رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

متضامن مع إيران

لو صحت المعلومات التي تتناقلها وسائل إعلام دولية عن الوضع الصحي بدولة إيران فإن الأمر يفرض علينا أن نتضامن مع الشعب الإيراني في محنته، لا أن نتعامل مع المواد المنشورة بشماتة كما تحاول بعض وسائل الإعلام العالمية، مع توجيه اتهامات للنظام الايراني أو الصيد في الماء العكر وتحويل الأمر إلى معركة سياسية، فالأوبئة لا يمكن التعامل معها بمنطق الضرب تحت الحزام.

 

قد نختلف مع السياسة الخارجية الإيرانية وقد ندينها في بعض المواقف، وقد نقف ضدها بشدة في مواقف أخرى وقد نتفق معها في المسألة السورية، غير أن الخلاف السياسي لا يحول الأمر إلى نكاية وكيد وشماتة، فالأسرة الدولية تتعامل مع الشعوب وفق منهج إنساني لا وفق ما تمليه السياسة على أصحاب القرار.

 

اقرأ أيضا: مؤتمر الأخوة الإنسانية.. تحديات جديدة

 

شاهدت فيديو لطفل تزعم الميديا أنه إيرانى يسقط في الشارع من إنهاك المرض. الصورة تهز الوجدان أيا كان موقعها حتى لو كانت داخل الكيان المحتل والمسمى مجازا إسرائيل، فالإنسان هو الإنسان أيا كانت جنسيته أو موقعه أو انتماؤه، فإذا صدقت الصور المتناقلة عبر وسائل الإعلام فإن إيران بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي من جيرانها ومن غير جيرانها، فالإنسانية لا تتجزأ فالأيام يوم لك ويوم عليك.

 

اقرأ أيضا: أردوغان على الحدود.. الهلاك في انتظارك

 

إن آفة المرض أو الوباء تحتاج إلى أسرة دولية تسمو فوق الخلافات وفوق المعارك، والتاريخ مليء بمتحاربين أوقفوا الحروب لعلاج الجرحى أو لمواجهة الكوارث الصحية التي اجتاحت دولا كانت في حالة حرب، وفرضت الظروف على المتعاركين التوقف من أجل هدف إنساني نبيل، وهو الأمر الذي تفرضه الظروف في حالة فيروس كورونا، أيا كان الموقع الذي وصل إليه، إذ إن الإنسانية كلها في صف وهذا الفيروس اللعين في مواجهة هذا الصف.

 

اقرأ أيضا: أمريكا- إيران.. والخطوط الحمراء

 

أقول ذلك من منطلق إنسانى بحت فالأم التي تفقد وليدها تعاني نفس المعاناة لأنها أم لاعلاقة للجنسية ولا للنظام السياسي بمعاناتها، والطفل الذي يفقد أبويه سيعاني نفس المعاناة، وفي تاريخ العالم أمثلة كثيرة لمواجهات عديدة لكوارث طبيعية أو صحية وكورونا مجرد فيروس خطير يهددنا جميعا، ولا مجال للعنصرية أو الرغبة في الانتقام في ظل وضع حرج للغاية.

Advertisements
الجريدة الرسمية