رئيس التحرير
عصام كامل

الفقاعات الصوتية لازالت مستمرة!

عندما تتعدد التصريحات غير المسؤولة والنداءات والاستغاثات من قبل رئيس دولة، وفي مدى زمني قصير فهذا معناه أنه في مأزق حقيقي، ولا يعرف كيف يخرج منه، وهذا ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تحول لفقاعات صوتية على حد تعبير الرئيس بشار الأسد.. 

 

ففي الوقت الذي تقدم فيه الجيش العربي السوري تجاه الشمال الغربي لسوريا من أجل تحريره من الجماعات التكفيرية الإرهابية القابعة هناك منذ سنوات، والفقاعات الصوتية لأردوغان لم تكف. ومن المعلوم أن هذه المعركة الأخيرة تأجلت طويلا في محاولة لحسمها على طاولة المفاوضات بعيدا عن الحسم العسكري.. 

 

اقرأ أيضا: سوريا و إمكانية النهوض!

 

حيث قام الحليف الروسي ومعه الإيراني بإدارة المفاوضات مع العدو التركي عبر مباحثات سوتشي وآستانة، لكن التركي الذي ينفذ الأجندة الأمريكية الصهيونية منذ تسع سنوات على الأرض العربية السورية، ظل يماطل ولم ينفذ ما تم الاتفاق عليه لذلك حسمت الدولة العربية السورية موقفها، وقررت أخيرا اللجوء للحسم العسكري كما فعلت في كل معاركها السابقة في مواجهة الجماعات التكفيرية الإرهابية، على كامل الجغرافيا العربية السورية.

 

ومع انطلاق العملية العسكرية للجيش العربي السوري برز التفوق العسكري على الجماعات التكفيرية الإرهابية ومشغليها، حيث كان الطريق إلى إدلب وشمال وغرب حلب ورغم تمركز الإرهابيين في هذه المنطقة لسنوات ممهدا، حيث سقطت البلدات والمدن الواحدة تلو الأخرى، وتمكن الجيش من تحرير غالبية المواقع الاستراتيجية حتى وصل لمدينة سراقب، التي تتقاطع عندها أهم الطرق..

 

ومنها الطريق الدولي الذي يربط شمال سورية بجنوبها، وهنا ومع هذه الانتصارات المدوية أعلنت سوريا تحريرها لريف حلب الذي شكل صداعا دائما في رأس سكان المدينة التي حررت قبل ثلاث سنوات، لكن استمرت القذائف مستمرة من الإرهابيين عليها حتى تم تحرير ريفها قبل أيام.

 

اقرأ أيضا: الحروب الجديدة إعلامية بامتياز !!

 

ومع إعلان التحرير الثاني لحلب خرج الرئيس بشار الأسد عبر كلمة متلفزة وجه فيها التحية لكل أفراد الجيش العربي السوري والمواطنين والحلفاء. ومع إعلان التحرير تم افتتاح مطار حلب الدولي وتوافد المسؤولين السوريين إلى حلب وخرجت الجماهير للاحتفال،  لكن في ذات الوقت لم تتوقف مسيرة الجيش العربي السوري تجاه إدلب تنفيذا لتعليمات الرئيس بشار الأسد، الذي وعد بتحرير كامل التراب العربي السوري المحتل دون الالتفات للفقاعات الصوتية، المقصود بها نباح أردوغان المستمر.

 

الذي فقد صوابه بعد نجاحات الجيش العربي السوري الأخيرة، فخرج يهدد باجتياح سوريا إذا لم يتوقف الجيش العربي السوري عن تقدمه، وأنذره بضرورة الانسحاب من شرق إدلب وشمال وغرب حلب قبل نهاية الشهر الجاري وإلا فقوات الجيش التركي جاهزة لعملية عسكرية واسعة، وفي نفس الوقت قام أردوغان بطلب المساعدة الأمريكية ومساعدة حلف الناتو لوقف تقدم الجيش العربي السوري في معركته الأخيرة بإدلب.

 

وفي نفس الوقت تعال نباح أردوغان على الحليف الروسي حيث اتهم روسيا بارتكاب مجازر ضد المدنيين السوريين، وفي الوقت الذي كان هناك اتفاق على لقاء ثلاثي روسي – إيراني – تركي مطلع الشهر يتجه أردوغان لطلب اجتماع رباعي في اسطنبول، بشأن الوضع في إدلب يضم روسيا – فرنسا – ألمانيا – تركيا..

 

اقرأ ايضا: أمريكا تستهدف أحرار العالم!

 

في محاولات لزعزعة موقف الحليف الروسي لكن هيهات أن ينجح العدو التركي في ذلك، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح بأن بلاده لن تتخلى عن سوريا في هذه المعركة حتى لو وصلت الحرب إلى شوارع موسكو، وهو ما أكده أيضا وزير خارجيته سيرغي لافروف بأن القضاء على الإرهاب في إدلب أمر حتمي،  وهو ما يعنى أن التركي إذا ما حاول الصدام المباشر مع الجيش العربي السوري في إدلب سيجد ردا رادعا داخل أراضيه من قبل الحليف الروسي.

 واستمرارا للفقاعات الصوتية يخرج أردوغان مؤخرا ليقول لبعض أطراف المعارضة التركية التي سألته عن أسباب التدخل في سورية وليبيا " أننا نخوض نضال الاستقلال مجددا، وإذا تهربنا من خوضه في سورية وليبيا والبحر المتوسط وعموم المنطقة فإن الثمن سيكون باهظا في المستقبل "ثم أضاف" أن هذه السياسات ليست مغامرة أو خيارا عبثيا ".

 وبالطبع تعبر كل سياسات أردوغان منذ انطلاق موجة الربيع العربي المزعوم في مطلع العام 2011 وحتى الآن عن مغامرات غير محسوبة جيدا، فقد كان ومازال ألعوبة في يد سيده الأمريكي ينفذ تعليماته دون تعقل أو تفكير، وبالتالى أصبحت كل خياراته عبثية بعد أن هزم المشروع بكامله في سورية،  وسوف يدفع قريبا ثمن فقاعاته الصوتية باهظا بعد تعالي أصوات المعارضة التركية بالداخل، والتي تتحين الفرصة للإطاحة به وبحزبه من سدة الحكم، اللهم بلغت اللهم فاشهد.         

الجريدة الرسمية