رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصر والسودان وبينهما سد !

لم يتغير جوهر الموقف السودانى من سد النهضة الإثيوبى الأن عنه أيام حكم البشير.. فمازال السودان يقف الى جانب إثيوبيا وليس مع مصر خلال مفاوضات سد النهضة.. رغم إنه بدأ يهتم اكثر بموضوعات أمان السد وصحة وسلامة بيانات إنشاءه إلا انه مازال يعتقد رسميا إن هذا السد سوف يحقق للسودان قدرا من الفوائد..

 

 

مثل حمايته من أخطار الفيضان، وتحويل الزراعة الموسمية الى زراعة دائمة طوال العام، فضلا بالطبع عن مده بالكهرباء التى سوف يولدها.. ولذلك ظل السودان طوال مفاوضات السنوات الخمس متصالح مع إثيوبيا، حتى وإن تظاهر فى بعض الأوقات بأنه يحاول التقريب بيننا وبين الإثيوبيين، وتقديم مقترحات بحلول وسط..

 

اقرأ ايضا: المصريون وسد النهضة

 

وعندما تهربت إثيوبيا من جولة المفاوضات الأخيرة بشكل متعمد من الإجتماع الأخير فى واشنطن الذى كان مقررا ان يتم فيه التوقيع على الاتفاق،  لم يصدر السودان إنتقادا واحدا للجانب الإثيوبى، بل أصر على عدم إتمام المفاوضات بدون الجانب الإثيوبى واكتفى بمشاورات مع الأمريكيين رعاة إجتماعات واشنطن، سجل خلالها تحفظات على مشروع الإتفاق الذى أعده الأمريكيون بموافقة الدول الثلاث: مصر وإثيوبيا والسودان!

 

بل ان السودان لم بكتف بذلك، وانما إعترض على مشروع قرار للجامعة العربية، يطالب إثيوبيا بالإسراع بالتوقيع على إتفاق واشنطن ويرفض قرارها بملء السد قبل توقيع هذا الاتفاق!.. ورغم حذف إسم السودان من مشروع قرار الجامعة العربية إلا إن السودان أصر على تسجيل تحفظه على هذا القرار، الذى وافقت عليه كل الدول الأعضاء فى الجامعة!..

 

اقرأ ايضا: أمريكا تصدمنا!

 

وهذا أمر صادم، لان السودان الرسمى صار يرى ان مصلحته فى الإصطفاف إلى جانب إثيوبيا دون مراعاة للمخاوف المصرية تجاه سد النهضة، رغم أن مصر تستضيف عدة ملايين من الأشقاء السودانيين على أرضها.. ويفسر البعض ذلك بأن حلايب وشلاتين تعد السبب وراء هذا التباعد بين مصر والسودان..

 

اقرأ ايضا: سد النهضة ومفاوضاته!

 

بينما يرى أخرون إن رغبة السودان فى التخلص من  كل العقوبات المفروضة عليه هى التى دفعته بعيدا عن مصر ومحيطه العربى وقربته من إسرائيل وأمريكا.. وربما يكون ذلك صحيحا، ولكن بالإضافة إليه فإن الأمر الذى لا يمكن إغفاله هو ان البشير إستطاع خلال حكمه الطويل من تخريب العلاقات المصرية السودانية، ليس رسميا فقط وانما شعبيا أيضا، وهذا امر يتعين علينا ان نواجهه لإصلاحه، لان ما يحدث فى السودان مثل ليبيا يؤثر بالقطع علينا.

 

Advertisements
الجريدة الرسمية