رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مقبرة الحاجة سعاد.. مأساة أسرة على قيد الحياة تبحث عن "قشة النجاة" | فيديو وصور

صورة من داخل غرفة
صورة من داخل غرفة الحاجة سعاد

في حدائق القبة 25 شارع حسن النوبي، تعيش أسرة الحاجة سعاد، حيث العدم والحياة شيء واحد، غرفة واحدة على شكل مقبرة، يقطنها أربعة أشخاص، الأب والأم "مصطفى وسعاد" واثنان من الأبناء  "محمود وحازم" يعشيون في أسوأ ظروف ممكن أن يحيا فيها البشر، فالأب يعاني من حالات الاضطراب والصرع العقلي والسكر، وملازم للفراش طوال اليوم، والابن الأكبر  يعاني من مرض البهاق ويحتاج إلى العلاج،  ترك القهوة التي كان يعمل فيها، ولازم الفراش بعد نظرات الناس إليه.

انخرط الابن الأكبر في البكاء على نفسه بسبب معاملة المدرسين وزملائه في المدرسة، وعلى حالة أمه التي يرثى لها ولا يملك أن يقدم أي شيء سوى أن يحملها على كتفه ذهابا وإيايا إلى ما شاء الله ليوفر لها العلاج والطعام.

 

 

 

زارت "فيتو" الحاجة سعاد لرصد معاناة الأسرة بعد أن التقينا بها صدفة في وزارة التضامن فقالت لنا: "والنبي يا ابني تيجي تزورني وتصوروا  حالتي".

 

 

الأم سعاد توفيق بخيت، في العقد الخامس من عمرها، تلازم فراش المرض منذ 17 عاما، كانت تكنس الشوارع، وتمسح سلالم العمارات للحصول على القليل من المال لتوفير الطعام للأب الذي يعاني من الصرع والأبناء في المدرسة تقول سعاد: "كنت بساعد مع جوزي مسيبهوش، أنا هدخل بيه الجنة، لا كنت بشتكي من أي حاجة.. وكنت أشتري لأولادي كل حاجة، ولما تعرضت للسقوط من السلالم في المدرسة واحد خرج من 3 ابتدائي، والثاني خرج من رابعة".

 

كانت  الحاجة سعاد، تعمل في إحدى المدارس بعقد شهري، وفي أحد الأيام تعرضت للسقوط على سلالم المدرسة وأحدثت الإصابة مضاعفات عديدة دفعتها لملازمة فراش المرض لا تتحرك من عليه إلا لقضاء حاجتها في نفس الغرفة التي يسكنها الجميع، والذي يحاول صاحبها بشتى الطرق طردهم منها، بعد أن شاهد مسئولا بوزارة التضامن يعدها بتوفير شقة لها في مداخلة إعلامية إلا أن الحلم تحول إلى كابوس ولم تحصل على الشقة وتابعت: "صاحب الشقة كل يوم يقول لنا شوفوا لكم مكان تاني إحنا هنبيع البيت.. هنروح فين؟ نترمي في الشارع ! 

 

شاهد:

أبرزها تأمين البطالة والشيخوخة.. مزايا قانون التأمينات الاجتماعية الجديد

 

 

وتابعت العجوز في سرد المأساة: "والله طلبت من ابني الصغير يحطني تحت كوبري النيل، تعبت من المرض والتعب لا باب شارع ولا باب شقة والكلاب بتدخل علينا واحنا نايمين وكل اللي بطلبه من ربنا وإخواتي المؤمنين أتعالج أنا وحازم، وأطلع عمرة وأزور رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشقة تسترني بعد ما صاحب البيت هيرميني في الشارع".

 

 

 

وأضافت: “لفيت على المستشفيات كلها عاوزة دكتور عظام يشخص لي حالتي، فهناك من يقول لي عندك روماتيد، وضعف في العضلات، والغضروف، ومفصل فمي واقع، لا أستطيع الأكل على أسناني، رقدت وسلمت أمري لله، واللي يسترني أنا وولادي وجوزي ربنا يستره في الدنيا والآخرة أنا مريضة وجوزي مريض وولادي الاتنين تعبانين”.

 

 

 تستكمل الأم وصف المأساة التي يعيشها الابن الصغير حازم “بيسقط في الامتحانات لأنه قايم على رعاية أمه وبيقول لي يا أمة أنا تعبت من الحياة والدنيا عاوز أنتحر أرد وأقول: احنا مؤمنين وموحدين بالله يا حازم، بيبكي بيا وهو حاملني على كتفه في الطريق لأن ممعناش تمن التاكس اللي يوصلنا للوزارة فقلت له ارميني يا ابني على أي كوبري نشحت تمن الأجرة، وفي يوم راح يبكي عند محل بيبيع أكل لأن ممعناش فلوس.. باحلم يكمل تعليمه ويدخل كلية الشرطة الناس لما تشوفه في الشارع وهو حاملني على إيده تدعليه بس تعب، ونفسي في شقة تلمني أنا وعيالي وجوزي قبل ما صاحب الأوضة اللي ساكنين فيها يرمينا في الشارع".

 

 

 

Advertisements
الجريدة الرسمية