إن عاجلا أو آجلا منها أو من غيرها .

 

الثانية.. تصوير سيارة تاكسي وفيها السائق وخلفه سائح أسيوي، ومطالبة المصور للسائق بتركه حتي أنزله من السيارة ثم استكمال التصوير للرجل، وهو تائه لا يعرف ماذا يفعل والضحك عليه.. المشهد بدا غير آدمي بالمرة.. أتفهم الخوف من المرض، ولكن هل وضع المصور نفسه مكان الرجل الآسيوي، وتخيل المشهد أن مصر هي التى إنتشر بها الفيروس، وأنه كمصري يصورونه ويضحكون عليه ويلقون به في الشارع في بلاد غريبة لا يعرف لغتها دون أدني دليل إنه مريض.. هل حاولنا أن نضع أنفسنا يوما مكان الآخر لنقدر مشاعره..

 

اقرأ ايضا: سأقود موتوسيكلا (3)

 

في النهاية سواء كان الفيروس مصنعا من قبل أمريكا لعمل هزة اقتصادية عالمية، كما يظن البعض وهذا يعني أن لديها العلاج واللقاح وسيظهر في الوقت المناسب، أو إنه فيروس ظهر في أسواق الحيوانات البرية في سوق بالصين.. ففي الحالتين لدينا ظروف علينا التعامل معها بحكمة تحمي أعدادنا الصخمة بمصر..  

سأقود موتوسيكلا (2)

هذا الفيروس رسالة من الله بأن شيء صغير لا يري بالعين المجردة قادر علي أن يغير أوضاع العالم في شهور معدودة، ليعلم الإنسان حجمه في هذه الدنيا وليعلم الناس إن الظالم يموت والمظلوم يموت وكل محاسب بأفعاله حتي لو كانت مجرد كلمات أو فيديوهات ضللت أو شوهت، أو تنمرت في أوقات كان الناس يحتاجون فيها إلي الطمأنينة .

 

Advertisements
الجريدة الرسمية