رئيس التحرير
عصام كامل

سيد الحمري يكتب: ما لا يخبرك به الآخرون

سيد الحمري
سيد الحمري

تجربة  الهروب من الواقع تبدو شيقة بعض الشيء، قد لا تكلفك أموالا طائلة لتعيش تلك اللحظة التي تشعرك بنشوة الخيال الذي دائما لا تستطيع تحقيقه على الأقل في الوقت الراهن، فقط كل ما عليك أن تتكئ على كرسي يشبه الأرجوحة، وتغمض عينيك وتنحي كل الأمور التي تنغص عليك يومك وتحلم، نعم تحلم، ولا تكترث لما تحدثك به نفسك من متاعب.

احلم أنك تجلس في سيارتك الفارهة ذات اللون الأسود الداكن، والأمطار تهطل من حولك، احلم أن لديك أسرة وأطفالا ومنزلا متعدد الطوابق تحيط به ساحة خضراء يطغى اللون الأخضر على حرمها، والأشجار العالية تزحزحها الريح يمينا ويسارا وأنت تشاهد هذا الحدث الذي لا يكاد يتكرر كثيرا، الواقع سوف يحاول إيقاظك، قاوم لا تستفق، واستمر في الهروب.

احلم أنك ذاهب إلى شركتك صباحا وتباشر عملك وتتابع أسهمك في البورصة التي ترتفع وتنخفض مرارا وتكرارا ولا تخف لن تخسر فهذا الهروب مجاني للغاية، احلم أنك فزت بالأوسكار، كأحسن ممثل في فيلم رومانسي أو أكشن.

اذهب إلى البحر واجلس على الشاطئ وانظر إلى لون البحر الأزرق الذي يصافح السماء، وتخيل وأنت جالس على البحر ما يحلو لك.

الواقع لن يكف عن إفاقتك فأنت تلقنه درسا قاسيا، قد يخبرك الآخرون أن هروبك عجز، وسيبقي داخلك فقط ولن يخرج إلى حيز التنفيذ والتطبيق، فلا بأس، ولكن عش التجربة واستمتع وسترى خلاف هذا الهراء.

سوف تصل لعالم أكثر طمأنينة لطالما تمنيته من قبل، عد بآلة الزمن التي تسير بسرعة الضوء للماضي كما بينت الفزياء ذلك ولا يهم إذا كانت حقيقة أم لا، فأنت في حلم خارج عن ضوابط وقيود.

تذكر سنوات طفولتك، ولعبك في الشارع واتساخ ملابسك وتعنيف أمك لك على هذا الفعل، عد إلى الأصدقاء في مدرستك القديمة وكيف كانت أحلامك القديمة التي تبددت على مر السنوات، عد لنفسك وللطفل الذي بداخلك وسوف يتحقق مرادك وهذا لا يخبرك به الآخرون.

الجريدة الرسمية