رئيس التحرير
عصام كامل

المطربة المغربية عزيزة جلال: اعتزلت الغناء 35 سنة بسبب خوفى من الشهرة والنجومية.. ومرتاحة نفسيا لقرار العودة

عزيزة جلال
عزيزة جلال

حققت نجاحى الأكبر فى أغنية "الحب لعبة" ولها ذكريات لن أنساها

 انتظرونى قريباً فى مصر والجمهور المصري له مكانة كبيرة في قلبي

 لم أندم أبدا على قرار ترك الفن.. وفوجئت بردود الفعل على عودتي 

 تعرفت على زوجي في "واقعة سرقة".. ووالدتي كانت ترفض زواجي لهذا السبب

أقدس فكرة الأسرة ودور الأم في تربية أبنائها والتفرغ لحياتها الأسرية وفضلت أبنائي على نجوميتي 

هي مطربة من طراز خاص، عاصرت عباقرة في الغناء والتألبف والموسيقى، ظهرت في زمن مثقل بالنجوم ومتخم بالمبدعين، ورغم ذلك شق صوتها الدافئ وأداؤها الرصين طريقها إلى آذان المستمعين، فتربعت في وقت قياسى جدًا على عرش قلوبهم، قبل أن تباغت محبيها بقرار من طرف واحد بالغياب والاعتزال والتفرغ لحياتها الأسرية.

ورغم الابتعاد عن الأضواء وسنوات الغياب الطويل التي امتدت إلى ثلاثة عقود ونصف، عادت مجددًا من الباب الكبير وفاجأت محبيها بقرار عودتها من جديد إلى عالم الغناء والطرب ، فكان لعودتها بهجة تشبه بهجة ظهورها الأول في سبعينيات القرن الماضى.

وكما كانت نجمة متلألئة في زمن: "أم كلثوم" و"بليغ حمدى" و"رياض السنباطى"، فإن موهبتها لم تغب ولم تجف ولم يعرض عنها الجمهور في زمن المهرجانات.  قرار العودة قوبل بحفاوة بالغة من جمهورها في مختلف أرجاء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، لكنه أثار العديد من الأسئلة عن أسباب اعتزالها وهى في قمة مجدها، وسر تراجعها عن قرار الاعتزال، والشكل الذي ستعود به إلى الساحة الغنائية من جديد.

إنها المطربة المغربية الكبيرة قدرًا وحضورًا وإبداعًا "عزيزة جلال" التي تحاورها "فيتو" وتحتفل بها وبعودتها وبحضور المرتقب إلى مصر التي شهدت سنوات تألقها وانتشارها..وكشفت خلال الحوار أسرارا تنشر لأول مرة عن حياتها الخاصة، وكيف تعرفت على زوجها، ومتى اتخذت قرار العودة، وهل تجهز لألبوم جديد

 في البداية لماذا قررت الغياب عن الساحة الفنية رغم نجاحاتك؟

بالطبع الابتعاد عن الفن أو الاعتزال من أصعب القرارات التي من الممكن أن يتخذها الفنان، لكن بالتأكيد الأسباب والدوافع تكون قوية، وكان السبب في اعتزالي هو زواجي وإنجابي، فأنا من الأشخاص الذين يقدسون فكرة الأسرة ودور الأم في تربية أبنائها والتفرغ لحياتها الأسرية، لذلك فضلت أبنائي على نجوميتي، واعتقد الآن أنه كان قرارًا سديدًا.

 هل كان هناك سبب آخر أو تدخل من أحد في هذا القرار؟

لم يجبرني أحد على قراري، فكل من حولي حتى زوجي كان يحترم قراراتي، حتى إنه قال لي بعد الزواج: "هل تريدين الاستمرار في الفن؟.. فأنا ليس لدى أي مانع"، ووقتها كنت قد اقتربت من اتخاذ قرار الاعتزال، وكنت في حاجة لشخص يشجعني على اتخاذ القرار الحاسم، ودعني أقول لك سرًا، هو أنني أخاف من الشهرة والنجومية الكبيرة، أخاف أن تغير من نفسي وتجعلني إنسانة أخرى غير التي اعتدت عليها، لذلك كان لابد أن أقف مع نفسي وأرتب حساباتي، لأنني وقت اتخاذ هذا القرار لم أكن أشعر بالراحة في حياتي.

هل تتذكرين وقت اتخاذ هذا القرار الصعب؟

نعم لا أستطيع أن أنساه، فأنا اعتدت كل عام أن أذهب لأداء العمرة، برفقة جدي وجدتي رحمة الله عليهما، وشعرت أنني أريد أن أكلم الله، وأبوح له بما في نفسي حتى يرشدني، وقلت وقتها وأنا أمام الكعبة " يارب اختار لي الأفضل، فأنا وكلت أمري إليك"، وكان القرار بعدها الاعتزال. 

 هناك قصة غريبة لزواجك من رجل الأعمال السعودي على الغامدي فهل من الممكن أن تكشفي لنا جزءا منها؟\

تضحك.. الموضوع بدأ من خلال لقاء بالصدفة في إسبانيا، حيث كنت برفقة والدي ووالدتي في أجازة هناك، وسرقت مجوهراتي، وعلمت بالخبر أثناء وجودي بمطعم الفندق الذي كنت أقيم به، ووقتها كان والدي يقف بالمطعم ويحاول تهدئتي، فوجدت بعدها شخصا يقف ويتحدث معه، ويسأل عن آخر تطورات الموضوع، وهل عثرنا على المجوهرات أم لا، ولم يكن يعرفني لأنني كنت أخفي وجهي حتى لا يتعرف على أحد.

وكيف تعرفت عليه؟

سافرت بعدها إلى المغرب وانتهي الأمر لكنه كان قد حصل على رقم هاتف المنزل من والدي الذي لم يكشف له عن شخصيتي، وكان يتحدث كثيرًا، وكنت أرد عليه ولم أبلغه أيضا بشخصيتي، وحدث شيء غريب هو تعلق روحي بيننا من خلال المكالمات، التي ظلت لفترة حتى كشفت له عن شخصيتي وتفاجأ كثيرًا، ثم طلب الزواج مني في الهاتف ولم أكن التقي به وقتها.

وما هو موقف الأسرة؟

والدي تفاجأ، حتى إنه قال لي كيف حدث ذلك ؟!، وهل عرفتيه بما يكفي من خلال مكالمات هاتفية فقط؟، فقلت له على كل شيء ووافق وقتها لكن والدتي هي التي اعترضت نظرًا لرغبتها في ألا ابتعد عنها، لكن تزوجنا بالفعل وانتقلت للعيش في السعودية.

إذا عدنا للفن.. لماذا قررت العودة في هذا الوقت بالتحديد وليس قبل ذلك؟

قرار العودة جاء بعد الاطمئنان على أبنائي، فالحمد لله استطعت تربيتهم تربية صحيحة، وأصبح لكل منهم طريقه ومستقبله، ولم أجد ما يمنع من العودة للجمهور من جديد، هذا بجانب راحتي النفسية لذلك، فكما قلت كان الخوف من أن أتحول بسبب النجومية من بين الأسباب، لكن الآن أصبحت أكثر خبرة وثباتا.

وهل كانت ردود الفعل على عودتك كما توقعت؟

كانت أكبر مما توقعت بكثير، فوجدت في أعين الناس بكل الحب والتقدير، والكثير كان سعيدًا بسبب وقوفي على المسرح من جديد، وهذا ما أسعدني كثيرًا وأشعرني بأن قرار عودتي لم يكن خاطئًا.

هل كانت الفنانة لطيفة السبب في عودتك للفن من جديد؟

لم يكن للفنانة لطيفة أي دخل في قرار عودتي للفن، فلطيفة فنانة كبيرة وأعتز بصداقتها، وأنا على تواصل مستمر معها، لكن ليست هي السبب في عودتي، وللحق هي كانت بين الحين والآخر تقول لي "أريدك أن تعودي للفن" ولم أكن وقتها اتخذت قرار العودة.   _ أريد أن أعود بك إلى ذكرياتك مع الجمهور المصري.. كيف تعرف عليك؟ بالطبع أنا بدأت في المغرب وانتقلت بعدها إلى دولة الإمارات وقدمت بعض الأغاني هناك، لكن كنت دائما ارغب في الذهاب إلى مصر، وهذا ما حدث بالفعل حيث قدمت أغنية "أول ما اتقابلنا" مع الراحل محمد الموجي ومأمون الشناوي، والأغنية نجحت بشكل جيد، لكن النجاح الأضخم كان من خلال أغنية "الحب لعبة" ولي ذكريات مع هذه الأغنية لم ولن أنساها.

وما هي تلك الذكريات؟

وقتها سافرت إلى المغرب بعد إذاعة الأغنية في مصر، ولم أتابع مدي نجاحها، حتى إنني عندما عدت إلى القاهرة، ومنذ لحظة وصولي المطار وجدت الجمهور يحتفي بي، ولم أكن أعلم السبب، فركبت في تاكسي حتى أصل إلى مكان إقامتي فوجدت الأغنية يسمعها سائق التاكسي، ويعيدها أكثر من مرة، فعرفت أنها قد نجحت، وكنت عندما أذهب إلى أي مكان في مصر أسمع الأغنية حولي بشكل ضخم والحمد لله تحولت الأغنية بعد ذلك إلى مثل يردده الناس في الشارع حتى الآن.. فدائما يقول الحبيب لحبيبته أو العكس: "هو الحب لعبة ؟!"

هل من الممكن أن نراك قريبا في مصر؟

أمنيتي حاليًا أن أذهب إلى مصر، والتقي جمهورها الحبيب الغالي، الذي له فضل كبير عليً، واعتزم أن آتي إلى القاهرة وأغني على مسرح دار الأوبرا المصرية 

من الذي قدم لك يد العون في مصر من الملحنين والشعراء؟

لا انسي الموجي والسنباطي وبليغ حمدي والفنان الكبير سيد مكاوي ومأمون الشناوي وغيرهم، فالأمانة تقتضي عليً أن أذكرهم بكل خير، وهم شركاء في نجاحي ومسيرتي كلها.

ماذا وجدت من تغييرات في الساحة الفنية بعد عودتك؟

انا لم اتفاجأ بالتغييرات، لأنني في فترة غيابي كنت أتابع ولم انقطع عن الفن نهائيًا، لكن بالطبع التغير كان على مستوى الكلمة واللحن والموسيقي، وكل وقت له فنه وهذا هو حال الفن دائما.

من من المطربين الحاليين تستمعين إليهم وتحبي موسيقاهم ؟

أحب كل فنان يقدم فنانًا راقيًا، ولا اريد أن اذكر أحد، لكن استمع لكل شخص يهتم بما يقدمه، ولا انكر أن هناك نجوم كبار حاليًا، وأصوات جيدة في الوطن العربي 

ترددت بعض الأخبار حول تعاقدك مع شركة روتانا فهل هذا صحيح؟

لم يحدث حتى الآن، فأنا تلقيت عروضا كثيرة خلال الفترة الماضية، ولم أوقع عقدا مع أي شركة، وللأمانة هناك شركات كبري في الوطن العربي وعلي مستوى جيد لكن لم أحسم قراري.

 هل تفضلين العودة بأغنية سينجل أم البوم؟

الأقرب بالنسبة لي هو أن أقدم أغنية سينجل وهذا ما أعمل عليه بالفعل، وسوف تستمعون إلى أغنية قريبًا، وهي من كلمات الشاعر الراحل إبراهيم خفاجي وألحان الملحن السعودى جميل محمود.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"  

الجريدة الرسمية