رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصر والحديث عن ضرب سد إثيوبيا!

سألنا مستمع كريم علي الهواء من خلال برنامجنا أثناء حوارنا الأسبوعي مع مستمعي الإذاعة المصرية: لماذا تترك الدولة المنتجات التركية هكذا؟ لماذا لا تمنعها؟ قلت علي الفور: لأن الدولة لا تفكر كما يفكر عامة الناس..

 

الدولة تفكر ألف مرة قبل أي قرار.. ولا يعني هذا البطء أو التردد، إنما يعني تعدد مراكز البحث والدراسة التي توفر للقيادة تفاصيل أي موضوع، والسيناريوهات المحتملة، وبعدها تستشير القيادة أقرب مستشاريها، ثم يكون القرار..

 

اقرأ أيضا: هل فشلت مفاوضات سد النهضة "الأخيرة" فعلا ؟!

 

كما أن الدولة لا تفكر بانفعال وإنما بمسئولية.. فمثلا أنت تطالب بوقف الاستيراد من تركيا ومنع التصدير، وهذا حقك.. إنما الدولة كي تفكر في ذلك فستضع في الحسبان رد فعل الطرف الآخر، والمعاملة بالمثل ومصير عشرات الآلوف من العمال والموظفين ممن يصنعون منتجات تذهب إلي تركيا! وأين سيذهبون إذا توقفت مصانعهم..

 

كما أن عددا من المنتجات التركية يصنع برأسمال تركي يعمل في مصر بأيد مصرية، وقبل أن تفكر الدولة في منع هؤلاء عليها أن تفكر في مصيرهم، وأين سيذهبون وأين سيعملون!! إن مصير عشرات الألوف من المصريين يعولون عشرات الآلوف من الأسر سيكون الهم الأول لصاحب القرار..

 

اقرأ أيضا: وحدة المصريين.. وانزعاج الأعداء!

 

وهذا لا يمنع قرار إيقاف كل ذلك، لكن عند الضرورة القصوي وعند توفر البديل للعامل وللمستهلك المصري! الأن.. هل تعرفون أن مصر ـ مثلا ـ لم تقطع علاقتها مع قطر إلا بعد قطعها من شقيقات قطر في مجلس التعاون الخليجي؟ والسبب.. حتي لا يقال في يوم ما إن مصر قطعت علاقتها بدولة عربية شقيقة!!

 

هل تعرفون أن لمصر أصدقاء في غزة وداخل حركة حماس يفضلون العلاقة مع مصر كما يفضل غيرهم العلاقة مع إيران أو محور قطر تركيا؟ ومع ذلك لم تفكر مصر يوم ما أن تضرب في غزة أو تقتل، رغم علمها بكل التفاصيل هناك! حتي لا يقال يوما ما إن مصر اعتدت علي دولة عربية!

 

اقرأ أيضا: السيسى في اثيوبيا.. نهاية مهمة وبداية أخرى!

 

مصر تحكمها الآن ثوابت مهمة وقيم لا تتوفر عند آخرين والخلاصة: إن لجوء مصر للقوة لا يتم إلا في واحد من أمرين أو كلاهما.. أن يقترب أحد من حدودها.. أو يهدد أحد مصالحها دون ألا يكون هناك مفر من استخدام القوة.. لكن هذا لا يتوفر في أزمة سد إثيوبيا، فلدي مصر حلول كثيرة جدا..

 

كما أنه لا أحد يهاجم البلد الذي يأتيه الماء من عنده! هذا يعقد المستقبل.. جدا جدا! إذن ما الحل؟

 

اقرأ أيضا: مصر و3 أزمات..محاولة للفهم!

 

يوووه.. كثيرة جدا الحلول.. ليس عليك بها فهي من اختصاص آخرين نثق بهم ونأتمنهم علي مصرنا.. ليس عليك إلا أن تبتعد عن إعلام الشر.. لا تقلده ولا تدعمه بنشر زيفه وأكاذيبه، ولا تدعم أفكاره دون أن تدري.. بالسخرية من وزراء بلدك في ظل معارك يخوضونها، ولا تقلل من شأن وطنك تحت أي ظرف، ولا تنقل الإحباط لشعبك فهذا مطلوب في ذاته!

 

الشعوب تختار حكامها.. ثم تتركهم يديرون كل شيء.. من حق الشعوب مراجعة حكامهم ولكن لا يتم ذلك أثناء المعارك إنما قبلها أو بعدها!

سيقولون الأن: أيوه.. لكن لم تقل لنا ما الحل لأزمة السد؟

ونقول: لبعضها حديث آخر إن شاء الله، لكن ملخصها إن مصر بلد لا يقدر عليه أحد!

Advertisements
الجريدة الرسمية