رئيس التحرير
عصام كامل

حرب الدوائر تشتعل بين نواب "برلمان عبد العال".. سرقة الإنجازات الأبرز.. واستخدام الأدوات البرلمانية وسيلة إرضاء المواطنين

علي عبد العال .رئيس
علي عبد العال .رئيس مجلس النواب

“صديق اليوم.. عدو الغد”.. قاعدة يتعامل بها غالبية أعضاء مجلس النواب الحالى، وتحديدًا مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية، لا سيما أنهم يدركون جيدًا أن معركتهم الانتخابية المنتظرة لن تكون مع الوجوه الجديدة فى المقام الأول، لكنها ستشتعل بينهم وزملائهم الحاليين «تحت القبة». 

الإطاحة بالمنافسين

«الإطاحة بالمنافسين فى الدوائر الانتخابية».. أصبح الشغل الشاغل لعدد كبير من أعضاء البرلمان، فى محاولة منهم لزيادة فرصة فوزهم بالانتخابات المقبلة، حيث لا يخشى النواب من المرشحين الجدد فى أغلب الأحيان بقدر ما يخشون من منافسيهم النواب، وتحديدًا الذين يمتلكون «أرضية جماهيرية» فى دوائرهم، ويستطيعون تقديم خدمات باعتبارهم نوابا حاليين، بعكس المرشحين الجدد، ما يجعل الصراع بين نواب الدوائر الواحدة، لم يعد خافيا بل أصبح معلنا، ويتم استخدام مختلف الوسائل والأدوات به. 

يذكر هنا أنه منذ تشكيل البرلمان فى مطلع عام ٢٠١٦، كان نواب الدوائر الواحدة، فى صراع خفى داخل البرلمان، باعتبارهم كانوا منافسين لبعضهم البعض فى الانتخابات الماضية، ومع اقتراب الانتخابات الجديدة تحول ذلك الصراع إلى صراع معلن داخل البرلمان وكذلك فى الشارع.

حرب البيانات 

الصراع الحالى بين النواب له عدة أشكال، منها حرب البيانات على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعى، ومحاولات تشويه الآخر والتقليل من جهوده وتعظيم جهودهم أمام أهالي الدوائر، بالإضافة إلى اللعبة السياسية التى يلعبها أغلب النواب بشأن «سرقة مجهود إنجاز الخدمات العامة» حيث يعلن كل نائب عبر صفحته بمواقع التواصل الاجتماعى المختلفة.

فضلًا عن نشر عدد من النواب للافتات بمحيط دوائرهم الانتخابية، يشيرون فيها إلى أنهم أصحاب الفضل فى تنفيذ المشروعات والخدمات والمرافق التى تتم فى نطاق الدائرة، مثل إنشاء المدارس أو تطوير المستشفيات أو إنشاء ورصف الطرق وغيرها، والتى قد تكون بالفعل نتيجة مجهود وسعى لأحد النواب، بعيدا عن خطة الدولة.

 إلا أن باقى النواب بالدائرة يحاولون نسب ذلك المجهود لكل منهم فقط، ويتفننون فى تمثيل وإخراج ذلك الأمر من خلال الحصول على مخاطبات رسمية من الوزارات المختصة بشأن الموافقة على إنشاء تلك المشروعات والموقف من تنفيذها، حيث يتقدم النائب فور علمه بحصول زميله فى الدائرة على موافقة على مشروع ما، بطلب جديد إلى ذات الجهة المعنية، والتى ترد عليه بشكل رسمى، أنه تمت الموافقة على إنشاء ذلك المشروع، ليعلن بدوره ذلك الخطاب الرسمى الموجه إليه من الوزارة المعنية بشأن إنشاء المشروع، ليظهر أمام أهالي الدائرة أنه من كان يسعى وراء ذلك المشروع منذ سنوات، على عكس الحقيقة، ما يتسبب فى النهاية في معارك بين أنصار النواب على صفحات التواصل الاجتماعى. 

ومن ضمن أشكال الصراع، بين نواب الدوائر الواحدة خاصة التى تضم أكثر من مركز، هو محاولات كل منهم لإنشاء المشروعات المهمة فى المركز أو المدينة التى ينتمى إليها، لزيادة ثقله الانتخابى بها، وهو ما كان واضحا خلال أزمة ظهرت بين نائبين بمحافظة الشرقية بسبب إنشاء مدرسة زراعية.

 

طلبات الإحاطة  

إضافة لأشكال الصراع السابق ذكرها، هناك صراعا جديدا، يقوم به بعض النواب، فى محاولة للتخلص من منافسيهم سياسيا وقضائيا، بتقديم طلبات إحاطة بشأن مشكلات إهدار مال عام وفساد فى بعض الجمعيات الزراعية، وهو الأمر الذى يتورط فيه نواب آخرون بذات الدوائر، حيث يحاول النواب مقدمو الإحاطة استغلال ذلك الأمر للتصعيد ضد زملائهم النواب منافسيهم فى دوائرهم، للتخلص منهم، وفى نفس الوقت كشف الفساد. 

ونتيجة لتزايد الصراع بين نواب الدائرة الواحدة، مؤخرا، لجأ بعض النواب مؤخرا إلى القيادات الحزبية والبرلمانية، لحسم ذلك الصراع والتهدئة، إلا أنها وفقا للتوقعات لن تنجح تلك المحاولات للتهدئة وسيستمر الصراع حتى إجراء الانتخابات. 

نقلًا عن العدد الورقي..،

الجريدة الرسمية