رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: الإسلام ونشر الوعي الصحي

منتصر عمران
منتصر عمران

كورونا الوباء الخطير يهدد العالم بأسره وليس  الصين فقط فهناك أبحاث تؤكد أن الصين ظهرت وانتشرت منها الأمراض في القديم والحديث.. وآخر هذه الفيروسات  فيروس كورونا الذي  يمثل تهديدا عالميا يسعى العالم كله للتصدى له.. حتى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت لو أن هذا الفيروس تحول إلى وباء فإنه سيكون مدمرا للعالم كله.

وهذا  الفيروس بدأ من إقليم "ووهان" الصينى وهناك مرض طاعون آخر خرج من "إقليم يونان" الصينى فى عام 1855. وأطلق عليه الوباء الثالث.

وبدأ "الوباء الثالث" فى الصين نهاية القرن التاسع عشر، وانتشر فى أفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية، حيث لا يزال يُسبِّب العدوى البشرية بين حين وآخر.

وعلى مدى 30 عامًا تسبب الوباء الثالث فى وفاة نحو 12 مليون شخص فى الهند فقط. لكنه كان بطيئًا بشكل إيجابى مقارنة مع سابقيه، باستثناء تفشى حالات عنيفة وقصيرة الأمد للطاعون الرئوى فى آسيا الوسطى.

منتصر عمران يكتب: شيخ الأزهر خلية إخوانية.. افتكاسة علمانية

والوباء الثالث وباء واسع من الطاعون "الدملى" أصاب مقاطعة ووهان الصينية عام 1855.. لينتشر لاحقاً إلى جميع قارات العالم المأهولة.

تسبَّب الوباء الثالث فى نهاية المطاف بمقتل الملايين فى الهند والصين وحدهما. وبحسب منظمة الصحة العالمية فقد كان يعتبر الوباء حدثاً حاضراً حتى عام 1959، عندما انخفض معدل الوفيات العالمى منه إلى نحو 200 شخصٍ سنوياً.

ويعتقد أن السبب وراء انتشار الوباء الثالث فى نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين كان ينبع من مصدرين مختلفين.. أولهما هو بالدرجة الأولى الطاعون الذى حملته تجارة المحيطات إثر نقل الناس والجرذان والبراغيث الموبوءة على متن السفن.

وأما ثانيهما فهو مرض يصيب الرئة وينتشر سريعاً بالعدو. وقد انتشر على نطاقٍ واسع فى قارة آسيا خصوصاً بمنطقتى منغوليا ومنشوريا.

الهدى النبوي في التصدي للأمراض المعدية

 

كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد أرسى مبادئ الحجر الصحي قبل ألف وربعمائة عام وأكثر.. حيث قال صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه. وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه".

ففي هذا الحديث الشريف خطة طبية محكمة وضعها النبي الأمي في وقت لم يكن هناك فيه من يعلم بـ "الحجر الصحي" أو غيره.

فألزم المسلم الذي يكون موجودًا في بلد تفشى فيه الطاعون بألا يخرج منه وإن كان سليمًا لأنه ربما حمل المرض.. ومن يكون خارج البلد فعليه ألا يدخلها.

حكم من يموت في الوباء؟

كثير من الأحاديث النبوية التي دارت حول انتشار الطاعون والأوبئة وكيفية التعامل معها حيث فرق علماء المسلمين بين الطاعون والوباء.

الطاعون هو مرض غير معلوم المصدر بينما الأوبئة مصادرها معلومة غالبًا. ولذلك صنف العلماء الطاعون ضمن الأوبئة.

 

وفي التاريخ الإسلامي توفى عديد من الصحابة والتابعين بالطاعون شهداء.. ومن أشهرهم: أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل، حيث أصيبوا في طاعون عمواس الذي ضرب الشام أثناء خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

"الطاعون شهادة لكل مسلم" حديث رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن حكم من مات بالطاعون، والحديث وارد بالبخاري، وأيضًا روى ابن ماجة وابو داود وغيرهما.

 

قوله صلى الله عليه وسلم: الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله".هكذا عد النبي صلى الله عليه وسلم المتوفى من الطاعون شهيدًا من الشهداء.

الجريدة الرسمية