رئيس التحرير
عصام كامل

فكرى أباظة يحكى ذكرياته تحت القبة

فكرى أباظة
فكرى أباظة

فى مجلة المصور عام 1948 كتب الصحفى السياسى فكرى أباظة يتحدث عن نفسه كنائب برلمانى فكتب يقول: بدأت مشوارى البرلمانى كنائب يحسب له ألف حساب فى يوليو عام 1926 عضوا عن دائرة منيا القمح شرقية بعد التألق كمحامٍ وصحفى فى المصور والأهرام، وإذاعى مفوه ينتظره المستمع كما ينتظر حفلات الست أم كلثوم.

واستشهد بما كتبه الصحفى مصطفى أمين فى أخبار اليوم وقال: كان فكرى أباظة أحد نجوم البرلمان خطيبا رائعا ومحدثا ممتازا ومقاطعا ذكيا ومعارضا خفيف الدم، سهامه كانت تجرح الحكام ولا تسيل دماءهم، والكلمات تصيب كأنها طلقات الرصاص لكنها لا تقتلهم.

مكثت عضوا فى مجلس النواب خمس سنوات معه وكان مقعدى وراء مقعده وكنت اسمعه يتكلم فيطربنى وكأنه يغنى، كان يستطيع أن ينتزع التصفيق من الذين يهاجمهم، فهم يعلمون أنه رجل مؤمن بما يقول، لا يريد لنفسه منصبا ولا جاها ولا مالا.. وكان هذا سر قوته.

لقد كان حزب فكرى أباظة الحزب الوطنى لا يزيد أعضاؤه فى البرلمان على ثلاثة أو أربعة ومع ذلك إذا تكلم أحسست أن وراءه أغلبية وشعرت أنه لا يتكلم بلسان النواب الأربعة وإنما بلسان مصر كلها.

رشح فكرى نفسه نائبا فى أول انتخابات برلمانية عام 1942 على مبادئ الحزب الوطنى واكتسحه مرشح سعد زغلول على الرغم أن الأسرة الأباظية كلها تكتلت لتأييده.. وقضى أكثر من ربع قرن نائبا عن دائرته، يهاجم تشرشل والمندوب السامى وحاكم السودان، يسأل الوزراء ويطلب الإحاطة ويستجوب ويقدم الاقتراحات فى كافة الشئون، يهاجم الانحراف والفساد.

يطالب بتوفير القوت للشعب ويتبنى مشاكل الفلاحين والعمال وعندما يشعر بأن هناك من يحاول الاعتداء على حرية الصحافة ينبرى كالأسد يدافع عنها بكل قوته ولم يترك قضية من قضايا الوطن إلا ودافع عنها فى عام 1939 اندلعت فى مصرحملة نقدية ضد الدكتور طه حسين بعد صدور كتابه (الأدب الجاهلى) وكان عميدا لكلية الآداب واتهمه المعارضون بالكفر والزندقة وطالبوا بطرده، ووقف فكرى أباظة يدافع عنه.

ذكريات الثمانينات مع الموسيقار عماد الشارونى بدار الأوبرا ..السبت المقبل

وفى عام 1943 كان أباظة بطلا لأول واقعة فى الحياة البرلمانية تطلب فيها الأغلبية من بوليس الحرس الملكى إخراج عضو من البرلمان.

والقصة تتلخص فى تقديم أحمد حسنين رئيس الديوان استقالته إلى الملك بعد أن تقدم نائبا الى وزير المعارف نجيب الهلالى بسؤال عن ثمن الأثاث الذى صنعه لحسابه بإحدى المدارس الصناعية بمبلغ 535 جنيها لم يسددها، فوقف النائب فكرى أباظة يهاجم الحكومة بموضوعية مما جعل الحكومة تطالب بخروجه من القاعة.

الجريدة الرسمية