رئيس التحرير
عصام كامل

الفيروس والحكام!

هذا خبر ينطق بالكثير.. حيث يقول الخبر إنه تم وضع رئيس منغوليا في الحجر الصحى بعد عودته من الصين.. وبالطبع المعنى المباشر للخبر هو أن العالم بعد انتشار فيروس كورونا خارج الصين وأخذ يهدد العديد من دول العالم في قارات مختلفة بدأ يستشعر الخطر..

 

وربما أضحى أسيرا لحالة فزع وخوف من انتشار هذا الفيروس الذي لم يتوصل أحد سواء داخل الصين وخارجه لمصل أو علاج له، خاصة وأن معلومات طبية جديدة لا ترى أن ارتفاع درجات الحرارة مع قدوم فصل الربيع كفيل وحده بالقضاء على هذا الفيروس، مما يشى بأن الفيروس مستمر معنا لما بعد شهر أبريل الذي توقعه الرئيس ترامب موعدا للتخلص من هذا الفيروس!

 

اقرأ ايضا: خطوتنا القادمة فى مشكلة سد النهضة

لكن ثمة معنى آخر غير مباشر لخبر وضع رئيس منغوليا في الحجر الصحى بعد عودته من الصين، وهو أن الحكام والمسئولين ليسوا محصنين ضد الإصابة بالأمراض والفيروسات، وفى إيران مات أحد مسؤوليها بعد أن أصيب بفيروس كورونا.. ومصر على مدى تاريخها الطويل عرفت حالات عديدة لحكام لها أصابتهم الأمراض، كان أبرزهم فى العصر الحديث جمال عبد الناصر الذي تلقى علاجا في الاتحاد السوفييتى، وحسنى مبارك الذي أجرى جراحة خارج مصر أيضا في ألمانيا.

 

اقرأ ايضا: كورونا والبترول!

غير أن المعنى الأهم لهذا الخبر يتمثل في أن المعاملة الخاصة التي يتمتع بها عادة الحكام خاصة في بلادهم لا تمنع اتخاذ إجراءات صحية احترازية معهم وتجاههم، إذا تم الاشتباه أنهم قد يكونوا أصيبوا بمرض خطير مثل كورونا، أو حملوا في أجسادهم هذا الفيروس، وأن ثمة خطرا من أن تنتقل عدوى هذا المرض إلى المواطنين..

 

اقرأ ايضا: تخاريف كورونا!

 

وهكذا في مواجهة الحظر الصحى ليس هناك معاملة خاصة لحاكم أو مسئول، وإنما يتم معاملته شأن أي مواطن عادى ثمة اشتباه في إصابته بمرض خطير تنتقل عدواه بسهولة إلى الآخرين.. فإن المرض أو الفيروس لا يميز بين حاكم ومواطن عادى وإنما هو يهدد الجميع.

الجريدة الرسمية